د.ازهار رحيم
ـــــــــــــــــــــ
عندما أطلق سراح الرهينتين الايطاليتين من أيدي محتجزيهم ، بعد اخذ ورد مع حكومة بيرلسكوني التي رفضت دفع فدية لفك أسرهما بقيمة مليون دولار، مع ما كان يدور همسا خلف الكواليس عن صحة خبر الفدية.
عمت الفرحة شوارع المدن الايطالية بعد ان سادها الحزن والقلق على مصير الشابتين وظلت عيون الايطاليين مشدودة لشاشات التلفزة ترقب خبرا من هنا وهناك عن مصيرهما، تبادل الناس القبلات وبعضهم بطالات التهنئة واحتفال آخرون كل منهم بطريقته بمناسبة إطلاق سراحهما.. كل ذلك من اجل فتاتين دفعتهما الإنسانية وحب المغامرة والاكتشاف لتقديم العون للعراقيين، وهما تستحقان الاحترام والتقدير لعملها الشجاع، الذي كلفهما غاليا بتعرضهما لتجربة قاسية لن تنسى كادت تودي بحياتهما او ربما بيعهما لقاطعي الرؤوس، لولا الحظ الذي أسعفهما والمال الذي اسأل لعبا الخاطفين وسعي الحكومة الايطالية وشعبها في تلك المحنة، والتي جمعت أحزاب المعرضة والحكومة في موقف واحد للسعي من اجل إنقاذ حياة المواطنتين.
في تصريح لمسئول عراقي عن عدد شهداء الإرهاب والعنف بعد انتهاء العمليات العسكرية تجاوز عدد العراقيين 17 الف عراقي والذين تصفهم القنوات الإخبارية بالقتلى وتستنكف بوصفهم الضحايا، بينما تجاوز عد الأمريكيين 1500 جندي، العنف موجه لقتل العراقيين كونهم الهدف الأسهل وليس للأمريكيين كما يدعى منفذي تلك الهجمات وتتباهى شرذمة من الداخل بانضمامها للمقاومة والإرهابيين الوافدين، بتوفير المعلومات والمخابئ ومستلزمات الهجمات لها بعد تغلغل عدد لا بستهن به منهم الى داخل المؤسسات المخابراتية والعسكرية والحكومية، تحت غطاء العلاقات العشائرية والقرابة والحزبية فيلعبون دورا مزدوجا وقذرا ليقبضوا ثمن سفحهم للدم العراقي من الحكومة والمخربين في ان واحد..
حياة الشابتين تساوي الكثير .. الكثير لدى حكومتهما، اذا قيست بالمال، بينما حياة العراقي تساوي 1500 دولار للشهداء الذين سقطوا في مذبحة يوم الجمعة، وهي بالكاد تسد مصاريف الدفن والعزاء وما بعدها فلا يتبقى لأهالي هؤلاء الشهداء سوى دموع مالحة تحرق الوجوه وتدمي القلوب.
ذكر لي مسئول في إحدى منظمات حقوق الإنسان بأنه يقاتل الروتين ولا مبالاة المسئولين الحكوميين من اجل الحصول على تعويضات لبعض المتضررين من جراء العمليات العسكرية او الإرهابية حيث يصل بعض التعويضات من جراء العمليات العسكرية او الإرهابية حيث يصل بعض التعويضات بعد الركض لأسابيع خلف المعاملات واجترار التسويف والمماطلة ليصل لمبالغ متواضعة جدا تتراوح من عشرين دولار الى الف في أحسن الظروف، كل هذا وانا انظر لرجل فقد ساقه في انفجار عبوة ناسفة يبدو فرحا باستلامه مبلغ خمسين دولارا كتعويض مالي عن ساقه التي فقدها، لأنه يعلم أنها أحسن من لاشيء كما اخبرني، وأخر 70 دولار عن فقدان إحدى عينيه.. قائمة أرقام التعويضان المخجلة تطول في حين ان بعض الوزارات تصرف الآلاف الدولارات في إيفاد الموظفين لدول أخرى في دورات لتعلم مهارات استخدام الحاسبة والانترنت او تنافس مع بعضها في إقامة المؤتمرات، لذر الرماد في عيون من يتهما بالتقصير في أداء عملها، في حين بعض الوزراء يمضون معظم وقتهم في الخارج ، تاركين شؤون وزارتهم للوكلاء الذي انتقلت لبعضهم حمى السفر.
اسر لي موظف حكومي في مجلس الوزراء بان مبالغ كبيرة تستقطع من ميزانية بعض الوزارات لإقامة فعاليات ومؤتمرات بائسة للتباهي امام الصحافة وأجهزة التلفزة كما حدث في وزارة لأتملك مقرا لها فتصرف 150 الف دولار للهيئة التحضيرية لمؤتمر تمخض عن إلقاء مجموعة من الخطب الفارغة وملصقات رخيصة الثمن انتشرت على حائط قصر المؤتمرات.
كاتبة وصحفية عراقية
التعليقات (0)