مواضيع اليوم

ثمن المطلقة الف دولار والزوجة الثالثة والرابعة خمسة الآف

نزار النهري

2011-08-29 11:31:33

0

عندما تقع الحروب وتتراكم اهوالها ، تخرج من بين الركام وجوه النساء اللواتي يشكلن الارضية الاولى للشقاء والبؤس والتعاسة كامهات وارامل وزوجات ، في هذا الخليط المنقوع بالدموع وقسوة الظروف تحول المرأة جسدها المنهك الى ساحات من التدبير الأقتصادي وتوفير العيش والطعام لأولادها وحماية نفسها من نهش الأخرين في حالة غياب الزوج والأب ، وتقليص مساحات الوجع والخوف وبسط الامن والدفء على العائلة .

احياناً ظروف الحروب والقتال تخلق صوراً جديدة للنساء مثل صور النساء المحاربات والمقاتلات والأستشهاديات ولكن اسوأ الصور حين تُستغل الظروف وتوضع قوانين تزيد من اهانة النساء وتزيد من عمق الأذلال والتعامل معهن من منطلق ان حلول المشكلات يجب ان تمر عبرهن ، لأنهن السبب المباشر لتعاسة أي شيء ، في الوقت الذي يتمتع الرجل بهذه الحلول والتي تصب في النهاية في زيادة منسوب ذكورته وارتفاع في نبض رجولته .

وفي الأدبيات النسائية محاولة للتمرد على هذه الصورة النمطية للنساء ، التي غالباً ما تكون عند الشعوب المقهورة ويزداد قهرها عند اندلاع الحروب والتي تكشف بفظاعة عن وضع النساء المأساوي ، المثير للغضب ، المخجل حين تتغاضى الجمعيات النسائية في العالم الحضاري ، الديمقراطي الحر عن هذا الوضع وتصبح الرؤية مشوشة وضبابية ولا مجال للنقاش والأعتراض العالمي .

العراق الآن يلخص الصور النسائية المقهورة نتيجة الحروب وبضعها امام علماء الأجتماع ونساء العالم – لايهمنا رجال السياسة لأنهم السبب في الوصول الى هذا الوضع المتدني من قهر المراة- فالمرأة العراقية وصلت الى حد ازداد فيه القهر الأسود ودخلت اسواق النخاسة وهي حاملة علم التحرير الأمريكي ، واصبح لها قائمة اسعار مربوطة بالدولار.

بدلاً من ان تضع منظمات المجتمع المدني العراقي اصابعها على الجروح العراقية وتحاول معالجتها بذات الحماس التي استقبلت فيه القوات الأمريكية ، تركز الآن على المراة العراقية بصفتها الطريق الذي يوصل الى مجتمعات هادئة ، هذه المنظمات تدعو الرجال في العراق الى الزواج ، ظاهرة جميلة ان نثير فكرة الزواج ، لكن عندما تكون الدعوة للرجال الذين سبق لهم الزواج ، انهم يدعون لتعدد الزواج ، هذه الدعوة لا تأتي من منطلق اسلامي بل تأتي من منطلق افرازات الحرب والأوضاع الأمنية التي خلفت اكثر من مليون ارمله واكثر من مليون عانس عدا عن المطلقات نتيجة التفسخ الأجتماعي الذي اكثره نابع عن عدم الأستقرار الأمني والبطالة والفقر .

هذه الدعوة مرفقة باغراءات مالية ، الف دولار للذي يتزوج بامرأة ثانية مطلقة او عانس ، و خمسة الآف دولار للذي يتزوج بامرأة ثالثة او رابعة ، الذين طرحوا هذه الدعوة قد تكون نواياهم سليمة ، يريدون حصر الازمات الاحتلالية في قالب يكون مفتاحه ذل المرأة أي حل الاوضاع المأزومة يكون بترقيع الثوب العراقي المهلهل برقع جديدة تزيد مستقبلاً من تفسخ نسيجه .

جميعنا نعرف ماهو المردود الزلزالي على البيوت التي سيأتي رب بيتها بزوجة ثانية وثالثة ورابعة ، ونعرف كيف ستكون حال الزوجات والأمهات اللواتي يجدن انفسهم في مواجهة مع الواقع الأنثوي المكتسح بيوتهن ، وكيف سيكون حال الابناء .

ونعرف اكثر ان اغراء المال في المجتمع الفقير الذي افقدته الحرب كل شيء حتى القيم الاخلاقية والانسانية وفيه نسبة البطالة عالية سيدفع الكثير من الرجال الى الخداع والكذب والتملق حتى يحصلون على المال ، وسيكون الصراع بين المرأة والرجل صراعاً عنيفاً يمزق العلاقات الاسرية ويخلق اجيالاً مهزوزة ، محبطة ، وهذا جزء من تخطيط الاحتلال الذي يسعى الى اختلال الاسرة التي يصل راس هرمها الى النظام الحاكم .

شوقية عروق منصور

نشرت هذه المقالة في موقع مركز مساواة المرأة وقامت صحيفة القدس العربي المشبوهة باعادة نشرها، فهذه الصحيفة مختصة في البحث عن القاذورات في كل مكان وابرازها لتؤسس لجيل عربي متخلف، فبدل ان يكون الطرح اجتماعيا وثقافيا وتربويا، يكون الطرح قوميا واسلاميا وطائفيا خبيثا، في محاولة دنيئة من هذه الصحيفة لاحياء هذه النعرات والتركيز عليها كلما اندثرت وماتت.

ما كان احد ليعترض لو بقي غرض الكاتبة في اطار المعالجة الاجتماعية للموضوع والتي يجب ان تكون هي الاساس، ولكن ان تدس الكاتبة السم في العسل بمحاولتها الخبيثة برمي امراض نفسية افرزها حزب البعث في العراق بقيادة المقبور صدام حسين وعلى مدى تاريخه الاسود الدموي، الذي امتد لاكثر من خمس وثلاثين عاما، ومحاولة نسب هذه الامراض والعلل على الاحتلال.

فلم يتدخل الاحتلال الامريكي في طبيعة الحياة الداخلية للعراقيين وتركهم يقررون مصيرهم بانفسهم في دستور صاغه بالدرجة الاولى رجال الدين الذين لا يكفون عن التدخل في كل شيء، فالعراقيون جميعا هم المسؤولون عن هذه الافرازات، لانهم هم من وقعّوا على ذلك، وهم من انختب هؤلاء الفاسدين.

فات هذه الكاتبة التي يبدو انها لا تفقه شيئا عن الوضع الاجتماعي في العراق، ان ما افرزته الحرب العراقية الايرانية من مطلقات وارامل يفوق ما افرزته الاعمال الارهابية الاخيرة بعشرات الاضعاف، ففي الاولى كان القتل يقع على الرجال فقط اما الان فلم يسلم منه حتى الاطفال الرضع.

لم تذكر لنا هذه الكاتبة اسم واحدة من هذه الجمعيات التي ذكرتها في مقالها، ولم تذكر لنا اي مصدر من مصادرها، كما اني لم اسمع باي من هذه التلفيقات الا من لسان الكاتبة.

والان ساتكلم عن حالة المرأة في المجتمعات الاسلامية بعيدا عن طروح الكاتبة، فالمرأة في هذه المجتمعات غير محترمة الى آخر الحدود، فعندما تؤسس هذه المجتمعات لجعل المرأة كائنا ضعيفا لا يمكنه العيش بمفرده بعيدا عن الرجل، وعندما تحرّم القوانين الاسلامية على المرأة ان تخرج وتعمل بمفردها، وعندما تغيب القوانين التي تحميها من التحرش والاغتصاب والظلم والتعسف وغيرها الكثير من هذه الامور، تصبح المرأة ضعيفة وكأنها طفل، فترفع شعار (ظل رجل ولا ظل حيطة).

هكذا نؤسس الى مجتمع ذكوري 100 بالمئة، فالمرأة مضطهدة في هذه المجتمعات المتخلفة، ولكن لا احد يرى ما تشعر به من ظلم وتعسف. فتضطر المرأة في هذه المجتمعات لتحمّل ظلم وتعسف وغباء الرجل لعدم تمكنها من العيش لوحدها في هذا المجتمع البدوي البدائي، الذي مازال القوي فيه ياكل الضعيف.

هل سمعت في حياتك عن رجل يتحمل ليعيش مع امرأة؟ فالرجل الذي لا يطيق زوجته، يطلقها على الفور، على العكس من ذلك المرأة، فرغم كل ما تلقاه على يد هذا الرجل من مهانة، تضطر لمجاراته والعيش في كنفه رغما عنها، فاهون عليها ان تتحمل هذا الذل على ان تتحمل نظرات المجتمع لها وهي مطلقة تعيش في بيت بمفردها او تعيش عالة على اهلها.

ومن جريدة القدس اللامهنية، اليكم مقتطفات من بعض تعليقات العربان على الموضوع

اعتقد ان هذا حلا جيدا لانقاذ العديد من اليتام والنساء اللواتي يعشن ظروفا صعبة ولو أني أفضل أن يتفهم الزوج ظروف النساء وأن يعدل بينهن وبين أبنائهن ولا يستغل ظروفهن القاسية

فلتتفضل الكاتبة وتعطينا الحل....!! منطق مستهلك الغاية منه استعراضية بحتة

ولما النظرة السوداوية فقط ربما تكون لها جانب اخر مضىء فهو حل اسلامى فى ظروف كظروف العراق من وجود عدد كبير من الارامل المهم النوايا الطيبة من الطرفين ,المبالغ المعروضة لايجب النظر اليها كثمن بل كمساعدة للزوج لزيادة دخله لمواجهة اعباء البيت الجديد والله هوالموفق

وهل نناقش أمر ربنا الذي قضى بالتعدد في الحلال بعدد محدود ,لأن التعدد بالحرام دلائما موجود ،والعدد غير محدود ,وما ينتج عن هذه العلاقات الغير شرعية يولدون أيتاما والوالدان موجودان لكنهما ...




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !