خرج الشعب العراقي سنته وشيعته وكرده وعربه ليؤكد حقيقة هذا الشعب العظيم، الذي صبر طويلاً على التدخلات الأمريكية والإيرانية والصهيونية بالشأن العراقي، خرج هذا الشعب ليؤكد أن كل ما كان يجري على أرضه كان بغير رضا منه ولا أقرار، وأن خيانة بعض أذناب إيران التي قدمت بالاحتلال الأمريكي إلى أرض العراق، وعملت بعدها على إثارة الفتن بين هذا الشعب العظيم؛ لم تكن من صنع هذا الشعب الأبي.
خرج هذا الشعب الذي ذاق الأمرين طيلة سنوات الاحتلال الأمريكي للعراق، وحرم من كل مقومات الحياة الأساسية من الكهرباء والماء والبطاقة التموينية، وزج بشبابه وكهوله ونسائه وأطفاله في سجون هؤلاء الغزاة وأذنابهم، خرج ليرفع ما أصابه من ذل لم يذقه إلا أيام سقطت بغداد بيد هولاكو، وما كان مستغرباً هو تصريح الخائن المالكي بأن خروج الشعب سيعطل عميلة البناء والإعمار، ونسي هذا المجرم أنه لم يقدم لهذا الشعب إلا الخراب والقتل والتعذيب والتشريد!!
خرج هذا الشعب العراقي ليثبت هشاشة هؤلاء العملاء الذين قدموا بالمحتل إلى بلدهم، فبمجرد أن أشعلت شرارة الشعب الثائر كان العملاء يُهرِّبون عوائلهم إلى خارج البلد، فالمالكي يُهرِّب أسرته إلى دبي، والحكيم يُهرِّبها إلى طهران، لأنهم يعلمون أن لا مكان لهم بين شرفاء العراق؛ الذين فهموا الدرس الإيراني وما فعله أذناب إيران في بلدهم.
خرج الشعب العراقي؛ ليكشف كذب الاحتلال الأمريكي الذي كان رئيسه يخطب الشعب المصري ويؤكد أن ثورتهم أثبتت للعالم درساً في النظام والانضباط؛ وليجعل هؤلاء الغزاة يلوذون بالصمت، لأنهم أحق الناس بأن يصمتوا ولا ينبسوا بأية كلمة، فهم الذين يذيقون الشعب العراقي القهر والكبت بمساعدة أذنابهم عملاء إيران طيلة هذه السنوات الثمان، فكيف لهم أن يهنئوا شعب مصر العظيم بإسقاطه لطاغيته، وهم أحق الناس بأن ينبذهم الشعب العراقي، ويتحرر من احتلالهم ويتخلص من أذنابهم، ويطهر أرض العراق من هذا الدنس الذي أصاب تلك الأرض الطاهرة!!
فهل يكون سقوط الأنظمة الجبرية كما جاء بحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : " ثم تكون ملكاً جبرياً فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت" رواه احمد وصححه الألباني!؟ وهل خروج الشعوب الإسلامية على هذه الأنظمة، مشيئة الله تعالى لرفعها وإيذانا منه بانتهاء الملك الجبري، ومن ثم ليكون بعدها خلافة على منهاج النبوة، وعندها يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر به من يشاء!؟
احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
http://ahmeed.maktoobblog.com/
التعليقات (0)