جارديان: من الصعب تصدير حرب إسرائيل وإيران للمنطقة
رأت صحيفة (جارديان) البريطانية أنه في حال نشوب الصراع العسكري المتوقع بين إسرائيل وإيران، فسيكون من الصعب على كلتا الدولتين تصعيد الموقف إلى حرب كبرى في المنطقة فإسرائيل ليس لديها مصلحة في صراع كبير من شأنه أن يسبب أضرارا جسيمة للدولة الإسرائيلية، وكذلك بالنسبة لإيران.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حال قرر رئيس الوزراء الإسرئيلي "بنيامين نتنياهو" شن الهجوم على إيران فسوف يكون تركيزه على تحقيق أقصى قدر من النجاح والتقليل من أي آثار سلبية قد تتبع، وتتوقع إسرائيل رداً انتقامياً من جانب حلفاء إيران غير الحكوميين من حماس، والجهاد الإسلامي في فلسطين وحزب الله وشن هجمات صاروخية على الاراضي الاسرائيلية.
وبما أن إيران تعتبر القدرة النووية هو ضمان مستقبلي لبقاء الثورة الاسلامية وقادة رجال الدين يدركون أيضًا أن بدء حرب كبرى من شأنه أن يجعل التدخل الأمريكي أكثر احتمالية ومثل هذا التدخل يشكل تهديدًا وجوديًا لهذا المشروع الثيوقراطي الذي تدعمه الجمهورية الإسلامية.
فإنه في حال وقوع هجوم إسرائيلي، سيكون رد إيران قائمًا على معايير دقيقة لتحقيق ثلاثة أهداف، أولها معاقبة إسرئليل على الهجوم، وثانيا ردع الهجمات الإسرائيلية وخلق مجال لبرنامج النووي الإيراني المعاد، وأخيرا، إضعاف الولايات المتحدة، أي ما يمثل الدعم الدولي لإسرائيل وذلك لزيادة ضعف وعزلة إسرائيل.
وأضافت الصحيفة أن حزب الله وحماس وغيرهما من الحلفاء غير الحكوميين لإيران تلعب دورًا رئيسيًا في إحداث الرد الانتقامي الإيراني، وسيطلقون عددًا من الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية مما سيؤدي إلى تصعيد الأزمة وزيادة الخطر على المنطقة في حال قتل العديد من المواطنين الإسرائيليين.
وكخطوة انتقامية، فإن إيران ستحاول أن تضعف علاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، مما سيجعلها تتخذ إجراءات ضد الأصول البحرية الأمريكية في الخليج أو محاولة زرع ألغام في مضيق هرمز، حتى تسبب في ارتفاع الأسعار في أسواق النفط العالمية وزيادة الانزعاج الدولي.
ولكن على الرغم من ذلك، فعلى القيادة الإيرانية أن تفهم أنها لن تستطيع الفوز إذا دخلت في صراع عسكري ضد الولايات المتحدة، ولا الاستمرار والصمود لمدة أطول من بضعة أيام، لذلك فإن فكرة الحرب الإقليمية وتصعيد الصراع العكسري الإيراني الإسرائيلي أمر بعيد كل البعد وغير مرغوب فيه من كلا الطرفين.
التعليقات (0)