منذ أصبحت صاحب صفحة في (الفيسبك)هذا العالم الافتراضي الذي قلب الموازين وحرك المياه الراكدة و أيقض النيام من سباتهم ليتجمعوا ويسمعوا ويعوا أنهم قوة لا يستهان بها , تركت كتابة المقالات في أي مكان , وأصبحت اكتب نصوص صغيره في صفحتي وأشاهد ردود أفعال الأصدقاء حول ما اكتب , ولكن ما يحصل ألان من الشعوب في الدول العربية يجعل الدماء تغلي في عروقي من فرط السعادة والإعجاب , جعلني اكتب متمنيا عدم تفويت الفرصة من الاستفادة من كل هذه الطاقات النموذجية , التي كنت دائما من اجلها موضع الاستهزاء ,من الكثير الذي لم يكونوا يؤمنون بما كنت أؤمن به , لقد قدمت هذه الشعوب نماذج للبطولات الماجدة كان قد اهيل عليها التراب في صمت وألان يجب أن نستخرج الدفائن المتوارية تحت طباقه لتكون عبرة ولتكون مفخرة .
لم أكن يوما من أصحاب و اتباع " نظرية المؤامرة" ولم أكن من الذين ينفونها جملتا وتفصيلا , بل لقد كان موقفي بين هذه وتلك , ولكن بعد أن أصبحت الأمور ألان بيد الشعوب فاني اجزم انه لا مؤامرة على ملايين تسير مستقبلها بنفسها , لقد كان ظاهرا أن أعداء الأمة قد احكموا التأمر علينا حين كانت القوة تتركز بأيدي شخصيات وصلت للرئاسة بدون دراية ولا حكمة , فأصبح أمر تسييرهم سهل لتحاك المؤامرات , لقد قرروا المتآمرين إنشاء إسرائيل منذ ثمانين عاما ويزيد وقرروا أن يشطروا بها العالم الإسلامي شطرين , وقرروا ان ينفردوا بكل شطر ليقسموه دولا وقوميات ,وقرروا أن يمنعوا بحسم أي محاولة للتجمع على الإسلام أو التذكير بشريعته أو التغني بأمجاده ..
وتنفيذا لهذه المقررات حيد عظماء كان همهم جمع شتات هذه الأمة مثل الإمام الموحد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه الذي دعا لأول مؤتمر إسلامي في مكة المكرمة وذلك بعد سقوط الخلافة الإسلامية بانهيار الدولة العثمانية , والملك فيصل رحمه الله راعي الوحدة الإسلامية و الساهر على همومها , وقد اخرس أيضا كل صوت جاد يحدو المسلمين إلي كتابهم , وعولج بالسيف و النار كل من يذكر أن الإسلام دين ودولة , واستغل لهذا الغرض كل مريض بداء السلطة وكل ملتاث بداء العظمة , ومن الرجال قوم يحبون الحكم وفي سبيله يأتون على الأخضر و اليابس , ويذلون من اعز الله ويعزون من أذل الله , والأمثلة ها هي تتساقط تباعا أمام أعيننا كل يوم , ننام على حاكم تربع على عرش تسلق إليه ببدلته العسكرية وبيده سلاح , ونفيق وقد أخذت معاول الشعب تضرب عرشه من كل جنب وهو ينظر لهم بذهول .
في هذا الجو المزدحم بالإحداث التي تنبئ أهل العقول المتدبرة أن تصاريف الزمان لها معنى و التاريخ يشهد بذلك أخذت أتنفس فيما تمر بي من خواطر لعلها جديرة بالتسجيل .. فالله شهد انه عالم الغيب و الشهادة , فالغيب ولا شك أن علمه عند الله سبحانه , ولكن لماذا اقسم بأنه عالم الشهادة , إذا نحن لا نعلم من الشهادة شيء , بل لعلنا نحسب أنفسنا نعلمها , فمن ينظر إلي السماء ويشاهد نجما , هو لم يشاهده حقيقة , إن هذا النجم أفل من ملايين السنين , وما نشاهده هو موقعه قبل تلك السنوات , لذلك اقسم الله بمواقع النجوم (فلا اقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم ) "الواقعة" , كذلك حين ننظر إلي الشمس , إننا ننظر إليها قبل ثماني دقائق هي مسافة وصول ضوئها لنا , وكذلك الألوان والأشياء كلها هي ليست على حالتها التي نتوقع أنها عليها..والشاهد في كل ذلك أنه حتى الأحداث لها مدلولات لن نتمكن من معرفتها إلا إذا قرئنا التاريخ واستشرفنا المستقبل بحكمة , فنحن مقبلين على وحدة إسلامية غير مسبوقة , وحده لم تقم بفعل مخلص وقائد كما كنا ننتظر , أنها ستكون بيد الشعوب التي سئمت الانتظار , فعلينا كشعوب إسلامية أن نثور , ولكن هذه المرة ليس ضد قيادة أو حكومة , بل ضد أنفسنا , نطالب بوحدة إسلامية فيدرالية , نطالب بها عبر البرلمانات ومجالس الشعوب في الدول الإسلامية , وعلى أني تلقيت من الاتهامات بالمحاباة و بالتزلف للقيادة السعودية الكثير , إلا أني مصر انه لا يصلح لهذه الفيدرالية قيادة إلا المملكة العربية السعودية , وانه لا يصلح خليفة لهذه الدولة إلا خادم الحرمين الشريفين , واني والله أقولها من واقع قناعة واقتناع , فهيا بنا نثور يا امة الإسلام ,,
والله المستعان
عبد العزيز بن عبد الله الرشيد
التعليقات (0)