مواضيع اليوم

جارتي بهية (قصة قصيرة)

طالبه تخشى الموت

2013-06-26 20:18:37

0

 

 

 

 

 مرت أيام طويلة بعد إن سويت الخلافات    بيني وبين    جارتي الجديدة..

في هذا الأيام والتي أصبح لها مذاق وطعم خاص إحساس بالأخر ..اهتمام متبادل

وتناغم بالأفكار والمشاعر ..

اسمع وقع  إقدامها قريبة.. ارفع لا إراديا صوت المسجل لأغنية لام كلثوم إي كانت الأغنية..

تمر ساعة وأكثر وحين يأتي موعد النوم المتأخر اسمع أغنية لعبد الحليم (زي الهوى) تنساب موسيقاها وأنغامها بنعومة   ويسر وهدوء من احد نوافذها    القريبة

يزيد نغمها وروعة الكلمة في الاشتياق والشعور بغربة الروح التي تجتاحها رياح الحنين

لكن لمن هذا الحنين  يا ترى !!

لهذه السيدة التي  لا اعلم عنها وعن ماضيها وحاضرها الا النزر اليسير..

أم الحنين لأحبة فارقونا وفارقناهم ودق الزمن إسفين بينا وبينهم لا كلمة عبور من خلاله,

هل ابتكر لي قصة حب وعشق خيالية تجعلني استثمر كل هذا الاهتمام العاطفي في المحيط الذي حولي..

أم اعمل على إقامة علاقة حب وصداقة وتعارف مع احد الغواني الساحرات ممن حولي..وهذه مغامرة غير محسوبة العواقب فمشاعر الآخرين ليست لعبة.

قبل الاستسلام إلى الكرى أظن إني أدركت  النتيجة هي ألا محض أوهام وأضغاث أحلام ..وعلي التفكير بعقلانية    الواقع ..

أتذكر هنا أول لقاء جمعني بجارتي السابقة ذات الحسن والدلال والغنج والتدله الفريد ..

اعتقد أنها كانت حيادية المشاعر تجاهي أول الأمر ..وكيف سار الأمر إلى أن تصبح معشوقتي  الأثيرة, لا أدركه جيدا..أجد سعادة خفية في كوني أتغابى عن سر

استجماع كل أسلحتي كذكر جريء تغلب على مظاهر الخجل والعفة والاعتدال المعهود..هذه السعادة  الخفية يقابلها على الطرف النقيض شعور بعار ما ينتقص من شأني, يجعلني ابذل مجهودا عقليا كبيرا لاخفاؤه والسيطرة عليه على الأقل..

ولا يهم. أيا كان سبب إصراري المفتعل على الاحتفال بنصر حققته مع أنثى يحلم بها الكثير لا بل يجفل خوفا ووجلا منها الكثير..وفي عصر هو  سمته الهزائم .

هنا اذكر وصايا احد أقاربي عندما كنت صغيرا وقادما إليه من بعيد زائرا

كيف تركني في الحافلة وحدي!!! مع ورقة صغيرة بها عنوانه ..

قريبي اخذ يغازل بعينيه ,غانية كانت تجلس قبالتنا .أومأ لها إيماءة  غريبة .فهزت له رأسها ..أزاحت منديلا كان يلف رقبتها..وإعادته إلى مكانه ...بسمة ..ضحكة.همسات وهمهمات كانت بينهم  ..

وقفت الحافلة نزلت الغانية وتبعها قريبي ..وهمس بإذني مختالا كطاووس :- ((هذه هي المدينة ..لا تعطي قبل أن تأخذ ..واذا أخذت لا ترضى بالقليل..))

هذه المدينة أذن.. كما وصفها.. رنت كلمته بإذني ..رفعت راسي انظر من خلف زجاج الحافلة إلى البنايات الشاهقة ..والوجوه والأزياء و(الرطنات )الغريبة من حولي..

شعور بالخوف انتابني لأني بقيت وحدي ,بعد أن ترك أمانة أرسلت إليه ,هذا الذئب الآدمي , الذي سال لعابه عند أول فريسة رخيصة مرقت أمامه ..

يتزامن مع شعور لا يوصف من قبلي باحتقاره ,

 أخيرا وصلت إلى بيت قريبي, لم أرى علامات النصر بعينيه .لأنه يبدو متأسف من موقفه المخجل معي ..

وانأ إلى اليوم لم أسامحه لم أسامحه ولن أسامحه حتى بعد ان كبرت وتفارقنا... لأني كلما مرت إمامي فتاة او زميله او رفيقة تهتم بي دون باقي الموجودين, وكأنها تطلب اهتماما متماثلا ..أحسست وقتها انه هنا جاء ليعيرني لأني لست أكثر من ولد عاقل ..عاقل يعطي بسخاء ولا يطلب المقابل !!

عودة إلى هذه الأيام وجارتي الجديدة  التي حلت بعد أن أعادت  سابقتها كرامة ذكر تم الاستهزاء بها وان كانت بدون قصد ربما..

المهم كل يوم عندما استفيق وانأ كنت قد أزحت غبار طيف جارتي الجديدة من راسي ..واهتمامها (الزائف )كما أريد أن اجبر عقلي على تصديق هذه الحقيقة ..والتي يرفضها بقوة

عندما أكون بالبيت ..اسمع خطواتها قرب النافذة ..اهرع بسرعة

لأرتب أمامها حقيبة عملي وما فيها من مستندات بنية ورمادية وصفراء وحمراء

عندما أرى أنها تنشر الغسيل وأحس بداخلي أنها تأنقت كثيرا وقفت أمام المرأة زمنا قبل الحضور  إمامي..

أمشط شعري وارتدي نظارة سميكة ..وابحث عن أفخم كتبي وذات العناوين المذهبة وامثل دور العلامة المفكر, او دور رجل منهمك بإعمال منزلية شاقة ..

 كجزء من رد الدين لهذه السيدة التي لازالت تهتم لأمري

بحة الصوت ..الادعاء بالمرض ..ضبط الساعة لمواعيد خروجها وعودتها ..وإظهار أن الصدف من جمعتنا عند الباب لإلقاء التحية وتجاذب أطراف الحديث

كانت هي تكتيكاتي التي اتبعها في علاقتي مع جارتي الجديدة..

لكنها كانت تفهم كل شيء ..تغيب اوقاتا ..وتبدع أيما إبداع في أظهار أنها مرغوبة من الجميع والكل يتمنى قربها..ولطيف حديثها ..وجمال عودها ..ورهافة لحظها الأخاذ .

كانت تتعمد أن ترى ردة فعلي عند كل حديث ولقاء بينها وبين غريب..

إلا أنها لم تبخل علي يوما باهتمامها ..وإشعاري  بمنزلة خاصة لي عندها..

كانت علاوة على كل ما سبق تتجنب   بحذر شديد تجاهلي او بعدم رغبتها ولو مؤقتا بوجودي!!

ان الإحساس بالفشل في إثارة إعجاب أنثى ..وتربيتي كولد عاقل تضخم لديه الضمير الخلقي في مجتمع محافظ يبالغ في المغالاة بين الخطأ والصواب .وتجريم ما يسمى بالعيب حتى وان كان مجرد شيء بسيط لا جرم له,

وبالتالي ينعكس سلبا ويتقاطع مع وجود رغبة جسدية ثائرة لم تلبى لحد ألان ..

يرافق كل هذه الأفكار والإرهاصات هو إفساح المجال للعقل إن يطرح تساؤلاته المحبطة للآمال ..

إلى أين تريد أن تمضي هكذا علاقة

..وهل ما تحقق كافي للاعتقاد  بان الاستحواذ المطلوب قد تم ..

هل أن كم الاهتمام هذا  هو دلالة معيارية يعتد بها على وجود حالة من الحب ومع ما تحمله هذه الكلمة من معنى واجبات وحقوق وفق دستور مقدس ..!!

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !