http://www.tvquran.com/
ثورتنا التونسية مؤهلة لإخراج كل شعوب الأرض من الظلمات التي أهوت بها الحضارة الغربية المتوحشة إلى نور الحق و التوحيد إذا ما واصلت الاستبصار بأنوار القرآن المجيد ... واستبعدت شياطين الإنس و الجن من قيادتها ....واستجابت لما يحيي البشرية من كلمات الله دون الالتفات لخونة الله و رسوله (رسالته) من "المنافقين " الذين تمثلهم حركة النهضة و "المشركين" الذين يمثلهم السلفيون أصحاب أللحي و النقاب و "الكفار" الذين يمثلهم اليسار المتطرف بقيادة جلال بن بريك ؟
ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون ( 179 ) )
قوله تعالى: ولكم في القصاص حياة ) أي بقاء وذلك أن القاصد للقتل إذا علم أنه إذا قتل [] يقتل يمتنع عن القتل فيكون فيه بقاؤه وبقاء من هم بقتله وقيل في المثل القتل قلل القتل وقيل في المثل القتل أنفى للقتل " وقيل معنى الحياة سلامته من قصاص الآخرة فإنه إذا اقتص منه حيا في الآخرة وإذا لم يقتص منه في الدنيا اقتص منه في الآخرة...؟
فصل الدين عن السياسة / فصل المقدس عن المدنس ...؟
الدين الإسلامي الذي أقصده هو دين الله المفصلة معالمه في كتاب رب العالمين الذي قد تنزل تبيانا لكل شيء..و ليس دين المشعوذين من رجال الدين "مسلمين " كانوا أو مسيحيين أو يهود ...الدين الذي أقصده هو دين الفطرة وهو مركون في النفس البشرية لدى جميع البشر ، و الرسل عليهم السلام لم يبعثوا ليعلموا الناس الدين بل بعثوا جمعا من أجل تذكير الناس بفطرتهم و خالقهم ( و إنه لذكر لك و لقومك و سوف تسألون ..)
و أس هذا الدين هو الإيمان العقلاني بكل ما جاء في كتاب الله و أبسط مفهوم للإيمان هو ما وقر في القلب و صدقه العمل ، فموجبات الإيمان و أساسياته هو الخوف من الجليل و العمل بالتنزيل و الإستعداد ليوم الرحيل و الوقوف بين يدي الله للمحاسبة ، فإذا ما فصلنا هذا المفهوم للدين عن الحياة - كما يطالب بذلك الحداثيون - تحول الإنسان إلى وحش كاسر يرتكب كل الفضاعات التي نشاهدها في ليبيا و سوريا و شاهدناها في تونس دون أي شعور بالذنب أو حتى مجرد الإعتراف بالذنب و لا دواء لكل هؤلاء الذين يفصلون الدين عن السياسة إلا الموت أو تحصيل مرض سرطاني مهلك ( شارون مثلا ) لمنعهم عن ارتكاب الجرائم ..
القرآن بصائر و ضياء لوقائع الحياة المتجددة و ليست نصوصا تفسر من قبل كهنة مفسدين في الأرض ..؟
الرسول الكريم كان مبلغا لرسالة أزلية تكفل الله بعصمته لإبلاغها للناس و قد أعلن مرارا أنه كان متبعا للوحي المنزل عليه ( قل إنما أتبع ما يوحى إلي ..)واتباعه في حياته كان يعني اتباع الرسالة التي أوحاها الله إليه و المعجزة متنى و معنى ، أم صفته كنبي و بشر فقد جعلته يرتكب بعض الأخطاء في تنزيل الوحي إلى واقع الحياة أي تخصيص المطلق لأن الله لم يتكفل بعصمته من الأخطاء بصفته النبوية و تكفل بعصمته في إبلاغ الرسالة المعجزة ..لذلك كان يخاطب إذا ما أخطأ بصفة النبوة و ليس بصفته رسولا لا يمكن أن يخطئ في تبليغ الرسالة من قبيل قول الله : يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك ...؟و اتباع الرسول في العصر الحديث لا تعني أكثر من اتباع الرسالة التي بعث بها وهي القرآن و التي قد تكفل العزيز الحكيم بحفظها من التغيير أو التحريف لتكون حجة على جميع الخلق ( و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) .و الرسالة المكلفون باتباعها في العصر الحديث ليس نصا بشريا قد يقع تأويله على غير المراد بل هو إضاءات و أنوار تهب المؤمن بها القدرة على تبين الحق من الباطل إذا ما أراد طاعة الله واتباع رسالته الخالدة على عكس ما جمعه الرواة من ألأحاديث بعد وفاة الرسول الكريم بحوالي 3 قرون كان صلى الله عليه وسلم قد أمر بإحراقها في حياته خوفا من تهديد الله له : و لو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين ....؟http://muslm.net/vb/showthread.php?t=352397
(واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها , فأتبعه الشيطان , فكان من الغاوين . ولو شئنا لرفعناه بها , ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه , فمثله كمثل الكلب . . إن تحمل عليه يلهث , أو تتركه يلهث . . ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون . ساء مثلاً القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوايظلمون !). .
إنه مشهد من المشاهد العجيبة , الجديدة كل الجدة على ذخيرة هذه اللغة من التصورات والتصويرات . . إنسان يؤتيه الله آياته , ويخلع عليه من فضله , ويكسوه منعلمه , ويعطيه الفرصة كاملة للهدى والاتصال والارتفاع . . ولكن ها هو ذا ينسلخ من هذا كله انسلاخاً . ينسلخ كأنما الآيات أديم له متلبس بلحمه ; فهو ينسلخ منها بعنف وجهد ومشقة , انسلاخ الحي من أديمه اللاصق بكيانه . . أو ليست الكينونة البشرية متلبسة بالإيمان بالله تلبس الجلد بالكيان ؟. ها هو ذا ينسلخ من آيات الله ;ويتجرد من الغطاء الواقي , والدرع الحامي ; وينحرف عن الهدي ليتبع الهوى ; ويهبط من الأفق المشرق فيلتصق بالطين المعتم ; فيصبح غرضاً للشيطان لا يقيه منه واق , ولايحميه منه حام ; فيتبعه ويلزمه ويستحوذ عليه . . ثم إذا نحن أولاء أمام مشهد مفزع بائس نكد . . إذا نحن بهذا المخلوق , لاصقا بالأرض , ملوثا بالطين . ثم إذا هو مسخ في هيئة الكلب , يلهث إن طورد ويلهث إن لم يطارد . . كل هذه المشاهد المتحركة تتتابع وتتوالى ; والخيال شاخص يتبعها
وَلَوْشِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِوَاتَّبَعَهَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْأَوْتَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْبِآيَاتِنَافَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاء مَثَلاًالْقَوْمُالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ (177) مَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُالْخَاسِرُونَ (178)
في انفعال وانبهار وتأثر . . فإذا انتهى إلى المشهد الأخير منها . . مشهد اللهاث الذي لا ينقطع . . سمع التعليق المرهوب الموحي , على المشهد كله:
(ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون . ساء مثلاً القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون). .
ذلك مثلهم ! فلقد كانت آيات الهدى وموحيات الإيمان متلبسة بفطرتهم وكيانهم وبالوجود كله من حولهم . ثم إذا هم ينسلخون منها انسلاخاً . ثم إذا هم أمساخ شائه والكيان , هابطون عن مكان "الإنسان" إلى مكان الحيوان . . مكان الكلب الذي يتمرغ في الطين . . وكان لهم من الإيمان جناح يرفون به إلى عليين ; وكانوا من فطرتهم الأولى في أحسن تقويم , فإذا هم ينحطون منها إلى أسفل سافلين !
(ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون !). .
وهل أسوأ من هذا المثل مثلاً ؟ وهل أسوأ من الانسلاخ والتعري من الهدى ؟ وهل أسوأ من اللصوق بالأرض واتباع الهوى ؟ وهل يظلم إنسان نفسه كما يظلمها من يصنع بهاهكذا ؟ من يعريها من الغطاء الواقي والدرع الحامي ،ويدعها غرضاً للشيطان يلزمها ويركبها , ويهبط بها إلى عالم الحيوان اللاصق بالأرض , الحائر القلق , اللاهث لهاث الكلب أبداً !!!
وهل يبلغ قول قائل في وصف هذه الحالة وتصويرها على هذا النحو العجيب الفريد ; إلا هذا القرآن العجيب الفريد !!
التعليقات (0)