مواضيع اليوم

ثورة الفراشة "2" مصر...فراشة فرعونية بإمتياز

أخبار تاونات

2011-02-09 23:08:58

0

 ثورة الفراشة "2" مصر

فراشة فرعونية بإمتياز

الفراشة طارت من تونس إلى القاهرة، نغمتُها دندنةٌ لقول الشابي :
                         إذا الشعب يوماً أراد الحياة      فلا بد أن يستجيب القدر.
الثورة حاضرة، تأثيرها ظاهر، الألوان والأحجام إختلفت كثيراً، والفيلم ملئ بالمشاهد المتكررة. ذاكرة الثوار تستلهم من تونس الكثير، وهم صامدون مع حفاظهم على الإبتكار والإبداع في مواجهة النوازل والتحديات.
مبارك أيضاً يستلهم من بن علي بغباء لافت، ونظامه كمجنون يشعل النار ليلاً ليعود محاولاً إطفائها بسكب البنزين عليها نهاراً. ربما يريد مبارك بذلك أن يُخلِّده التاريخ حسداً في البوعزيزي، فالواضح أن عبقرية الرجل تبخرت، بل إن عقله لم يعد قادراً على الوصول إلى حل يُخرجه من مأزقه العنيد دون ذل أو هوان.
لم يكن على مبارك سوى فتح صفحة لجوجل على الإنترنت وكتابة ماذا على الرؤساء أن تفعل عند إنفجار الثورات في وجوهها..!؟، الأجوبة والإقتراحات كثيرة، وهي تلتقي في أن الحل هو الرحيل.
الفرعون الجديد القديم بحث في أوراق البردي التي تحكي عن فراعنة جثمت على صدور شعوبها، وحافظت على حكمها وإستبدادها بسياط البلطجية بأنواعها في يد، وسوط الإعلام في اليد الأخرى يحاول تصوير مشهد أسطوري لفرعونٍ إله يُرسم على جدار معبد أو يُبث على قناة فضائية.
لو أن النظام المصري ضرب الثورة عند شرارتها بنفس القوة التي يحاول اليوم خنقها وتقليص تسارعها لكان الواقع مختلفاً الآن، لكن الإنترنت فطم الثورة بسرعة، وأخرجها من مهدها فصفعت النظام وهي تقوده إلى لحده.
بعيداً عن لو الشيطانية التي يستعملها النظام المصري اليوم في إستراتيجيته للعمل والإصلاح والتطوير في مدة لا تتجاوز الثمانية أشهر مع أن مبارك يستعين بسحرة فرعون لا بعصا موسى.
أعود لأقول بعيداً عن لو: تكمن مفارقة المعادلة المصرية في نتيجتها، فإما أن تقرر غرفة عمليات مبارك وسليمان الرضوخ الآن وبالتالي يزاح الرئيس، أو مواصلة تبني الفلسفة العقيمة لـ بن علي وصحبه من السادة والجلالة والسمو، فتقدم التنازلات بقطارة، كلما زادت قطارتها نزف الوطن وانفجرت أودية الدم، فيزيد صمود الشباب وإحتضان الشعب لهم، ثم تكون النتيجة أيضاً إسقاط الرئيس.
معادلة مصر القادمة متشابكة الخيوط الممتدة لعواصم القارات الخمس، وإن كان أغلظها متوغلاً نحو تل أبيب، لكن أصل المعادلة راسخ في مصر المحروسة، فبقدر بقاء الثوار في ميدان التحرير
 (على رمزيته) يتأكد سقوط النظام المصري، تماماً كباقي ثورات التاريخ، وصمود سيدي بوزيد الذي أسقط حاكم قرطاج في تونس مازال حياً ينبض، وإن كان للمثال أكيداً لا الحصر..!
نهايةً أو قل إن شئت بدايةً : على الثوار اليوم رفع المطالب والتمسك بسقف توقعاتهم، فالتنازل صار يجر التنازلات وهي قاعدة تطبق على الجميع، كما أن على الشباب عدم تضييع الوقت والجهد في الحديث عن الشرعية، ناهيك المحاورة أو المفاوضة حولها فهم الشرعية الآن، ودورهم الحقيقي هو المحافظة على مشروعية شرعيتهم المنبثقة من وطنيتهم الخالصة.
أما الساسة ونخبة القوم، فلا يطلب منهم سوى العمل على تثبيت المكتسبات وتأطيرها، والتنظيم بعيداً عن التثبيط أو التخوين.
وقود الثورات شعوبها، وما دام الشعب المصري قد تحرك على طول دلتاه وفي شماله وصعيده فالتغيير الكبير صار قاب قوسين أو أدنى.
وصفت التغيير بالكبير لأن ما دونه قد بَدت مشاهده، وصورة مبارك رمز النظام الفرعوني الجديد القديم لا يفارق مخيلتي وقد جمعت حقائبه ولم يبقى له سوى الرحيل.
إذا كانت ثورة الفراشة قد رفرفت بأجنحتها في تونس فزعزعت أرض الكنانة مصر، فلنا أن نتخيل القادم بعد أن رفرفت الفراشة وثورتها في قلب مصر.
                                                                                                        إن شاء الله خير

الجزائر في 08/02/2011




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات