الثورة بمعنها الحديث والمعاصر هي التغيير الذي يحدثه الشعب من خلال ابناءه لتحقيق طموحاته ولتغيير
الحكومة العاجزة عن تلبية هذه الطموحات ، وفي العراق وفي ظل الوعود والاكاذيب التي تطلقها حكومة
عاجزة عن تحقيق طموحات واهداف وامال الشعب ، وفي ظل الجرائم المستمرة التي يقودها الارهاب بات
من الضروري ان يقوم ابناء العراق بتغيير اوضاع بلدهم المتردية بأنفسهم بعيدا عن الاتكال على الدخلاء
الذي يسمون انفسهم عراقيين .
فبعد معاناة العراقيين من ظلم وارهاب تعسفي سواءا من قبل الارهابيين او من قبل المسؤولين
الحاليين الذين يسمون انفسهم عراقيين وما هم بعراقيين بات من الضروري ان ينتفض العراقيون
ويثوروا ضد الارهاب وضد عجز الحكومة الضعيفة وان يغيروا ماعجز الاحتلال والحكومة الحالية على
تغييره.
ان الاحداث المتسلسة التي وقعت في العراق وكانت اخرها ( تأخير تشكيل الحكومة ووثائق
ويكيليس والهجوم على كنيسة النجاة وهجمات يوم الثلاثاء الاسود) خلقت صورة من اليأس
والاحباط لدى المواطن فبعد اشهر من الانتخابات الاخيرة والوعود الرنانة لم تشكل الحكومة
وبات سياسيي البلد في شغل شاغل عن الشعب ، شغلهم الشغل هو اخفاء عيوبهم اولا ،
والصراع على الكراسي ثانيا ، اما أمن وسلامة المواطن فهو خارج عن نطاق اهتمامهم .
مرت شهور على انقضاء المهلة المحددة لتشكيل الحكومة والعراق يعيش حالة من الفراغ
السياسي والامني لم تشهدها المنطقة من قبل ، وكنتيجة لهذا التأخير وضعف الحكومة الحالية
وتردي مستوى اجهزتها الامنية جاءات احدث كنيسة النجاة واحداث يوم الثلاثاء الاسود التي راح
ضحيتها الشعرات من المواطنين الامنين.
ان الشعب العراقي عانى ماعانى من سياسات الانظمة العراقية الحاكمة قديما وحديثا ، فقديما
فرضت الانظمة الديكتاتورية الحاكمة سياسية الحديد والنار على مقدرات العراق ودفع الشعب
ثمن هذه السياسة الهوجاء غاليا ، والان يدفع فاتورة الحسابات والمصالح الشخصية للسياسين
الحاليين الذي جاءوا حديثا الى العراق وعاثوا فيه فسادا وخرابا بالاضافة الى الارهاب الذي وجد
في العراق ارضا خصبة لجرائمه واعماله اللا انسانية ، مستندا الى قاعدة واحدة مفادها ان
الحكومة العراقية ضعيفة لاتلقي بالا لمصالح الشعب سوى مصالح افرادها وهي بالتالي عاجزة
عن مواجهة الارهاب والتصدي له ، وكنتيجة واحدة لتلك القاعدة ذهب الالوف من العراقيين
ضحايا للاعمال الارهابية على مدار 8 سنوات ، الذين لا ذنب لهم سوى انهم عراقيون
ينتمون الى العراق الجريح.
والان وبعد مضي تلك السنوات الدامية حان الوقت لخروج الشعب عن الوضع الراهن الذي يزداد
سوءا يوم بعد يوم وتغييره نحو الافضل والثورة على هولاء الذين يتناشدون ويتباكون كذبا وتلفيقا
ويدعون انهم ابناء العراق الشرعيين وهمهم مصلحة البلد وهم يعلمون ان اسليبهم الرخيصة باتت
معروفة لدى العراقيين ومكشوفة ، لان التغيير لا يأتي من الخارج وانما من الداخل من صميم
الشعب ، وتغيير الوضع الراهن في العراق يتطلب جهود عظيمة يقوم بها جميع افراد الشعب بمختلف
قومياتهم وطوائفهم.
ان تجارب الشعوب اعطت صورة واضحة وحقيقية مفادها ان تغيير الاوضاع السياسية
والاقتصادية والاجتماعية والامنية نحو مايحقق رفاهية الشعب لاياتي من القوى
الخارجية ولا من الدخلاء وانما من خلال شخصيات تاريخية ووطنية يختارها الشعب بكل امانة
وصدق لتغيير انظمة الحكم العاجزة عن تلبية الطموحات.
وفي العراق اثبتت التجارب ان الدخلاء الذين جاؤوا مع الاحتلال عجزوا عن تغير اوضاع البلد
وتحقيق طموحات الشعب وفشلوا في ذلك فشلا ذريعا واثبتوا للجميع انهم ماجاؤوا لاجل عراق
ديمقراطي جديد وانما لتصفية حساباتهم الشخصية مع الشعب وتحقيق اكبر قدر ممكن من
المصالح الشخصية لهم ولذويهم.
مر على انتهاء الحكومة الحالية أشهر ومايزال رئيس الوزراء قابعا في كرسيه بعناد على الرغم
من فشله الذريع في تحقيق ابسط طموحات وامال المواطن العراقي .
يوميا يلقي علينا بالوعود الرنانة تاره بتشكيل الحكومة وتارة بتحسين الوضع الامني وتاره بأيجاد
السبل الكفيلة لضمان حياة كريمة للمواطن بعيدة عن الفقر والجوع ولكن لا شيء .
والان حان الوقت للنهوض من السبات العميق الذي نحن فيه والانتفاض على حكومة الكراسي
المالكية والخروج بحكومة يختارها المواطن عن قناعة تامة ، حكومة همها الوحيد اخراج العراق
من مستنقع الدماء الذي هو فيه منذ 8 سنوات .
اذا اردنا تغيير واقعنا السيء في العراق فلنثر ولا نخشى شيئا لاننا مع الحق والحق معنا .
فلنثر ، لان العراق الجريح ينادينا من الشمال والجنوب ، هو بحاجة الينا وهو في غنى
عن حاجة المحتل والدخلاء لاننا ابناءئه الشرعيين.
فلنثر على كل شيء كان اساسه خطأ ، على كل شيء كان سببا لما نحن فيه ، كان سببا لمعاناة
الالوف من امهاتنا وابائنا واخواننا واصدقائنا ، فلنثر على ضعف الحكومة وعلى الارهاب
ولنقاومه بكل ماوتينا من قوة لان دحر الارهاب والقضاء على فلوله الاجرامية يأتي من قوة
وعزيمة ابناء العراق الشرفاء بكل قومياتهم وطوائفهم.
ثوروا ايها العراقيون ... ثوروا وغيروا العراق من بلد الارهاب والدماء والفساد الى بلد الامن والامان
والتقدم والازدهار.
راميار فارس الهركي
6/11/2010
التعليقات (0)