مواضيع اليوم

جامعاتنا..إلى أين ؟

محمد الشبراوي

2010-11-03 19:41:25

0

عنونة المساء في مقتطف لها حول الجامعة المغربية " عودة الحروب إلى الجامعة " و لاشك انه عنوان كبير لمشكل كبير فعلا يطرح أكثر من تساؤل و إذا ما كانت خلاصة النقطة التي اختارتها المساء هو أن السبب في هذه المواجهات أو الحروب هي قلة العقل فأنا أقول انه ليس قلة عقل بل أكثر من ذلك .

في مختلف السنوات الجامعية لا يمكن ان تمر سنة بدون أن تكون مواجهة سواء مفتعلة أو غير مفتعلة و إن تعددت أسبابها فإن الهدف واحد و هذه الأهداف تكون مسطرة حسب رغبة البعض الجانب الخفي في هذه المواجهات التي لا يعرف لحد الآن المسؤول الحقيقي عنها خصوصا إذا علمنا أن كل طالب يسمى مناضل يوجد لدى السلطات الأمنية ملف حول أفكاره و تحركاته مهما بلغت بساطتها .

في مراكش خصوصا أصبحت عصابة تسمي نفسها طلبة تتهدد الكل من طلبة و أساتذة و حتى الحي الجامعي بهذه الأخيرة أصبح مرتعا لطلاب عمروا في الجامعة سنوات طوال و لا رغبة لهم في مغادرتها لذلك فهم يستغلون هراواتهم و سكاكينهم من اجل الاستيلاء على السكن الذي هو من حق كل طالب لا تتوفر له الإمكانية للكراء خصوصا و هو من مدينة بعيدة .

كان يعيش في حي مراكش نسيج من العمال و الطلبة الجدد و "المتقاعدين" و لاشك أن المواجهات بين قوات الأمن و الطلبة في الحي الجامعي مراكش خلال سنوات ليست بالبعيدة و التي استمرت ثلاثة أيام تبين القوة التي وصل إليها بعض الطلبة و التحدي الكبير الذي يعانيه أفراد قوات الأمن لحظة تفكيرهم في اقتحام الحي .

ما مراكش و حالته إلا نموذج بسيط ففي مختلف الجامعات المغربية التاريخية كفاس و مكناس يتبين أن المواجهات أصبحت عادية مع رجال الأمن أو بين الطلبة أنفسهم فلا تمر سنة بدون مواجهة بين الإحياء المجاورة لجامعة ظهر المهراز و بعض الطلاب و القاطنين بحي ظهر المهراز تستعمل فيه مختلف الأسلحة البيضاء كثيرة الذكر و الحجارة و كنا نسمي الحرم الجامعي ب "ساحة الفلوجة" نتيجة الدمار الذي يلحق بالأرصفة و الأشجار الموجودة داخل هذا الحرم .

المشكل الحقيقي يكمن في من يقف وراء هذه المواجهات ؟ من المستفيد من هذه الأخيرة؟ و ما السبيل لتوفير الأمن و الأمان و الحفاظ على مصالح الطلبة داخل الجامعة و الحي الجامعي؟ إلى متى سيستمر هذا المسلسل من العنف و الاستهتار بقوة الجامعة في إخراج النخبة؟ و هل أصبحت كذلك؟

إنها أسئلة واضحة و تحمل الكثير من المعاني التي لا بد منها لحل أزمة الجامعة المغربية و إن كانت أزمة بنية تحتية أولا و ما يتبعه إلا أن هذه المواجهات و ما يليها يجب أن يكون محط نقاش من أجل جامعة مغربية قوية و قادرة على التفاعل مع مجتمعها .

في المواجهة قبل الأخيرة التي وقعت بين الطلبة الإسلاميين والقاعديين تبين لي بالأساس قوة الجهاز المخابراتي المغربي في الجامعة فهم يعرفون" المناضلين" بأسمائهم و صورهم و رقم غرفهم و كذلك اصد قائم و يعرفون كذلك جرائمهم لكن لا اعرف لماذا لا يضعون حدا لهم ؟

إن أزمة الجامعة المغربية أزمة عميقة و إذا كانت الفصائل تلعب دورا مهما داخلها فإنها هكذا و بفكرها الحالي إنما تشكل ضربة للجامعة المغربية و تخدم مصالح لا تريد لجامعات المغرب أن تكون فضاء للبحث العلمي و التكوين الأكاديمي فهل من عاقل ؟

محمد الشبراوي
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات