بقلم:محمد أبو علان:
لن تكون مفاجئة لأي شخص في هذا الكون إن قررت لجنة جائزة نوبل منح جائزة نوبل للسلام في العام القادم لرئيس وزراء إسرائيل السابق آرئيل شارون" منفذ مجازر صبرا وشائيلا في العام 1982 ضد الفلسطينيين في لبنان أثناء حرب "سلامة الجليل" التي قادها ضد الشعب اللبناني ومنظمة التحرير الفلسطينية.
فالرئيس الأمريكي خرج من غرفة العمليات الحربية في البيت الأبيض لحديقة الورود ليتحدث مع الصحفيين عن حصوله على جائزة نوبل للسلام، وقبلها بدقائق كان يناقش مع طاقمة العسكري توصيات قائد الجيش الأمريكي في ضرورة زيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان في أعقاب الانتكاسات المتتالية لهم في حربهم هناك مع حلفائهم الغربيين.
الإدارة الأمريكية نفسها والشعب الأمريكي كله تفاجىء من قرار لجنة نوبل لمنح الجائزة لرئيسهم الذي لم يكمل سنته الأولى في البيت الأبيض، حتى أن أحد المحللين السياسيين الأمريكان عبر عن الموقف قائلاً "من الواضح أن براك أوباما يحظى بالتأييد في أوسلو أكثر من التأييد في أمريكا".
جائزة نوبل للسلام فقدت قيمتها المعنوية ودلالاتها السلمية منذ أن بدأت اللجنة بمنحها للقتلة الملطخة أيديهم بالدماء، فقبل أوباما حصل على جائزة نوبل للسلام "مناحيم بيغن" رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق بعد توقعية على اتفاقيات كامب ديفيد، "بيغن" قائد منظمة "الأرجون" معروف بتاريخه الدموي في السنوات الأولى لإقامة دولة الاحتلال وما تلاها من حروب، وباسمه ارتبطت مذبحة دير ياسين على سبيل المثال لا الحصر، والجائزة كانت كذلك من نصيب "شمعون بيرس" مهندس المشروع النووي الإسرائيلي، ومرتكب مجزرة قانا الأولى في العام 1996 إبان حرب عناقيد الغضب على لبنان، و"يتسحاق رابين" أحد رؤساء الوزراء السابقين لدولة الاحتلال وصاحب نظرية تكسير أطراف الفلسطينيين كان لنه نصيب كذلك في جائزة نوبل للسلام.
بعد حصول قادة الاحتلال الإسرائيلي على جائزة نوبل للسلام يكون المستغرب هو عدم منح جائزة نوبل لشخصية مثل الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، فهو من أكمل زراعة الموت وقتل الشيوخ والنساء والأطفال في أفغانستان والعراق بعد رحيل سلفه جورج بوش الابن، وهو من يدعم بكل ما أوتي من قوة دولة الاحتلال الإسرائيلي في كل ما ترتكب من جرائم في فلسطين ولبنان بشكل يومي، ناهيك عن دعمه لقوى الشر والظلم من الأنظمة القمعية في شتى بقاع الأرض، وحتى الوعد الذي قطعه على نفسه بإغلاق سجن غوانتاناموا لم يستطع الإيفاء به، فبعد كل هذا كيف يمكن أن تمنح الجائزة للرئيس الأمريكي "براك أوباما"، وهل هذا لا يفقدها قيمتها المعنوية؟.
moh-abuallan@hotmail.com
http://blog.amin.org/yafa1948
التعليقات (0)