ثورة الاصلاحيين على ثورة المحافظين

ثورة الاصلاحيين على ثورة المحافظين.
يبدو اننا نعيش في زمن الخطابات المهمة المطلوب منها قلب الموازين فمن خطاب اوباما الذي غير كثيرا من مفاهيم وثوابت السياسة الامريكية تجاه العالم العربي الاسلامي الى خطاب نتنياهو الذي كان ينتظر منه تحديد موقف اسرائيل بما يخدم قضية فلسطين او هكذا كان يحلم العرب على غير حقيقة وواقع التفكير الاسرائيلي في السياسة الخارجية وخاصة ما يخص العرب وقضيتهم الى خطاب المرشد الاعلى الذي كان ينتظر منه العالم ان ينزل عند رغبة شعب جمهوريته "الاسلامية "ويامر على اقل تقدير بفرز جديد لللاصوات التي يختلف عليها الشعب الايراني وهذا الخطاب هو ما سنحاول ان نبحثه علنا نستشف منه ما يحمله القادم من الايام للشعوب الايرانية التي تحكمها العمامة "الديمقراطية "
كنا نعتقد ان الشعوب الايرانية تعيش جنة الوحدة الثورية الاسلامية مثلما كان يصور لنا الاعلام الايراني والاعلام " العربي "المرتبط بولاية الفقيه حتى فوجئنا بمظاهر الاحتجاج التي سادت الشارع الايراني عند اول خلاف سياسي بين اقطاب الحكم مما يعكس الثورة التي تغلي تحت الرماد في جمهورية الملالي " الاسلامية ", وكنا نعتقد ان دماء المستضعفين من الشعوب الايرانية محرمة على رجال الثورة "الاسلامية " كما كانت تصور لنا وسائل اعلام الولي الفقيه حتى فوجئنا بسيل من هذه الدماء يصبغ شوارع العاصمة "الاسلامية " وكنا نعتقد ان الاخلاق الاسلامية التي تربت عليها اجيال ثورة ولي الفقيه "الاسلامية " من القوة بحيث ستقف امام كل محاولات جرها لتخريب الممتلكات العامة لشعب الثورة وايضا كما خدعتنا به اجهزة الدعاية الفارسية التابعة لمؤسسة الولي الفقيه حتى فو جئنا بمناظر السلب والنهب والتدمير التي طبعت ايام طهران في الاونة الاخيرة , وبعد كل هذا كنا نعتقد ان الولي الفقيه الذي يمثل السلطة الدينية في الثورة " الاسلامية " والذي لاينطق عن هوى السياسة ودهاليزها وتجاذباتها سيكون منصفا و مصطفا مع ابناء ثورته في احتجاجهم على الانتخابات وايضا كنا مخدوعين بذلك بما يروجه الاعلام الفارسي عن العلاقة الحميمية بين القائد وابناء ثورته حتى فوجئنا او بالاحرى تاكدنا من ان هذا القائد لايعرف ما يفكر به ابناء ثورته العتيدة وان هذا القائد الذي ياخذ اوامره من الامام الغائب لايمكن ان يحيد عن تعليمات شيطانه الذي يصور له ان اعماله خيرا وكما قال تعالى في كتابه الكريم {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً }الكهف104فهذا الولي هو ممن يظنون انهم يحسنون صنعا .
في خطابه اوضح الخامنئي انه مع المحافظين اللذين سام منهم الشعب ضد الاصلاحيين الذي يمثلون لغالبية الايرانيين الضوء الخافت في نفق الحرمان الذي يعيشونه وبارقة الامل بالاصلاح الذي يتشبث بها هذا الشعب مع علم هذا الشعب ان هذه البارقة خافتة بدرجة كبيرة لكنه يعلم ايضا انها الامل الوحيد والضوء الوحيد في ليله الحالك السواد وليس له أي الشعب الايراني الا الموت في سبيل الحيلولة دون انطفائها لان انطفائها يعني سنوات طويلة اخرى من الظلمة الحالكة , والدليل على ذلك التضحيات التي قدمها هذا الشعب لحد الان والمرجح انه سيقدمها في الايام القادمة فالخامنئي اعطى الضوء الاخضر للقوى الامنية ولمليشيات الباسيج باستهداف هؤلاء المحتجين واعطاها الذريعة القانونية لاستخدام القوة ضدهم بوصفه لهم بانهم خونة فاسدين وهذه التهمة تستحق الموت في عرف الثورة "الاسلامية " ولهذا فمن المرجح اننا سنرى دماءا كثيرة في شوارع طهران والمدن الايرانية الاخرى في القادم من الايام , السؤال الملح هو ماسيكون رد الفعل الشعبي اذا ما انتشرت شواهد القبور في شوارع طهران هل سيكون الصمت ام الثورة على الثورة "الاسلامية " التي احرقت احلام الشعب الايراني انا ارجح ان تكون الثورة وليس الصمت هو ماسنشاهده على شاشات التلفزيون في القادم من الايام لان الشعب الايراني يتسم بالعناد وهذا العناد هو ماسيصنع ثورة الاصلاحيين على قمع ثورة المحافظين ......بصراحة هذا جل ما نتمناه لان المنطقة سامت من نظام المحافظين الذي اغرق الشعوب في هذه المنطقة بالدماء والقتل والظلم والتخريب والمشكلة انه يصور ان ما يقوم به هو باوامر من الله على لسان المهدي المنتظر ورسوله الولي الفقيه ....