مواضيع اليوم

ثوره الفقيه والثوره علي الفقيه

مجدي المصري

2009-12-30 09:20:40

0


ثلاثه عقود من الزمان هي كل عمر الثوره الإيرانيه تلك الثوره التي قادها الراحل الإمام الخميني في إيران وتمكنت بفضل التفاف كل الشعب الإيراني من إزاله أكبر وأقدم وأعتي العروش في العالم عرش الطاووس وأسقطوا الشاهنشاه محمد رضا بهلوي لتتحول إيران والتي كانت تعد في ذلك الوقت خامس قوه عالميه عسكريا وإقتصاديا وسياسيا ويعمل لها الف حساب في كل المحافل الدوليه بين ليله وضحاها الي جمهوريه أيران الإسلاميه وسط إعجاب وإنبهار وحسد من الكيفيه التي توحد فيها الشعب الإيراني بأكمله خلف الأمام في ثوره غير مسبوقه ..
وبني وأسس الإمام الخميني دولته "دوله الفقيه الولي" بالرغم من خلو أول دساتير الثوره من هذه المقوله إلا أن ولايه الفقيه كانت هي الحلم وقد تحقق بالفعل علي أرض الواقع والتي كان من أهم أهدافها تصدير تلك الثوره الي دول الجوار للوصول الي إمامه المسلمين كافه في كل بقاع الأرض ..
وتحمل الشعب الإيراني حرب الثماني سنوات مع العراق والتي إنتهت الي لاشيئ لأنه "الإمام الولي" بل وتحمل الشعب الإيراني إستنزاف ثرواته في مغامرات كثيره خارج الحدود ودعم لحركات إنفصاليه ودعم لمنظمات ناشئه ومنظمات مشبوهه وجماعات مختلفه ومحاولات إنقلابيه في دول أخري كل هذا لأنه الولي الفقيه ولا تسريب ولا لوم عليه ..
ومات الإمام الخميني وإنتقلت الولايه أو الإمامه الي سلفه الإمام "خامنئي" ولكن هذه المره كان هناك جيل جديد من الشباب لم يعاصر الثوره ولم يشترك في أحداثها قد شب وظهر في الصوره ومع المتغرات العالميه وثوره الإتصالات أيقن هذا الجيل أن العالم من حولهم يتطور ويتقدم بينما هم قابعون في إنتظار تعليمات الولي ودوله الولي التي حولت كل شيئ في أيران الي سواد وصبغته بالصبغه الدينيه وحبست الشعب كله داخل عباءه وفتاوي الدين وأصبح كل شيئ بإسم الدين ..
حتي جاء الولي الفقيه خامنئي بأحمدي نجاد مرشحا له لرئاسه الجمهوريه ونجح نجاد في الانتخابات لأنه مدعوم وبقوه من الإمام والذي رأي فيه ما لم يراه الشعب فيه فهو أي نجاد يطبق الطاعه العمياء والتقديس للولي دون أن يكون لديه فكر أو طموح أو مشاريع للشعب وللبلد ولكن لديه مقدره عاليه علي المكوث خلف الميكروفون طيله اليوم وإطلاق الخطب الرنانه والتي تسببت في عداء وإستعداء العالم كله لدوله إيران بدون أي عمل حقيقي لرفع مستوي المعيشه للشعب وأدرك الشعب الي أي منحدر يأخذهم نجاد فتكونت مجموعات معارضه كثيره ومتعدده المشارب لحكمه وسياساته الخرقاء وسرعان ما توحدت من أجل هدف واحد وهو إقصاء نجاد عن الحكم ديمقراطيا من خلال صناديق الإقتراع عقب إنتهاء ولايته وتم تعبئه الشعب للخروج والتصويت ضد نجاد ..
ولكن جائت الرياح بما لا تشتهي السفن فالولي الفقيه راضي كل الرضا عن نجاد ويري فيه الرئيس الأمثل للشعب الإيراني وهو أي الولي الفقيه بحكم ولايته التي تصل الي عصمه الأنبياء ينوب عن الشعب كله في الإختيار وبالتالي تم تسخير كافه أجهزه الدوله في تزوير الإنتخابات ليفوز نجاد بفتره رئاسه ثانيه وكانت هذه هي الشراره التي لم يدرك المرشد الأعلي الولي الفقيه خامنئي أنه أشعلها بنفسه لتندلع المظاهرات والإضطرابات حامله شعار "أين صوتي" ولكن نجاد ومن خلفه الولي الفقيه لم يلتفتوا اليها بل وقمعوها بعنف وسالت دماء الكثير من الشباب الايراني في الطرقات بواسطه قوات القمع أو "البسيج" وأيضا إكتظت المعتقلات بالمعتقلين ..
ظن الإمام الفقيه أنه مازال يحمل العصمه في نظر الشعب ولكن لم يشعر بأن الصوره تغيرت وتبدلت النظره والفكر فالمعصوم لا يقتل أبناءه ولا يزج بهم في غياهب السجون ولا يأمر بتعذيبهم وإنتهاكهم ولم تمر بضعه أشهر لم تهدأ خلالها غضبه وثوره الشعب في إيران إلا وجائت ذكري "عشوراء" تلك الذكري المقدسه والحزينه لدي الشعب بكامله إلا و إنطلقت جموع الشعب الي الشوارع معلنه تحديها لأوامر الولي الفقيه بل وحامله ولأول مره منذ إنطلاق الثوره الخمينيه شعار "لا لخامنئي" ..
لأول مره لم تعد اللاءات يختص بها نجادي فقط ولكن طالت أيضا خامنئي ليبدأ الشعب مشوار الألف ميل في "الثوره علي الفقيه" فإن كان الشعب هو من قبل وولي الفقيه في السابق فاليوم نفس الشعب أصبح يرفض ولايه الفقيه وكلما سقط ضحايا وسالت دماء جراء القمع الدموي للفقيه كلما زاد الشعب إصرارا وما أسرع الأيام حتي تنقشع كل الغيوم ويصبح الشعب الايراني المثل والقدوه لكل شعب يريد التحرر والتغيير …
مجدي المصري




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات