علي جبار عطية
كنت اراقب بعض المشاهد في الدراما الرمضانية فلفت انتباهي ان الممثلين والممثلات في الدول الغنية مازالوا يستخدمون الهاتف الأرضي ولو حسبنا نسبة استخدامهم للهواتف النقالة لما وجدناها تزيد على الأربعين في المئة بعكس الحال في العراق اذ تجد حتى الفلاح في اقصى قرية في الجنوب المهمل يستخدم الموبايل!
الأمر هذا يجر الكثير من المشكلات فقد حكى أحد الأصدقاء انه قبل أيام تعرض الى استجواب أمني من زوجته اثر مكالمة تلقاها بينما كان يستعد لقراءة جزء من القرآن الكريم والمفارقة ان المتصل كان رجلاً ذا صوت انثوي !
بعض الأخوة الذين يعملون في دوائر ذات ضبط اداري عال يقعون في حيرة من أمرهم حين يعودون الى مساكنهم اذ ان المسؤول يروم الاتصال بهذا الموظف والطلب منه أن يقطع اجازته او يجيب عن استفساراته فاذا اجاب على المكالمة تعكر سياق حياته المدنية واذا لم يجب فان مسؤوله سيسرها في نفسه ويحاسبه في ما بعد حساباً عسيراً !
أما ذوو العلاقات العامة الواسعة فان محنتهم محنة كبرى فاذا صعد أحدهم في سيارة وانهالت عليه ثلاث مكالمات خلال ربع ساعة فمعنى هذا ان الراكبين سيأخذون عنه انطباعاً سلبياً ويتهم بأنه (يفيك) و(يتلوك)!
ولقد اكتشفت مبكراً بعد سقوط النظام ان الذي يحمل هاتفاً نقالاً فكأنما يقيد نفسه بجاسوس يحسب عليه حركاته وسكناته فصمدت سنتين وبعد الحاح الأصدقاء اضطررت لاقتناء هاتف من نوع صرصار ووقتها بدأت سلسلة الخسائر!
قبل يومين جاء الفرج بان ضاع الهاتف فشعرت بحرية هائلة كأنني تسرحت من الجيش العراقي المنحل وتذكرت بعد عشرين ساعة اني نسيت الهاتف في مكان العمل فمرت في ذهني حكاية بطلها جحا تقول ان جحا اقتاد عشرة من الحمير وقبل ان يصل الى السوق نزل من احدها وقام بالعد فوجدها عشرة حمير وحين ركب على أحدها وعدها وجدها تسعة فحل المسألة بان نزل وقال : ان امشي ومعي عشرة من الحمير أفضل من اركب ومعي تسعة حمير !!
التعليقات (0)