أنجزت الثورة المصرية بعض الأهداف التي كانت بعيدة المنال ورغم أنها لم تكتمل بعد فقد وصلت إلى نقطة يمكن البدء منها في تحديث مصر ...وهذا الوضع كما نرى أفضل من أوضاع الثورات العربية الأخرى التي تحولت إلى قتال وحرب أهلية كانت من أقصى تطرفاتها تدخل الناتو في ليبيا...لقد دعت الجامعة العربية الغافلة الفاسدة أمريكا للتدخل في ليبيا بغباء منقطع النظير.... فالقتلى في ليبيا عرب سواء كانوا موالين أو معارضين لحكم القذافي !!! والحرب الدائرة في اليمن كان لها أساس سابق من القمع وتدخل السعودية انتصارا للرئيس اليمني ضد الحوثيين والقلاقل التي بين الشمال والنوب بسبب التمييز والاستئثار بالحكم ...ولكن ثورة اليمن أيضا تحولت إلى حرب أهلية فلم تنجح الثورة ولا توقف القتال!!! وفي سوريا لم يكن سبب الرفض الشعبي للأسد هو العامل الوحيد والأصيل لقيام الثورة أو كما يسميها البعض مجرد رغبة من الشعب للإصلاح فقط ولكن الأمر لم يخل من تدخل أجنبي من القوى التي ترغب في القضاء على فكرة المقاومة والممانعة ...وسواء وافق البعض على اعتماد السبب الأخير كواحد من أسباب (الثورة ) السورية أو رفض فإن الوضع السوري لن يكتمل بغياب الأسد بل بما هو أبعد من ذلك ولكن بعض السوريين يغمضون أعينهم عن الأهداف الخارجية بسبب النظرة الضيقة التي يتصف بها العرب جميعا دون اسنثناء إلا في حالة مصر وهنا يتبين الفرق بين الجيش المصري الواعي وجيوش ليبيا واليمن وسوريا ...هذه الجيوش لم تستطع القضاء على انتفاضة الشعب ولن تستطيع لأن الشعب لابد أن تتغلب إرادته في النهاية وخاصة بعد أن وقع منه شهداء....ولا أخذت جانب الثورة أو الانتفاضة فانفض السامر الدموي....نحن نرضي بثورة ليست كاملة في مصر ولكن لا نوافق أبدا على قتال داخلي جاهل غبي ...وهذا ما فعله الشعب المصري العظيم الضارب في التاريخ وصاحب الأفكار المبدعة ...لقد كانت الثورة المصرية مثالا للرقي أذهل العالم بالسلام الأهلي الرائع في وقت كان يمكن اختلاط الأوراق فيه كما يحدث في البلاد العربية المهتزة...سلمت يا بلدي مصر
التعليقات (0)