مواضيع اليوم

جامعاتنا.. للوراء در !

رانيا جمال

2012-04-16 05:05:23

0

كريم ابو طوق

حلت جامعاتنا في مراتب متأخرة لا تحسد عليها في التصنيف العالمي للجامعات وبارقام لا يمكن تصديقها البتة، اذ لم تظهر الا بعد الرقم "7000" و "10,000" من بين "12" ألف وهو تراجع خطير جدا، بل انها غابت عن الظهور ضمن أبرز الجامعات العربية لصالح جامعات مصرية واماراتية وحتى سعودية وسودانية !..ولكنها احتفظت بموازاة جامعات عربية أخرى في الصومال وجيبوتي وارتيريا !.

مع ان وزارة التعليم التعالي مازالت متمسكة بمعادلة الشهادات الخارجية وترفض الاعتراف بشهادات جامعات تتقدم على نظيراتها العراقية بعدة آلاف من المراتب !..إمعاناً على ما يبدو في طرد الكفاءات وحرمان مؤسساتنا المختلفة من مؤهلات يمكن ان تقدم اضافات جديدة بدل التكرار الذي يستنسخ نفسه بلا فائدة.

ربما لو كانت القضية معكوسة لهان الأمر، اي لو رفضت البلدان الأخرى الاعتراف بشهاداتنا لكان الوضع طبيعياً ولعرفت وزارة التعليم العالي انها تتحكم بتوزيع وظيفي داخل العراق فقط ليس له اي اساس علمي أو مصلحي عام.

الواقع مؤلم بلا شك، وأكثر ايلاماً ان نصرّ على مكانتنا العلمية الوهمية ونتمسك بسراب ليس له وجود.

نحن في حاجة الى وقفة شجاعة تعلن حالة الطوارئ والتأهب القصوى لتدارك الأمر بما في ذلك اعادة تكرير وغربلة ما انتجنا من خريجين في مختلف الاختصاصات لنمنحهم الثقة بانفسهم وبما يحملون من شهادات علمية لا يشكك بها أحد.

نحن في حاجة الى اعادة الهيبة للجامعة العراقية بعد ان فقدتها لصالح الطموحات الفردية التي اعادتنا الى الوراء.

لا يمكننا والحديث هذا ان ننكر ما تقوم به وزارة التعليم العالي من جهود في مجال البعثات الخارجية، ولكننا لا نستطيع ان ننكر ايضا ان أغلب هذه البعثات هي لصالح دوائر حكومية لا تعود بالنفع على التعليم الجامعي بشيء يذكر، كما لا يمكن عد من يحصلون على البعثات جميعاً ممن يعوّل عليهم في النهوض بمستقبل التعليم العالي والبحث العلمي.

الشيء بالشيء يذكر فقد زارت خريجة جامعة ايرانية العراق قبل أيام وأصرّت على دخول جامعة بغداد من باب الفضول العلمي، وفعلاً أخذها صديق الى حيث مبتغاها.

الفتاة تحمل بكالوريوس علوم حاسبات من طهران ولكنها لم تخفِ استغرابها لما شاهدت في الحرم الجامعي من مظاهر لا تدلل على وجود حركة علمية بين الطلبة، وتساءلت بدهشة: لا أرى طالبة أو طالباً يحمل أو يقرأ كتاباً أو دفتراً أو ورقة من اي حجم مع ان الامتحانات على الابواب.. لماذا وهل هذه دار علم حقا ؟ لم يجبها صديقنا بشيء !.

ما رأته خريجة جامعة طهران لا يعدو عن أحدى ما يلي: مزاح ودردشة بين الاناث على حدة، أو بين الذكور بعضهم مع بعض، أو ذكور واناث.. كما لاحظت ولع طلابنا بالهواتف النقالة وأحدث موديلات الملابس وقصات الشعر !.

ومع ان هذا الحال لا يمكن اعمامه على كل الطلبة والجامعات والكليات والمعاهد العراقية، الا انه بلا شك بات سمة من سمات شبابنا المتعلم بعمومه.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !