ميدان التحرير هو عنوان مجلس قيادة الثورة الأخيرة وربما لن تكون الآخرة.... لأن الواضح أن النظام البائد له جذور متجذرة ضاربة في أعماق المجتمع المصري وفي عقول المواطنين فوق السادسة عشرة وخاصة موظفي القطاع العام والحكومي ولا سيما أجهزة الرقابة ...ولا تتعجب فأجهزة الرقابة والتنظيم هي مسرح الفساد ...فما دام الموظف يراقب ويمنح الرخصة أو يوقفها فهو صاحب أكبر فرصة في التكسب الحرام والرشوة ليسمح للمخالف أن يستمر في المخالفة مقابل بضعة عشرات أو مئات أو آلاف أو ملايين من الجنيهات حسب مقدار الصفقة ...إن المراقب الصحي أو الهندسي أو حتى القانوني أو جابي الضرائب أو موظف هيئات الخدمات لن يعطيك حقك إلا بالثمن وإلا فابحث عن حقك خارج مصر ...إرحل إلى بلد آخر ولتصاحبك السلامة...متى ينتهي ذلك المسلسل الخطير؟ إن الحصول على رغيف الخبز المدعم سوف تدفع ثمنه خمسة جنيهات في الشهر فضلا عن أن عدد الأرغفة في الكيس أصبح تسعة عشر بدلا من عشرين لأن المعادلة الجديدة المصرية هي أن 20 تساوي 19 في عرف موزعي خبز الفقراء...لقد وصلت أمراض الفساد في الجسد المصري إلى القلب والعقل والضمير وأصبح المعروف منكرا والمنكر معروفا ويمكن أن تسمع من أحدهم من يقول لك: ..لماذا لم تدفع حتى تحصل على ما تريد؟ ...أنت مخطئ في حق نفسك وأولادك؟ .....إن فلان وفلان يعرفون من أين تؤكل الكتف وأنت توقف (المراكب السايرة)....وقد يكون هذا رأى زوجتك أيضا وتسمم حياتك وتدفعك إلى دفع ما يلزم حتى تحصل على ما يلزم....فإذا أردت أن تنجز فعليك بالمنجز...هل تنجز؟ .....أم تستمر في الثورة...أنصحك ...إستمر في ثورتك فلن يصح إلا الصحيح
التعليقات (0)