مواضيع اليوم

ثورة، أم إنقلاب على الثورة ؟!

عبدالسلام كرزيكة

2013-09-17 17:08:51

6

ليس لأن الأوضاع في بلداننا أفضل حالا مما عليه في مصر أو في غيرها من البلدان العربية، نحن نقفز فوقها ونتخطى حدودنا إلى ما يحدث هناك .. بل لأن الوضع المصري وحده القادر على فضح المخططات والأجندات الخفية ـ لمختلف الأطراف والجهات ـ للمنطقة العربية، لأهمية مصر الإقليمية والإستراتيجية، والأهم من ذلك، مكانتها لدى إسرائيل اللاعب الدولي رقم واحد في الدسائس والمؤامرات من أجل البقاء . فإسرائيل، لاتستطيع الإستغناء عن (حكومة مصر) رغم أنف (شعب مصر) وأنفته ونخوته العربية، لذلك هي حريصة على إنتقاء الحكومات التي تخدم سياستها الإستيطانية الغاصبة في المنطقة، ولا مجال لقول غير ذلك ولو قام الشعب المصري بثورات يومية أو سكن شوارع مصر وميادينها ..

ومهما كان ما حصل ويحصل في مصر منذ 30 يونيو الماضي، وسواء أكان ثورة حقيقية على حكم الإخوان، أم كان إنقلابا حقيقيا على ثورة 25 يناير قبل عامين، والتي ساهم في نجاحها الإخوان .. فهو في النهاية يصب في مصلحة إسرائيل ولا أحد غيرها . وليس أدل على ذلك من الحملة المركزة التي شنها ويشنها النظام الحالي بأبواقه ضد الإخوان بوصفهم مرآة عاكسة للإسلام، وما أشدّ مايمقت اليهود المسلمين، وهم مستعدون لبذل الغالي والنفيس لتصفيتهم كلما سنحت لهم الفرصة بذلك . وأيضا حملات التمشيط والتطهير الواسعة التي شنها ويشنها العسكر والشرط شمال شبه جزيرة سيناء لتصفية سكانها، لا لأنهم إخوان بل لأنهم مسلمون نشامى يؤرقون يهود إسرائيل بأسلحتهم المتواضعة والتقليدية ..

وإذا كان الأمر كذلك، فعن أي ثورة تحدثوا ولازالوا يتحدثون ؟!..

الحقيقة التي تعلمناها من تجربتنا المريرة مع (الربيع العربي)، هي أن نصف حقيقة الوضع المتفجر في أي وطن عربي، نجدها في القنوات الإعلامية الرسمية على وجه الخصوص، وفي القنوات الخاصة التي دأب أصحابها على تملق كل سيد جديد للبلاد . ليس لأن تلك القنوات تنقل حتى أرباع الحقائق، بل لأنها تقلب المشاهد ببلاهة وسخافة لاتتناسب وذكاء المواطن العربي، بغية إقناعه بالقوة أن السلطة القائمة لحظة سرد أنبائها هي السلطة الشرعية، ولا يهم إن كانت فعلا شرعية أم لا مادامت تضخ الأموال في تلك القنوات وفي حسابات (صحفييها)، ليدافعوا عنها في النهاية وبإستماتة منقطعة النظير . وأغلب القنوات المصرية التي لم تحجب عن الأقمار الإصطناعية منذ 30 يونيو، هي تلك التي إصطفت مع العسكر فيما أطلقوا عليه جميعا (حملة ضد الإرهاب والتطرف) رغم أن القاصي والداني من مصر، يعلم أنه شعار مرفوع في وجه الإخوان الذين دفعوا ولازالوا يدفعون ثمن سلمية وقفاتهم الإحتجاجية واعتصاماتهم غاليا . أما تلك التي حجبت عن الأقمار الإصطناعية وتلك التي يتم التشويش عليها من مؤسسات عسكرية مصرية، هي التي تناصر الإخوان وتسمي ما حصل في 30 يونيو (إنقلابا على الشرعية) .. أما نحن، فبعد ملاحظة الآتي :

ــ الشعب ثار في 25 يناير لإسقاط حكم العسكر .. وثار في 30 يونيو لإعادة الحكم مرة أخرى للعسكر ؟!..

ــ الشعب حين ثار في 25  يناير، كان قد صبر على آخر ديكتاتور طاغية أكثر من ثلاثة عقود دون أن يتذمر أو يئن، وفي 30 يونيو ثار على رئيس منتخب لم يلبث في منصبه أكثر من عام واحد ؟!..

ــ الشعب الذي ثار في 30 يونيو، لم يقاطع الإنتخابات البرلمانية قبل ذلك، بل هو الذي منح الأغلبية للإخوان، كما لم يقاطع بعدها الرئاسيات التي إختار فيها رئيسا إخوانيا، ثم صوت بعد ذلك على مقترح الدستور الإخواني .. وكل ذلك بملئ إرادته عبر عمليات إنتخابية لم يشكك أحدا في نزاهتها وشفافيتها حينها، ما يعني أنها كانت شرعية ولا تشوبها شائبة ؟!..

ــ مبارك الذي أطيح به في 25 يناير وزج به في السجن لمحاكمته على جرائمه في حق الشعب واختلاسه أمواله، أفرج عنه بعد 30 يونيو وزج بالرئيس المنتخب ـ الذي لم يقتل ولم يسرق ـ في السجن ؟!..

ــ تهمة الإرهاب والتطرف كانت جاهزة ومفصلة على مقاس الإخوان حتى قبل الإطاحة بحكمهم، وكذا الخطاب التحريضي ضدهم ؟!..

نستنتج أن ثورة 30 يونيو ما هي إلا إنقلاب سافر ومفضوح على ثورة 25 يناير، والتي إتضح أنها الأخرى مجرد تقاعد (ممنهج ومدروس) لجنرال عسكري قصد إستبداله بآخر فتي، ومهما حاول المطبلون والمزمرون تصوير الأمر عكس ذلك، إلا أنه يظل كذلك . والمقصود بالتأكيد ليست مصر أو فصيل الإخوان، بل هو الإسلام عموما، ولك أن تتصور ـ عزيزي القارئ ـ ماذا كان سيحدث لو أن ثورة 25 يناير أفرزت رئيسا مسيحيا أو علمانيا، هل كانت ثورة 30 يونيو ستقوم ؟!.. لاأعتقد، وحتى وإن قامت فلن يكون موقف (الأطراف والجهات الخارجية) منها كما هو الآن، من صمت على قتل الآلاف من المسلمين دون تحريك ساكن وحتى دون مجرد التنديد بذلك .

17.09.2013

 

 




التعليقات (6)

1 - عودة اليهود إلى مصر و توطين الفلسطينين فى سيناء

محمد عبدالعزيز - 2013-09-17 18:01:03

هل يعلم السذج و المغرر بهم و الذين يتظاهرون لعودة الفاشل مرسى هذه الحقائق؟!!! عصام العريان يدعو اليهود المصريين للعودة إلى مصر http://www.ouregypt.us/imvestigation/invest74.html محمد بديع (المرشد الذى قاد جماعة الأخوان للهاوية) قــال : و لماذا لا نسمح للفلسطنيين من غزة فى أقامة مخيمات للاجئين فى سيناء و هذا ما فعلته دول مثل سوريا و الأردن و لبنان؟ و ده بالضبط هو مخطط التوطين الذى تريــــده إسرائيل للحل النهائى للقضية الفلسطينية على حساب مصر.

2 - توضيح

مصطفى - 2013-09-18 00:25:16

هذا الساذج الذي سمى نفسه هذه المرة محمد عبد العزيز الذي يدخل على جميع المدونات ويقوم بلصق نفس هذه الكلمات التي قام بلصقها هنا هو مأجور على مايبدو وأشكر كاتب المقال على توضيحه القوي الذي يؤكد أن هناك حرب دائرة ضد الإسلام في مصر يقودها هذا السيسي الذي تقول شائعات قوية أنه من أصل يهودي حيث أن أمه يهودية مغربية مما يفسر الكثير من الأشياء

3 - لماذا تم إلغاء صوتي

محمد عبدالرحيم - 2013-09-18 22:20:09

هو إنقلاب على إرادة الشعب الذي إنتخب رئيس شرعي في إنتخابات نزيهة شهد لها العالم

4 - الى\\مصطفى\\توضيح\\ما

ابن\\النيل - 2013-09-20 01:12:25

كتبة\\محمد\\عبد\\العزيز\\صحيح\\الخرفان\\كانو\\سيبيعون\\البلد\\واى\\اسلام\\تتكلم\\المسلم\\الصحيح\\يطبق\\اركان\\الاسلام\\الخمسة\\اما\\المسلم\\المنافق\\الذى\\يقول\\اهلى\\وعشيرتى\\ومن\\بعدى\\الطوفان\\والسيسى\\امة\\من\\الصعيد\\يامنافق

5 - هل تعلم

ازهر مهدي - 2013-09-20 05:41:21

انت تقول ان اسرائيل تحقد على المسلمين لتصفيتهم با اخي عندهم مليون مسلم فلسطيني لماذا لم يقوموا بتصفيتهم قبل ان يفكروا بمصر او غير مصر ولماذا يصفون مصر ومصر خاضعة للجميع و حكومة مرسي لديها افضل علاقات مع اسرائيل حتى افضل من مبارك

6 - إنّه انقلاب على شرعيّة رئيس منتخب

ليلى عامر - 2013-09-20 21:22:55

السّلام عليكم . أخي عبد السّلام أشكرك على المقال الأكثر من رائع ..الأمور واضحة مثل الشّمس و التّهم القديمة الجديدة مفصّلة و مفبركة ضدّ الإخوان . يا للعار و آسفي على مصر أمّ الدّنيا جعلها السيسي مسرحا لمعارك أهليّة .. كلّ ما أرجوه أن يتوقّف حكم العسكر و يسلّم السّلطة للمدنيين و يكفي المصريين الشّرفاء ما يعانونه ..تحيّاتي للجميع .

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات