جائزة نوبل للسلام عليكم
يقف مفتعلا الحزن في المانيا امام نصب تذكاري لما يشاع بالمحرقة المزعومة
من بين الأسباب الجوهرية التي زعم مانحو جائزة نوبل للسلام أنها تبرر منح الرئيس أوباما جائزة نوبل للسلام هي مساعيه لتحقيق سلام في الشرق الأوسط .. ولاندري ماهي هذه المساعي التي لم تأتي حتى تاريخه بجديد سوى بناء المزيد من المستوطنات ؟ وحيث لم نسمع من خطاب اوباما في جامعة القاهرة سوى كلمة (السلام عليكم) .. فهل كانت هذه الإستهلالة الاسلامية التي نطقها أوباما باللغة العربية كافية لمنحه جائزة نوبل للسلام ؟؟؟ ....... إذا كان الأمر كذلك فلا مناص من المطالبة بتغيير إسم الجائزة لتصبح جائزة نوبل للسلام عليكم .. وعليكم السلام ... يا سلام سَـلّم يا سلام سَـلّـم.
واضح أن السلام المطلوب الآن هو أن يستسلم الشعب الفلسطيني للأمر الواقع ويتعرض لمثل ماتعرض له الهنود الحمر على يد الغزاة الأسبان والمستوطنين البيض من إفقار وتجويع وعدوى جرثومية في الطريق نحو إبادة ممنهجة.
حتى تقرير غولدستون قامت حكومة الضفة الغربية بسحبه من على أجندة البحث في الأمم المتحدة بضغوط قوية ممن يطلق عليهم (دعاة السلام) في الولايات المتحدة وكان الثمن في غاية الإجحاف يـقال أنه وعد سري غير مكتوب ولكن فقط على لسان نتنياهو بتجميد بناء المستوطنات .. وبالطبع لا يدري أحد إن كان نتنياهو قد وعد بذلك أم أن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ادعته وروجت له لمجرد حفظ ماء الوجه وتخدير الغير وتبرير سحبها المخجل لتقرير غولدستون الذي يدين إسرائيل ؟؟ ..... (ثم من منذ متى كان اليهودي صادقا في وعده العلني قبل السري؟) ... أليسوا هم الذين قال فيهم بارئهم (أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون) - آية 100 سورة البقرة ...... إن الأيام القادمة كفيلة بإجلاء الحقائق. ويبدو أن البعض يراهن دائما على الذاكرة العربية الضعيفة لتمرير التنازلات الغير مبررة أو مجدية ركضا وراء سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء.
مسألة الإنسحاب من العراق كان الدافع لها وحسب ما كان اوباما يكرره بشكل يومي خلال حملته الانتخابية هو توفير النفقات الهائلة التي كانت تستنزف الخزينة الأمريكية والتي كانت مرشحة للارتفاع بشكل سنوي... وكذلك حتى تتفرغ الولايات المتحدة حسب وجهة نظره لحرب افغانستان التي يرى أن القاعدة فيها تشكل خطرا إرهابيا مباشرا على بلاده....
إذن لا يوجد في الأمر برمته من فلسطين إلى أفغانستان مرورا ببغداد أية قناعات (حالمة) بسلام إستراتيجي.
وبالأمس وقبل أن يجف حبر قرار منح الرئيس أوباما "جائزة نوبل للسلام عليكم" تواترت الأنباء عن أقرار الكونغرس الأمريكي لقرار الرئيس أوباما بتمكين وزارة الدفاع الأمريكية من الاحتفاظ بصور فوتوغرافية وأفلام فيديو جديدة تكشف المزيد من فضائح تعذيب المعتقلين والمشتبه بهم في سجون أبوغريب وأفغانستان وغوانتنامو. ومن ثم فقد أنهى قرار الكونغرس هذا رحلة طويلة بين القضاء الأمريكي ووزارة الدفاع الأمريكية وصلت فيه الدعوى حتى المحكمة العليا التي كان قرارها متماشيا مع قرارات المحاكم الفيدرالية الذي قضى بالإفصاح عن هذه الصور والمشاهد للرأي العام.
ومن بين تلك الصور ما يوضح معتقل عراقي في سجن أبوغريب وقد ربطت كفيه أسفل منه إلى الخلف في قضبان زنزانته أثناء التحقيق معه .. والصورة الأصلية يجلس فيها المحقق على الكرسي الأبيض وفي الصورة المعدلة الأخرى تم إزالة صورة المحقق وجزء من كتف المترجم الذي يجلس على اليمين.
ومن الصور التي يسري عليها منع النشر مشهد لمحقق في الزي العسكري الأمريكي يضع فوهة مسدسة على رأس أحد المشتبه بهم ... أما الصورة الأكثر بشاعة فقد كانت لأحد الجنود الأمريكان وهو يحمل جزء من عود مكنسة خشبية ويغرز الجهة المدببة منها في مستقيم أحد المشتبه بهم خلال التحقيق لإجباره على الاعتراف بما يدري ولا يدري. أو لمجرد التعذيب والتشفي لا غير.
وهناك حوالي 21 صورة فوتوغرافية ملونة تظهر عمليات تعذيب جرت بواسطة جنود أمريكان ضد معتقلين وسجناء في أفغانستان والعراق وقد قضت المحاكم الفيدرالية السماح بنشرها ولكن الحكومة الأمريكية لاتزال تجادل وتماطل في تنفيذ الأمر . ومن قبلها رفضت الإدارة الأمريكية الإفراج عن 87 صورة أخرى مماثلة.
وبالطبع فإن الحجة التي يركن إليها الرئيس أوباما في منعه نشر هذه الصور هو زعمه أنها تعرقل (مساعي السلام) في العراق وتعرض الجنود الأمريكان للخطر لاسيما بعد انتهاء مدة خدمتهم العسكرية كمجندين.
المفترض عقلا أن يؤدي نشر هذه الصور إلى لجم المنهج اللاأخلاقي الذي مارسته العسكرية الأمريكية ولاتزال في سجون العراق وافغانستان وغوانتنامو وليس التستر على ما جرى . والذي قد يقود أو يعني إطلاق يد زبانية التعذيب إلى ما لانهاية في مواصلة هذا النوع من التعذيب المفرط الغير مبرر والذي يبدو أنه محاولة خرقاء للانتقام وإشفاء الغليل وممارسات سادية أكثر منه محاولة للحصول على معلومات.
ربما كنا أكثر اقتناعا لو تم منح اوباما جائزة نوبل للسلام بعد التأكد من انه أحدث إنقلابات جذرية في المفاهيم الأمريكية وأرسى قناعات جديدة تلغي أفكارا عقيمة من قبيل السيطرة على العالم بالقوة وإبادة الآخر من مفهوم صراع الحضارات والإنفراد بالثروات.
واضح أننا لسنا الآن في خضم سلام إستراتيجي وإنما أمام محاولات أمريكية لمعالجة العجز الخرافي في الميزانية العامة لديها . وأنه حالما تنجح الإدارة الديمقراطية كدأبها دائما في معالجة الأوضاع الافتصادية المتردية في الولايات المتحدة يسارع الجمهوريون لإعتلاء سدة الحكم وبدء موجة جديدة من الحروب والعنف وسباقات التسلح لهدف واحد هو ملء خزائن زعماء وممولي الحزب بالأرباح الطائلة بوصفهم كبار المستثمرين وأصحاب مصانع السلاح والأدوية والصناعات البترولية .....
بعد الفبركة الأمريكية .. لاحظ الكفتين المربوطتان إلى الخلف منه في وضع ربما دام 10 ساعات متواصلة.
الصورة الأصلية قبل الفبركة
لاحـظ تمــاهي الضحية وإستسلامها إلى جانب الجلاد
سـجـــن هــذا أم سلخــانــة ثيران ؟؟؟
هل هؤلاء بشر أم أغنام ترعى ؟؟؟
ساقه اليسرى أصبحت في خبر كان بفعل الغرغرينة حتما
التعليقات (0)