اعتمدت السياسة الخارجية الغربية بمجمل تفاصيلها على نشر الفوضى في الوطن العربي ، و حاولت و منذ الأزل أن تبسط سياسة الهيمنة على حكوماتنا العربية المتعاقبة .
و لكن أمام الثقافة الشعبية التي نشهدها الآن في ميادين و ساحات مصر ، نجد أن هذه السياسة لم يعد لها وجود بل تحولت من سياسة هيمنة إلى سياسة تقبل
الواقع ، فقد تحول الزمن و تبدلت الظروف و تغير صاحب القرار و انتقلت سلطة تغيير الحكومات من إرادة الإدارة الأمريكية إلى إرادة الشعب العربي الذي قرر
أن يحدد مصيره عبر انتخاب شخصية وطنية مهمتها حماية الشعب و تنفيذ
قراراته ، لأن الشعب أخذ المبادرة بأن يكون صاحب السلطة و الشرعية بتقرير المصير .
كلمات كثيرة اجتمعت لتؤلف جمل و شعارات نادت بها جموع الشعب
المصري الثائرة و التي تم تلخيصها بأربع كلمات حملت جميع المعاني و المطالب الشعبية .. (( عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية ))
لم ينادي الشعب بأكثر من هذه الكلمات التي عبرت و بكامل محتواها على مطالب الشعب الثائر .. و عبر نظرة ثاقبة في محتواها نجد أن هذا الشعب العظيم يبحث عن عيش رغيد في ظل الأمن و الآمان و يحتاج للحرية في التعبير و تقرير المصير و الإدلاء بقراره دون أي تقييد أو إجبار على شيء ما .. و أخيراً أن تكون هذه الظروف ضمن عدالة اجتماعية متناغمة بين أفراد الشعب و أن لا يكون هناك تمييز بين أفراد الشعب فالغني يماثل الفقير بحقوقه وواجباته و القوي يماثل الضعيف بحقوقه وواجباته أيضاً و ليس هناك فرق بين دين أو ملة أو طائفة
أو حلة .. الجميع شركاء في التنمية و التطوير و الجميع شركاء في تقرير المصير .. الجميع عليهم المسؤولية في تحرير أفكار الدولة من العبودية .. الجميع يقول لا للهيمنة الأمريكية و نعم للشراكة المجتمعية .. مثقفين و أميين كلٍ في ميدانه مسؤول و مهما اختلفت المسافات الاجتماعية بين أفراد الشعب الواحد فيبقى الرابط الأقوى الذي يجمعهم تحت سماء الوطن .. أنهم جميعهم يحملون أسم مصر ..
فالوطن للجميع و الجميع للوطن .
الكاتب الصحفي : خالد عبد القادر بكداش
التعليقات (0)