جاليري الحرب الأهلية السورية
حلقـة (3)
في تبرير حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله إزاء تدخل عناصر هذا الحزب في الحرب السورية الأهلية ؛ قال حسن نصر الله أن الولي الفقيه يبسط سلطته على العالم الإسلامي أجمع ...
ولكن الذي فات على حسن نصر الله أن العالم الإسلامي ليس موحداً من الناحية الطائفية . فهناك إلى جانب الأغلبية السنية طوائف أخرى كثيرة ، كل منها يدعي أنه الأحق بالإتباع ولكل منها وليها وفقيهها الذي تتبعه وتُحكّمه عليها في الدين وغير الدين .... والطائفية الشيعية ليست هي الأغلبية ولا تمثل أكثر من 17% بكل مكوناتها المتصارعة فيما بينها ؛ مع الوضع في الإعتبار أن تعداد المسلمين اليوم يصل إلى قرابة الملياران و200 مليون نسمة أغلبيتهم الكاسحة سنية المذهب.
وطالما كان الأمر كذلك ؛ فإن الأحق بالإتباع وبسط سلطته على العالم الإسلامي أجمع إنما يجب أن يكون من الطائفة السنية بدون حاجة إلى إجراء إنتخابات من عدمه ...
الآن وبعد أن تحولت الحرب الأهلية السورية إلى حرب طائفية مكشوفة . فليس من المتوقع أن يهزم شعب في أرضه .. هذه رابعة المستحيلات .. ولو كان الأمر كذلك لإستطاع الإتحاد السوفيتي بكل جبروته هزيمة أفغانستان . ثم ولإستطاعت الولايات المتحدة هزيمة هذا الشعب أيضاً.
واقع الحال أن إيران لاتمتلك إمكانيات الإتحاد السوفيتي السابق الإقتصادية والتكنولوجية والتسليحية والعددية .. وبطبيعة الحال فلا مجال للمقارنة في هذا المجال بينها وبين الولايات المتحدة سواء من قريب أو من بعيد.
الأخطر في جديث حسن نصر وترديات إعلانه الأخير هو أنه فتح الباب على مصراعيه الآن لكافة الدول للتدخل طائفياً في هذه الحرب الأهلية السورية .. وإذا كانت إيران لاتحفل بأعداد موتاها . فإنها حتماً لن تستطيع تجاهل تكلفة هذه الحرب ؛ وإلى أي مدى ستقفز ارقام فاتورتها وديونها ...
فهل سيرضى الشعب الإيراني بتحمل العبء من أجل سوريا إلى ما لانهاية على حسابه؟ وهل سيتحمل حزب الله تقليص ميزانية الدعم المالي الذي ترسله إليه إيران لصيانة موقفه ووضعه السياسي والعسكري في لبنان . وكذا رعايته الإجتماعية وإعاناته المالية لأفراد وعائلات الطائفة الشيعية . وتسديد رواتب وأجور عناصر مليشياته .. إلخ في هذا البلد الفقير؟
حُسن الظن بروسيا لايبدو عين العقل .. فإذا كان إقتصاد الإتحاد السوفيتي لم يتحمل نفقات وتكاليف خسائر الحرب في أفغانستان . فهل ستفلح روسيا وحدها أو إلى جانب إيران وبعض العراق في تحمل نفقات هذه الحرب اليومية الباهظة؟
المسألة إذن تظل مسألة أموال .. والمال يلعب لعبته مع مرور الوقت .. والوقت يمضي في صالح الثورة السورية لأن ستظل مدعومة من الجانب الأغنى والعدد الأكثر في دول العالم.
صدق المثل الذي يقول "إذا كان المتحدث مجنون فإن المستمع عاقل".
التعليقات (0)