ثورة...نقابة...ثورة ونقابة أقوى

إذا كانت العقود الماضية قد اتسمت بالقتال الفكري والاختطاف السري والمذابح السياسية، فإن العهد هذا فاتن بمنجزاته في در الرماد في العيون والضحك على ذقن شعب أنهكته سياسات التجويع والتذليل وما إلى ذلك من السياسات المخزنية العتيقة. ولفضح هذه السياسات المشومة كانت ثورة المقال والفيديو والمدونات بارزة في تسليط الضوء على الظلام الدامس المضروب على جزء كبير من هذا المغرب الحداثي. وإن كان الرصاص لا زل موجودا في جيوب المرضى النفسانيين -المتسلطين على البسطاء- فإن السنوات الأخيرة هاته لم تكن سنوات رصاص بقدر ما كانت سنوات معارضة الكترونية قوية عمرت الساحة الفارغة بعد أن تخندقت كل الأحزاب في حزب السمسرة والمواطنة. وفي ظل السنوات ذاتها ناضل الصحافي ببسالة  وبجرأة عالية في نقل الحدث ومعالجته.  غير أنه ظل ضحية دولته التي يحكمها دستور أمي وقضاء يصدر أحكاما تنم عن جهل مقيت بتغيرات عالم اليوم. وفي خضم هذه المعارك اليومية التي يخوضها الصحافيون في دنيا الشبكة العنكبوتية، كان لا بد للأسئلة أن تتهاطل على مخيلتهم:

-ماذا يعني أن تكون كاتبا جريئا ومتميزا وأن تجاهد يوميا من أجل نقل الحدث ووضعه وجبة طرية شهية لقرائك؟

-وماذا يقصدون بأن يحرموك من بطاقة صحافي ليحرموك بذلك من تغطية الأحداث فيما يستفيد غيرك؟

-وهل ترهبهم جرأتك وقوة نقلك للخبر بالصوت والصورة ؟

وأسألهم أنا بدوري: ألم يحن الوقت بعد لننتزع ولو القليل من حقوقنا التي أهملناها نحن قبل غيرنا؟

فماذا لو انتهك حقنا التعبير وتم اغتصاب حريتنا في كتابة مقالات جريئة ونشر فيديوهات فاضحة للوضع الراهن؟ وماذا إذا حكم على حواسيبنا بالإتلاف؟ أو  حكم على أحدنا بالموت شنقا بفأرته المشاغبة أو تهشيم رأسه بلوحة المفاتيح؟ ألا يستحق الأمر أن تخرج كل فأراتنا احتجاجا على هذا الحمق القضائي. إنها مجرد مقترحات ليس إلا لبداية مشوار نضالي سنخوضه معا  بحجم أحلامنا المشتركة وبكل الوسائل المشروعة  من داخل النقابة الوطنية للصحافة الإلكترونية.

للاتصال بالمنسق الوطني للنقابة الوطنية للصحافة الإلكترونية :

عبد الله ساورة abdellahsaoura@hotmail.com