مواضيع اليوم

ثم ماذا ...؟

فارس ماجدي

2010-04-28 07:17:04

0

ماعرفت يوما مذاق الحرية .... هل طعمته ياصاحبي ؟ هل شربته اثيرا في كأس من النور أو زادا من خيال؟ على حد قول جبران .
ولدتني أمي في ليلية شاتية .. هل يعقل أن روح الليل كانت قدري فأحببته كما أحببت الشتاء وكرهت النهار والصيف .. كم أحرقتني شمس النهار كم عبث بي لم استطع منها فرارا .. كان يؤنسني أن اتحول دمعة هاربة الى فم الغروب ..ووحشة الآن... بقيت هناك أسيرالليل معتلاّ بالقمر والنجوم ...لم استطع ان افك الرموز الهجينة.. التي يلفعني بها نسيم الصبح وظّل هذيان الليل يقض مضاجع الصمت الرهيب في أعماقي ..ثمة رذاذ يتساقط من مدامع الليل ليغسل احلامي مع كل رعشة فكر أو تأمل .. كنت أنام متوسدا روحي ولا أعبأ بمن اغتالوا حريتي ... قريتي وبداوة افكاري وقطعان البشر المتناثرين حولي الذين لا يفهمون ...لا فرق بينهم وبين أشيائهم إلا بالقدر الكيفي ...الزمان الذي يتحرك دائريا حولي كان لحظة لم تتوالد بعد .. لا زلت أنا ذلك العبث الشتائي .. أيمكن لو أني عرفت أيمكن أن تتغير ملامحي .. أن يتغير أسمي أن أتحول الى جوهر ذو معنى محدد يفيض على الوجود أشياء تفهم أو لا تفهم ؟
أنا أمام معاني مفارقة ماذا حلّ بها... ما هذه المنطوقات التي تحتاج دوما الى من يجيب عنها ..؟. وكل جواب يشكل رسالة جديدة مما يجعل المعنى ينحل الى سلسلة متلاحقة من المعاني تحتاج الى تأويلات متلاحقة .. ومع كل ذلك لا يمكن القبض على المعنى .. لقد أحدث وجودي صدمة فاصبحت واحد من خيارين .. إما ان أكون حالة من حالات القطيع مصنوع بكم وكيف محدد بمقاسات الذاكرة والتاريخ ..أو أن أخوض التجربة أسوة بمن خسروا ...واظنك يا يصاحبي ممن خسروا ... لا تيأس من الخسارة .. يقول نيتشة أنا الخاسر الكبير وكل الذين ربحوا قطعان لا يلوون على شيء
كنت أتلمس حدسي بعد أن شككت بعقلي وقلت عليّ أن لا اثق بمنظومة الأفتراضات وكتبة التنصيص .. وكفرت بكل خونة الذاكرة التاريخية .. ما الذي يجعلني أصدق بأن ما قاله المؤريخون هو صحيح ... جربت الشعر فاكتشفت أن الشعر مشروع لم يكتمل ولن يكتمل ولن يفضي الى غاية .. لأن السؤال ما هي مهمة الشعر ... اعجبني الشعر الوجودي في لحظة ما لكن عندما كفرت بالوجودية ومركزية الأنسان في الكون دمرتّ هذا التفاهات ... أحببت الموسيقى الخالصة التي سطى عليها الشعر في عملية قذرة يعرفها الشعراء الكبار ... أسئل أوليت في الأرض اليباب أو هولدرن في سراب الودي الضئيل أو سائل السياب الذي لم يحتمل هذا الزيف ... ما أحببت الرواية ولا ضجيجها ولا صورها ولا هيئتها ولا خلقها للأكاذيب واعتبرت كل الرواة مخلوقات لا تعرف كيف تتوقف عن الثرثرة ولكن هناك من توقفت عندهم كثيرا ...
ما كانوا روائيين بقدر ما كانوا فلاسفة من النوع الصغير لكن كان عليّ أن احترم تجربتهم
فزعت الى ..... صاحبك .. كم أعجبني .. لأنه عبقري لا يمكن أن تجود الطبيعة بمثله يوما ... لقد جاء طفرة من طفرات الطبيعة التي لا تتكرر وهذا سر عظمته ...
قلت عليّ أن أكتب في رقّ السماء ذلك الذي لا تطاله أفكار الصغار ... أكتب عبارة واحدة ... لا أجد ثمة مبرر أن نوجد .... عبارة مشاكسة ... تتحطم في فضائها الرؤية ... لكني لم أستطع ...أن افهم ذلك التداخل العجيب بين سياقات المعنى ... الكل كانوا هنا ذات مرة فهل نحن بدعا من ذلك ..
إنك قادر على أن تدرك ما ليس أدركه أنا في هذه الفوضى من حولي إذا أخبرني ما الذي نحاوله هنا ؟
التكاثر .. التكاثر ..عبارة أعجبتني منك كثيرا .. كيف اقتنصتها ..... عبارة كثفت الوجود الانساني برمته صببته في رئتيه حتى لم يعد قادرا على التنفس والحياة ... مهمة البشر هي التكاثر الأرضي ... يا للروعة ... ما الذي يجعل هذا البشري حيونا متكاثرا ... ما الذي يجعل ذلك الخيط يمتد بغير ما هدف ؟
آه يا صديقي كيف تحطمت روحي
كيف تحطمت نزعت الكبرياء لدي ّ
إني في طريقي الى الجنون ... اغذو منه
لعلي استعيدني
لعلي استيقض من متاهات الصحراء والجفاف الذي عاجلني في لحظة لم أتوقعها ..
أني اهاتف روحك ياصديقي الجميل ..
ولا اريد ان تجرب مذاق العدم
تمتع بالسكينة .. لكني اضنك لا تقدر
نحن نتاج واقع لا نقبله ... كفرت بمن قال ذلك .. أنا ابن الهيولى ..وأنت اياك ان تكون ابن الصيرورة ...


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !