مواضيع اليوم

ثورة تصادر و اخرى تولد من جديد 9

نزار جاف

2011-03-24 12:46:44

0

التقارير الامنية الخطيرة تصل بيد من اول الامر؟
قد يتعجب او حتى يستغرب البعض من طرحنا لماضي الثورة الايرانية و سعينا لسبر أغوارها، و يتصوروا بأن ذلك من باب تحريضي و تعرضي بحت ليست له من علاقة بما جرى او يجري في المنطقة و خصوصا في بعض المناطق المحددة، لکننا نؤکد بل و نجزم"وبلغة الادلة و الارقام التي سنوردها تباعا لاحقا"، بأن لهذه القراءة أکثر من علاقة بالکثير من الذي جرى و يجري في المنطقة سيما تلك الامور التي باتت تثير قلقا لشعوب المنطقة قبل أي جهة او طرف آخر، وان إعادة قراءة التأريخ و السعي لعملية استقراء دقيقة للمجريات و التداعيات الناجمة عنها، في کل الاحوال، سيکون أمرا مفيدا و إيجابيا يمکن من خلاله إکتشاف الکثير من الحقائق المهمة و کذلك إستجلاء العديد من مکامن الاخطاء و الهفوات الجسيمة، ومن خلال ذلك يمکن تحديد جذور و رکائز العديد من المشاکل و الازمات الحساسة التي تعصف ببعض من دول المنطقة. اننا لسنا في صدد طرح مجرد سلسلة مقالات عادية او کلام إنشائي بحت الهدف من ورائه الحث و التحريض و التعريض فحسب، وانما نحن في صدد إماطة اللثام عن ماض قريب قلب المنطقة رأسا على عقب و أحدث هزات و هزات هنا و هناك و أدخل الرعب و القلق في العديد من"الاوساط الحاکمة"، التي ومن أجل مصالحها الخاصة وظفت مشاعر الرعب و القلق لخدمة أهدافها الخاصة ولکن على حساب مصالح شعوبها، وان لسان حال هذه الشعوب بالنسبة لماقدمه النظام الديني المتزمت إليها نطق و ينطق بالمثل العراقي المعروف:( ردتك عون طلعت فرعون)، أي أردتك عونا فطلعت فرعونا، و الحق ان النظام الايراني الذي طالما طبل و زمر بأنه مؤيد و مساند للشعوب"المستضعفة"و"المهضومة حقها"، فإنه في الحقيقة لم يقدم إليها سوى المزيد من الازمات و القلاقل و المشاکل و الفتن و الدسائس، وان نظرة ملية الى لبنان و العراق"والبحرين" بشکل خاص، تؤکد هذه الحقيقة تماما، ذلك أن هذا النظام لم يکن في واقع أمره صديقا او حليفا او مساندا للشعوب بقدر ماکان حريصا على تحقيق أهدافه و أجندته الخاصة على حساب تلك الشعوب، فهو کان في صدد تفعيل مشروع فکري ـ سياسي ضيق الافق و استثنائي في أهدافه البعيدة المدى على أرض الواقع وهذا المشروع شهد مراحل متعددة و متباينة لکنها و في خطها العام وضعت و تضع مصلحة نظام ولاية الفقيه فوق کل إعتبار.
النظام الديني الايراني الذي نجح أيما نجاح في توظيف العامل الديني لصالح طروحاته و أهدافه و‌ أجندته، تمکن من خلال إسباغ"البعد المقدس"على مخططاته، توفير أرضية ملائمة و مناسبة لتفويت و تمرير تلك المخططات على حساب دول المنطقة و شعوبها، وقد عمل هذا النظام و منذ الايام الاولى لنشأته على مد أذرعه بإتجاه دول المنطقة و بدأ يؤسس لسياسة خاصة تمهد لإعادة الاعتبار الى إيران مجددا کقوة إقليمية لکن ليس کشرطي للمنطقة وانما کأقوى و اهم دولة في المنطقة، والنقطة المهمة جدا التي من المهم جدا ملاحظتها بدقة، هي انه ولحد عام 1979، حيث مجئ هذا النظام، لم يکن هنالك من أي دور يذکر للتيارات الدينية المتطرفة، لکن ومع إستتباب رکائز هذا النظام و تمکنه من السيطرة على زمام الامور بيديه، بدأت الاتجاهات الدينية المتطرفة بالظهور و ممارسة فعالياتها في العديد من الدول، ومن ضمنها العراق، لبنان، مصر، فلسطين، المغرب، أفغانستان، وقد ورد ذکر هذه الدول و دول أخرى في وثائق و المستندات السرية للنظام، ولئن سعى النظام الايراني و طوال العقود المنصرمة الى نفي تدخله في الشؤون الداخلية لدول المنطقة و العالم و أکد مرارا و تکرارا انه يتبع سياسة مبنية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى، لکن و خلال الاعوام الماضية و تبعا لمجريات واحداث و وثائق سرية للنظام تسربت من هنا او هناك، تکشفت الکثير من الحقائق الناصعة التي تثبت و بدون جدل حقيقة التدخل السافر لهذا النظام في الشؤون الداخلية للعديد من دول المنطقة و بطرق و وسائل شتى، وان الامر يتخذ بعدا و سياقا استثنائيا عندما نجد ان اولئك الذين يتربعون على هرم السلطة في إيران، هم کانوا أعلم المسؤولين و اکثرهم دراية بما کان يتم تخطيطه و تنفيذه ضد الدول الاخرى، ان الرسالة التي بعث بها"مهدي هاشمي"، أيام کان مسؤولا لحرکات التحرر في الحرس الثوري الايراني، الى آية الله الراحل المنتظري أيام کان نائبا للإمام، تميط اللثام عن حقيقة دامغة تتجلى بأن العديد من التقارير الامنية الخاصة بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة کانت تصل الى الخامنئي بذاته"المرشد الحالي للنظام"، ومنه تصل اليه، خصوصا فيما يتعلق بالتقرير الذي أشار فيه الى علاقة الحرس الثوري بتنظيم الجهاد الاسلامي في مصر و علمهم و إطلاعهم على مسألة إغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات قبل و بعد تنفيذ العملية، ويقول مهدي هاشمي الذي صفي فيما بعد في صراع التيارات المتناحرة داخل النظام الايراني، يقول في رسالته المهمة و الخطيرة تلك:( بعد الموفقية في العملية"أي عملية إغتيال السادات" التي جائت متطابقة مع ماتفضل به سماحة الامام، قمنا برفع التقرير المفصل للعملية و الذي کان قد ورد اولا الى حضرة حجة الاسلام و المسلمين سيد علي الخامنئي حيث قام حضرته بإرساله إلينا وانا قمت بتقديمه الى حضرة الامام و حضرتکم)، تقرير خطير يتضمن معلومات في غاية الحساسية عن عملية إغتيال رئيس دولة أخرى و فيه تفاصيل عن اوليات إقامة علاقات النظام الايراني الخاصة بتنظيم ارهابي مصري"الجهاد الاسلامي"، يصل اول الامر الى يد الخامنئي وعن طريقه يبعث الى مسؤول رفيع المستوى في الحرس الثوري هو في الواقع مسؤول الحرکات الارهابية و العميلة للنظام في العالم، والتي تقوم بزعزعة استقرار و امن دول المنطقة، له أمر جدير بأن يوضع تحت المجهر و يتم دراسته و بحثه بعمق، ذلك أن نظاما يکون رجلا في مستوى الخامنئي على علم و دراية بتفاصيل هکذا أمور، فکيف الحال مع المسؤولين الآخرين؟ بل و کيف الحال مع النظام نفسه؟ لکن، لندع ذلك جانبا ولنعد للتقرير نفسه"أي تقرير مهدي هاشمي المرفوع لآية الله المنتظري"، حيث يقول في الفقرة الثالثة المتعلقة بالعراق:( في هذا البلد وبوسيلة المعلومات التي حصلنا عليها بخصوص موفقية مجاميع عراقية، بعد إنتصار الثورة في إيران، بالتعاون و التنسيق مع الاخ الشهيد محمد منتظري، توصلنا الى الاتفاق بتشکيل قوات من طريق آخر، وبنائا على ذلك فقد تم إنجاز مايلي:
أـ تشکيل منظمة علمائية باسم جماعة العلماء والذي کان آنذاك يتکون من الوجوه المدرجة أدناه:
حجة الاسلام و المسلمين السيد محمد باقر الحکيم، حجة الاسلام و المسلمين السيد محمود الهاشمي(رئيس السلطة القضائية في إيران)، حجة الاسلام و المسلمين سيد محمد تقي المدرسي، حجة الاسلام و المسلمين الشيخ مهدي آصفي و بضعة آخرين، وهذا الامر إنتهى بتشکيل المجلس الاعلى(المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق).
ب ـ تکوين جيش اسلامي يتشکل من القوات العائدة لحزب الدعوة و منظمة العمل و جماعة السيد الحکيم و نفر من الکورد العراقيين المسلمين.).
هذا الکلام، الذي يؤتي ثماره"الحقيقة"الان، يعطينا إنطباعا قويا عن الجهد الاستثنائي و الطويل المدى الذي بذله النظام الايراني في العراق، والذي قطعا لم يقف عند حدود التنظيمات الشيعية لوحدها في العراق، وانما تعداه الى کل أبعد من ذلك، مهدي هاشمي يقول بهذا الخصوص و في نفس هذه الفقرة المتعلقة بالعراق مايلي:
(الان، لدينا أيضا علاقة من قريب بطلاب عراقيين ملتزمين و متصدين ومع جماعات مجاهدة حيث يتم ارسال أعداد منهم الى جبهات الحرب و أعدادا أخرى الى داخل العراق)، أي أنه يقول و بصريح العبارة، أن الحرس الثوري قد قام بتجنيد أعدادا من الطلاب العراقيين و ارسلهم الى داخل العراق بعمليات خاصة، ويمکن أن نتحسس خطورة و حساسية هذا الکلام إذا ماعرفنا بأنه کان في بداية الحرب العراقية الايرانية، أي في أيام کان النظام البعثي في العراق على اوج قوته، فکيف به عندما تضعضع او في مثل هذه الايام؟ انه سؤال مشروع و له أکثر من مبرر، وقطعا ان إجابته مفزعة جدا، سنسعى للإجابة عليها رويدا رويدا، وللموضوع صلة.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات