ثورة الفراشة
تونس البوعزيزي مرصد التنبؤات الجديد
في ستينيات القرن الماضي قام الأمريكي عالم الرياضيات والطقس إدوارود نورتون لورنثز بأبحاث في دراسته للتنبؤ بالطقس. البروفيسور إدوارد أهمل (صدفةً) في إحدى دراسته كسور الأعداد وأجزائها في معطياته الأولية فحصل على نتائج وتنبؤات كارثية ومغايرة لكل التوقعات والحسابات السابقة. حينها أيقن البروفيسور أن رفرفة فراشة في بداية ظاهرة معقدة كالتنبؤ بالطقس قد تكون نهايتها إعصار في قارة أخرى من هذا الكوكب، فصاغ لذلك مصطلح تأثير الفراشة وكان تأسيساً لنظريته (الشواش) أو ما يعرف بنظرية الفوضى.
تأثير الفراشة مفهوم أدخله العلماء في كل ديناميكية يمكن أن ينتج عنها سلوكاً عشوائيا أو غير متوقع، فحركة الأسهم والأسواق والمجتمعات بل حتى الذرات والمجرات صارت مرتبطة بنظرية الشواش، ليس ذلك لإثبات أن للفراشة تأثيراً ولكن محاولةً لوضع قواعد تحاول دراسة هذه الأنظمة المعقدة.
بنفس المنطق الذي دفع بإدوارد لورنثتز إلى ملاحظة ومعاينة ما قد يغير النتائج والمستقبل "ربما بفعل فراشة ما" ، أقول وبنفس المنطق ألاحظ بدوري وأتابع عن كثب ما يدور ويحدث هذه الأيام في تونس الغالية، فالبلد عزيز على القلب وشعبه فراشة رفرفت بأجنحتها ضد أنواع الظلم والإستبداد وقمع الحريات والبطش بالشعوب وتفقيرها، كل ذلك بحركات جميلة ومتناسقة، وبقوة طردت الطاغية وألهمت الشعوب، فجعلت من الحرية واقعاً لا أمنية، فاستحقت ثورة تونس الخالدة لقب ثورة الفراشة.
في مجموعة من المقالات وبصفتي شاب عربي متابع لواقع يكتب التاريخ، أحاول أن أعرج على مآلآت الدول العربية ومدى تأثير ثورة الفراشة على منطقتها، ومحاولاً التبصر فيما قد تتمخض عليه حركة الأيام القادمة وبصراحة متأثرة بثورة الفراشة. الجزائر في 22/01/2011
التعليقات (0)