علي جبار عطية
عاش زقاقنا الاسبوع الماضي فوضى لا اخلاقية! اذ قام جار سفيه بحفل صاخب خارج داره وجاء بشخص يبدو انه كان يتدرب على غنائه في الحمام ليصدح باغان سبعينية ومعزوفات مبرمجة. أما سر الاستهجان لهذا العمل فهو عدم احترام مشاعر عوائل ضحايا تفجيرات الثلاثاء الدامية يوم 6-4-2010اذ انهارت سبع بنايات أقربها الينا عمارة سكنية في الحي الصناعي القريب من مدينة الشعلة. لم تجف دماء الضحايا ولم يتسن لحد الآن ازالة الانقاض.
واذا بهذا الجار عديم الذوق وبعد يوم واحد من هذا التفجير يشارك المجرمين احتفالهم باستهتار ملحوظ. وبغض النظر عن كون صاحبنا من مستحدثي النعم او انه سائق كيا فان الواجب الاخلاقي يفرض عليه أن يراعي الذوق العام لكن كيف يراعيه وهو بلا ذوق ولا يهتم بأمور الناس واذا كان هو سائق كيا ويعايش الناس يومياً فكيف يضع مشاعره في ثلاجة ويصم أذنيه عن سماع ايقاع الفجيعة.. ورب سائل يسأل: هل يعطل الناس اعمالهم ويتركون أفراحهم مع كل تفجير دامٍ وكيف تستمر الحياة التي اصبح العمل الارهابي جزءاً من مشهدها اليومي العراقي؟ والجواب ان الحياة يجب ان تستمر في كل الأحوال فبعد كل عمل تخريبي نجد على بعد خطوات اطفالاً يلعبون ونسوة يتسوقن وعمالاً يبنون لكن ان يستهتر شخص بمشاعر الآخرين بمثل ما فعل صاحبنا فهذا غير مقبول لا اجتماعياً ولا دينياً ولا اخلاقياً.. اتعلمون بماذا انتهى الحفل الصاخب!
لقد انتهى ليلة الأربعاء 7-4 بهزيمة المحتفلين بعد هطول مطر كثيف على رؤوسهم وكادت اجهزة تشويشهم تتعطل وتلجلج المغني ولم يعرف كيف يحمي رأسه تاركاً انكر الأصوات في الفضاء! شكراً للسماء التي تكفلت بمعالجة هؤلاء الذين قال فيهم الشاعر:
لكل داء دواء يستطب به
الا الحماقة اعيت من يداويها!
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)