مواضيع اليوم

ثورة تنتصر واخرى تتعثر.... حالة العرب

 

يقترب العام الحالى من الانتهاء والمجتمع العربي الإسلامي مازال غارقا في أوحال الأمنيات وترقيعات السياسة الفاشلة والمحكوم عليها مسبقا بالفشل ،تنتهي سنة والعودة لنفس الهالة من التمنيات لا احد يتذكر ان هذه البلاد العربية قد نجحت في تحقيق ولو أمنية واحدة اللهم إلا أمنية الحوار والسلام مع العدو الصهيوني .او عبارات المودة المرسلة لعدو آخر متاخم لحدودنا الشرقية .

فشلنا في الانعتاق من وهم التحرر المرتبط بفكرة الاستمرار والتماهي مع سياسات الغرب المعروض في أدبياتنا المعاصرة بأنها البلدان التي يمكن ان تساهم في نهضتنا ونتطلع للحصول على أسباب تقدمها ولك السؤال ولا أرجو أية إجابات بالله عليك كيف يمكن لبلاد مثل العراق ان تتقدم وهي البلاد التي يقتل فيها الشخص لانتمائه العقائدي بل الأكثر إماتة آي إنسان مواطن بسبب حمله لاسم طائفي
كيف يمكن لبلد اسمه ليبيا أن يتقدم إلى الإمام والفساد ينخر جسد اقتصاده ،أو بلد مثل الجزائر يحصد فيها العنف المزدوج أرواح عشرات الآلاف من الأبرياء ،عنف الدولة وعنف الجماعات المسلحة .أو بلاد موريتانيا التي لا يعرف إن كانت طبعا دولة أم كانتونات قبائل .
وهل يعرف احدنا بلدا عربيا اخفق في تطوير بنيته السياسية لتتزامن أو تماثل التقدم الاقتصادي والتجاري ،كبلد اسمه قطر وعلى الرغم من التطور الاقتصادي الناتج عن طفرة نفطية وغازية لم تتمكن هذه الإمارة السعيدة بامتلاكها لقناة الجزيرة التي أمست لسان النظام المسلط ضد بلدان عربية ذنبها الوحيد أنها ترفض التوجه السياسي الدبلوماسي للإمارة الأكبر من حجمها مستغلة قوة المال والتبعية للولايات المتحدة .
إن العالم العربي أنهى كل إشكاليات التصالح مع ذاته بل أبدا رفضه لكل أهداف الانفتاح على الديمقراطية كأساس للحكم الرشيد والعادل.
لنسجل لحظات الانتكاسة لحظة تتهاوى فيها أنظمة الاستبداد أمام مطرقة الشعب الذي ينشد أنشودة ألشابي "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد للشعب "ونحن نردد معه لا بد للنظم أن تتفهم كلام بن على قبيل سقوطه بساعات .
درس" بن على "سابقة في التاريخ السياسي المعاصر من يحلم يوما أو من حدث نفسه عن آمال التغيير في بلاد تونس الخضراء التي حكمها صاحب المعجزة ،لقد اخترق المواطن التونسي حاجز الممنوع وثار في وجه الخطوط الحمراء التي أقصته سنوات طويلة ،رفض الدناءة وحكم الفرعنة المتنمرة المتسلطة التي لم تكن يوما قوية إذ قوة النظام تكمن في حماية الشعب له وهذا مالم يحدث في تونس بل إن النظام حمى نفسه من المواطنين إذ اعتقد أن الخلاص الوحيد ومن اجل البقاء والاستمرارية الابتعاد قدر الإمكان عن هموم المواطن لان الدفاع او حتى تلبية جزء من مطالبه يفقد النظام قوته .
لكن الأيام أثبتت بالوقائع ان النظم المستبدة والإجرامية لايمكن أن تستمر طويلا وهذا درس مستخلص من الحالة التونسية التي يمكن اعتبارها ظاهرة تستحق الدراسة وتسليط الأضواء عليها من اجل فهم واستيعاب فكرة المواجهة وحب الخروج الثوري الذي أسهم في قلب المعادلة السياسية وغير اتجاه نظام طالما سعد بإعلانه الاستعلائي قدرته على الصمود موزعا توصيات ونصائح إلى إخوانه العرب في كيفية الاستمرار والمحافظة على كراسي الحكم.
إن تونس اليوم دخلت التاريخ من جديد وهذا ليس غريبا على بلد انشد شاعره الملهم شاعرية وأنشودة الثورة" إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ..." وهذه الأنشودة تردد اليوم من طرف كل أطياف بلاد القيروان طاردة من صفوفها جسم غريب جثم على صدورهم سنوات طويلة.
وفعلا كانت الاستجابة سريعة وسقط نظام البلادة والاستحمار ولاشك ان إخواننا التوانسة سيفرحون ويمرحون، لكن عليهم أن لاينسوا أبدا أن على أمهات تونس ألا تنجب أمثال الطاغية ،بل لأمهات تونس الافتخار بأبنائها ك "البوعزيزى "مفجر الثورة،وعشرات الشبان الذين تسابقوا لتقديم أنفسهم كوقود للثورة .
وهاهي ثورة تونس تقود لثورة أخرى أسقطت نظام الطاغية المستبد المتفرعن" حسني مبارك" في مصر الخيرة والتي بدورها عانت وعاشت تحت حكم البلادة والكسل فلم تبقى من مصر إلا شعارات ترددها وسائل إعلام الطاغية ولا فنون إلا ما يتجمل به سعادة الرئيس ،ومن القبح ان يظل قائد لايحمل من البطولة إلا الكذب والاستهتار قائدا لأمة قوية مثل الأمة المصرية .
سقط النظام أمام ضربات الثوار وانبعثت أمة جديدة بجيش شهد التاريخ على قوميته ونصرته لشعبه ،لقد كان الجيش المصرى خير حليف للشعب كما كان أمر جيش تونس الذي رفض قادته الاستجابة لأوامر سعادة الرئيس .
انتصر المصرى وفرح التونسي لكن صيحات النصر توقفت في بوابات القاهرة ،ان ان ثورات عربية اخرى بقيت تحت رحمة المستقبل فلا احد يمكنه التكهن بنتائج مسيرة الثورة في ليبيا ،فوسط قتال عنيف بين الثوار وكتائب القذافي تبخرت كل آمال الانتصار الثوري فالثورة انطلقت لكن نيرانها لم تكن وطنية فأمام شراسة القذافي لم يتمكن الثوار من التقدم الذاتي دون دعم غربي ،هذا الدعم الذي سيحرم الثورة الليبية من عفويتها واستقلاليتها .
وفي اليمن اختلطت الأوراق، فلا الرئيس يريد تسليم السلطة والشعب مازال صامدا والأعين متوجسة وخائفة من احتمال نشوب حرب أهلية بين القبائل والعشائر منها الموالى للرئيس "على عبد صالح" ومنها الموالية للمعارضة.
إننا فعلا أمام إخفاقات قد تعصف برياح التغيير في عالمنا العربي إذ أن نجاح ثورة تبعه فشل ثورة فالأنظمة أخذت على عاتقها عدم تكرار تجربة تونس ومصر ف "القذافي" زعيم الوهم يريد ان يذكر العالم والشعب الليبي ان السلطة لاتؤخذ بالثورة البيضاء ومسيرات التنديد والتظاهرات إنما الانتصار معناه تدمير بلد بكامله وقتل عشرات الآلاف من الأنفس، يحلو بعد ذلك النصر .فالنصر عند القذافي دماء ودماء" فما أوخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة ".
لقد انتصرت الثورة وانتصرت إرادة التغيير ولم يتبقى إلا نصر واحد مقدس ،ثورة أبناء الشام على نظام الأسرة العلوية والتي حولت عظمة سوريا إلى بيت أثثته المخابرات الإيرانية وهيمنت عليه سياسة الملالى ...............................محمد الاغظف بوية 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !