توجد رؤوس مليئة بالأطماع والأوهام بعيدةعن الواقع والطموح الطبيعي الشريف . فمثل هؤلاء يحاولون ركوب أي موجة يرونها فرصة لتحقيق أطماعهم ويجب علينا نحن الليبيين الحذر منهم في وضعنا الحالي . وأنتصار الثورة الليبية التي حققها الشعب الليبي الثائرلتحرير ليبيا بجميع أطيافه بما فيهم الثوار الذي حاربوا بسلاحهم والذين ساندوهم في الميدان ووراء الخطوط والاطباء وجهاز التمريض أوبالقلم واللسان ، والذين قاسوا من القنابل والرعب في الشوارع والبيوت من أطفال وكبار السن . والذين ساعدوهم بقلوبهم ودعاؤهم من بعد. وليس من حق أي فئة من هؤلاء الأدعاء بأنه وحده حقق حلم الليبيين وتحرير البلاد من حكم الطاغية القذافي .وإذا إدعى فرد أونفر من الشعب بأنه أوبانهم وحدهم الذين حققوا هذا الأنتصار فيجب على الشعب أن يقول لهم بصراحة لا قفوا مكانكم الشعب الليبي بجميع فئاته حقق هذا الأنتصار التاريخي وحرر بلاده .. أقول هذا يصراحة لاني ألاحظ وأسمع من يتكلم بأسم الثوار كأنهم فئة مستقلة عن الشعب ويتحدى سلطة المجلس الأنتقالي الذي أجمع الشعب على تنصيبه لفترة إنتقالية حتى الانتخابات للمؤتمر الوطني العام لتسليم السلطة لممثلي الشعب .إن الشعب الليبي يقدر دور دور الشباب الثوار ويفتخر بهم جميعا كأبطال الوطن وسيسلم لهم مداليات ونياشين الثورة وحفلات التقدير والأشادة . لكن الشعب الليبي يرفض أن يتزعمه نفر لفرض إرادتهم لحكم البلاد أو أن يطالبوا بأمتيازات كمقاتلين تزيد عن حقوقهم كمواطنين فلهم ما لغيرهم . الثائر المحارب دوره لا يختلف عن دور الجندي في الحرب يؤدي واجبه وينفذ أرادة الشعب كجزء من واجبه الوطني لتحرير البلاد ومحاربة المعتدي . وبعد الأنتهاء من الحرب على الجندي الرجوع ألى بيته وعمله ويتمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها بقية المواطنين وقدماء المحاربين. ويخضع للحكومة التي تحكم البلاد بأرادة الشعب .لم نسمع أن فرقة من الجيش الأمريكي أو الجيش البريطاني إدعت بأنه لها الفضل في هزيمة هتلر في الحرب العالمية الثانية بل الحلفاء بطوائفهم وحكوماتهم حققوا الانتصار.وكل أفراد الجيش رجعوا ألى بيوتهم وأعمالهم العادية دون أية إمتيازات عن المواطن العادي الذي فقد عمله أو بيته أو متجره أو مزرعته أو تجارته او خسر ماله ، أو قاسى اخطار القنابل في بيته بسب الحرب . وقد عولج من جرح منهم وأبن من مات منهم وقلدوا مداليات ونياشين. وتولى الحكم الساسة المفوصين من الشعب . حتى زعيم بريطانيا المستر تشرشل البطل التاريخي البريطاني المحارب في مركز القيادة قال له الشعب البريطاني لا عندما حاول ترشيح نفسه في الأنتخابات لرئاسة الحكومة ، وأعطوا أصواتهم لخصمه رئيس حزب العمال . الشعب البريطاني شكر تشرشل كبطل تاريخي وعملوا له تمتالا أمام البرلمان ولكنه بعد إنتهاء الحرب وتحقيق الأنتصاررجع إلى بيته كأي مواطن ولم يتمتع بأية إمتيازات سوى حقوقه كمواطن ومحارب .
أقول هذا لثوارنا الليبيين الأشاوش بأن الشعب يقدر دورهم ويفتخر بهم ويترحم على شهداء الحرب ضد الطاغية ، ويطالب بعلاج الجرحى . ولكن الثوارالمحاربين كمواطنين أدوا واجب الوطن العسكري وأنتهي الطاغية إلى غير رجعة . وعليهم الأن بعد الأنتصار وإنتهاء الحرب الأستماع والتقيد بتعليلمات المجلس الأنتقالي والحكومة المؤقتة أسوة بغيرهم من المواطنين الذي التفوا حول المجلس الأنتقالي وأعطوه ثقتهم لقيادة البلاد في فترة إنتقالية حتى تسليم السلطة للمؤتمر الوطني المنتخب . وللثوار المحاربين حق إبداء الرأي والأنتقاد والأقتراح والترشيح للنيابة في البرلمان والوزارة كباقي المواطنين ، بما فيهم الذين حاربوا مع الطاغية القذافي لأنهم كانوا يؤدون واجبهم كجنود أو مواطنين عاديين أيدوه عن إقتناع ، واللوم ليس عليهم بل على الطاغية نفسه وأولاده ومساعديه وأنصاره من الساسة وقادة الكتائب وغيرهم من الطبالين من رجال الدعاية والكتاب والخونة بعد التحرير.فأفراد الجيش الالماني الذين قاتلوا في الحرب العالمية الثانية بشجاعة مثلا رجعوا إلى بيوتهم وأعمالهم كمواطنين دون أن يتعرضوا للوم أو عقاب لانهم كانوا يؤدون واجبهم. بل إنصب العقاب على الطاغية هتلر ووزرائه ومساعدية وكبار ضباطه الذين أرتكبوا جرائم الحرب . علينا كليبيين أن نستفيد من خبرات الشعوب إذا أردنا ليبيا حرة ديمقراطية تحتضن كل مواطنيها على قدم المساواة ، وكل في مجال عمله والأخلاص للوطن في زمن الحرب والسلم بقيادة حكومة تفرضها الأغلبية وتتمتع معها الأقلية بحقها في المعارضة . أن مسالة بقاء الثوار في مناطق أهلة بالسكان والأحتفاظ بأسلحتهم بعد أنتهاء العمليات الحربية هو قرار الحكومة الليبية المؤقتة أذا رأت حاجة لذلك وليس قرار الثوار. فالحكومة وحدها لها أن تطلب منهم الأنضمام للجيش وقوات الأمن لمن يرغب منهم في ذلك أو تطلب منهم تسليم أسلحتهم والرجوع إلى بيوتهم وعملهم .ومن يرفض منهم عدم تنفيذ هذه المطالب يرتكب مخالفة في حق الوطن .
التعليقات (0)