ثورة الكرامة

         ثورة الكرامة

الوفاء صفة خلقها الله حتى في بعض الحيوانات ، فلا ننس ان الكلب مشهور بالوفاء لصاحبه ، قصة وفاء الكلب مواقف عديدة ، أغربها قصة الكلب لما قد مات صاحبه وقف على قبره منتظرا ان يقوم من مرقده او ربما حزنا من فراق صاحبه الذي لن يعوض ظل على هذه الحال اياما حتى لحق به من دون اكل ولا شرب عكس الكثير من البشر الغدر والخيانة طبعهم نرى ظاهرة تربية الكلاب عند الغربيين معروفة تعبر عن حالة نفسية اكثر من كونها مظهر يدل على السلطة والثراء لفقدهم تلك الصفة في البشر لهذا السبب الكلب له قيمة في الشعور المتبادل بينه وبين صاحبه لكن ماذا عن الكلب الادمي المتأثر بفكر الغرب الذي يحسب أنه افضل من الكلب درجات لايدانيها الا درجة صاحب الكلب اذ يرى الغربي فيه ما لا يرى في نفسه صورة ادنى حتى من صورة الحيوان الا لحراسة مصالحه التي يبدو فيها اشد حرصا عليها منه بالنباح وعدم التفريط فيما يجود به عليه كما فرط هو في كرامته بأبخس ثمن وكثيرا من اللهاث وراء حب المادة داعيا ابناء قومه ان يصيروا مثله وان يمشوا على نهجه في سياسة الخضوع للسيد من اجل نيل الرضى البعيد عن رضى الله تعالى كيف يناله وقد خان العهد في رضى غيره بعد ان قرأ القرآن ببيان كلماته اما كفاك ذلا بحق نفسك ايها الانسان حين كرمك الله عن كثير من مخلوقاته اليست الكرامة بالدنيا ومافيها هذه الثورة العربية الان لعلها ثورة كرامة لمن لا كرامة له {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ، سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ} [الأعراف: 175-177.