تحمل ذاكرتي من سنين طوال ثول التي نتوقف فيها قبل أن نصل جـدة لتناول وجبة سـمكـية اشتهرت بها منذ القدم، وهي بالـنـسـبـة لأهــل جـــدة أيضا متنفس، يتســابقون إليها ليتناولوا أشهى الأسماك وأطيبها وأجودها. ومــدينــة ثــول ميزها وشــرفها مرور سيد الخلق خاتم الأنبياء سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بجوار واديها في طريق هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
عاشت لسنوات وعقود خارج خارطة التطوير، وصبر أهلها على ذلك.
وبعد قرار إنشاء جامعة الملك عبد الله لبست ثوبها الجديد، ففرح أهلها أيما فرح وذاع صيت بلدتهم، واسمها تناقلته وتحدثت عنه كل المحافل الإعلامية والثقافية في كل الدنيا، بعد أن رأت النور ووضعت على خارطة التنمية الثقافية لتبرز منها شعلة العلم.
هذه البلدة التي لم تمتد فيها وإليها يد الجراح بعد، يجب أن تتجاوز كل السلبيات التي عانت منها جدة، الشوارع والطرق يجب أن تبنى بشكل سليم فلا تذوب مع أولى زخات المطر، والصرف الصحي والكهرباء والمياه والاتصالات من الأولويات لكل المواطنين والمستثمرين.ولكن كشفت الامطارالأخيرة وللأسف ضعف التخطيط والتنفيذ.
بمعنى أن البنى التحتية كان يجب أن تؤسس بشكل صحيح، ويجب أن تدون في خرائط وسجلات إلكترونية، فأهلها الذين حرموا من معظم الخدمات لسنوات طويلة، كما حرموا من المنح أسوة بغيرهم من المواطنين في بلداتهم يستحقون الكثير والأفضل.
لكن الغـريب أن نسمع ونقـرأ العجب.
فبعدما جـاءها الدور بدا أن التطوير للبلدة في تفكير البلدية والأمانة له رؤية واستراتيجية ستضر بهم. فبعد أن فتحت أبواب الرزق لــبـلدتهم وهم الأقربون الأولى بالمعـروف، نسمع أن ما سيحدث لهم هو العكس؛ سيتم تهجيرهم! وسيتضررون بمنعهم من البناء على أراضيهم الموروثة من الأجداد بوضع العراقيل الـتـنـظـيـمـية أمامهم، والأسباب والحجج جاهزة، وفي هذا إجحاف. لتذهب الأراضي للغير بحجة الاستثمار!، وكما قلت البلدة بكر ولم تصلها يد الجراح، وهناك عدة طرق وأساليب للتخطيط والتنظيم تعود بالنفع على الجميع؛ للمواطن والمستثمر والبلد، فكم عدد سكانها ليحسدوا؟!.
يجب وقف كل أعمال التخطيط لاســتـبـعـادهـم أوتهجـيـرهـم من أراضي أجدادهم لامنعهم من الـبـنـاء عليها إن كان ذلك صحيحا. لا بل وتجب مـشـاركـتهم الخير، وهـذا واجـب لهـم، فمن حـقهم أن يـفـرحـوا بــثـول وبباب الرزق الذي سخره الله لهم بعد أن لبست ثوبها الجديد.
التعليقات (0)