بغض النظر عن التسمية ومن أطلقها، وكيف جرت على الألسنة والأقلام، وما دار ويدور عن المؤثرات الدافعة إلى قيام تلك الثورات وتتابعها المثير للدهشة، بغض النظر عن ذلك كله، فإن الحراك الشعبي الذي صاحب ثورات الربيع العربي في عدد من البلدان العربية، كان ضرورياً لتحريك البركة العربية الآسنة والخروج من حالات الجمود التي كانت قد تلبّست الواقع العربي، وجعلته يكرر نفسه ويدور في حلقة مفرغة من معاني التغيير والنظر إلى المستقبل. وقد رأى كثيرون في هذا الذي حدث إيقاظاً لروح الثورات الوطنية التحررية التي شهدتها الخمسينيات والستينيات، وأسهمت في تحرير عدد من الأقطار العربية من الاحتلال الأجنبي استعداداً للخلاص من كابوس الاحتلال الصهيوني الاستيطاني.
ويمكن الحديث بوثوق تام أن تلك الثورات الربيعية قد خلقت موجة من التفاؤل ودفعت الشارع العربي إلى المشاركة، وحدث مع تلك المشاركة شيء غير مسبوق في حياتنا العربية، وهي أن الثورات السابقة كانت تقوم بها الأحزاب أو الجيوش، أما هذه فقد قادها الشعب كله من خلال طلائعه الشابة من دون قيادة حزبية تقليدية، ولا يحكمها نسق أيديولوجي مسبق يعبئها ويحفزها، كان دافع إرادة التغيير هو الأساس الذي انتظم فعله السياسي والثوري، وجاءت بدافع الخلاص من حالة الجمود والركود وما رافقهما من فساد واستئثار قلة معينة بالحكم. وبدأ الحديث في الداخل العربي وفي الخارج عن أن ما بعد تلك الثورات لن يكون كما كان قبلها، وقد حدث ذلك بالفعل في ...
http://www.beladitoday.com/index.php?iraq؟&aa=news&id22=20154
التعليقات (0)