علي جبار عطية
يبدو ان نبوءة الشاعر الهزلي رياض الوادي التي اطلقها قبل اربع سنوات حين اشتدت ازمة الطاقة في طريقها الى التحقق اذ انه اطلق اشعاراً ساخرة قبل ان يضع وزير النفط حلولاً عملية لحل هذه المشكلة وايقاف طوابير الوقوف يومين أمام محطات البانزين !
وقتها كان العنف الطائفي قد بلغ مداه الاعلى ومع اشتداد درجات الحرارة والانقطاع الاسطوري لتيار الوطنية كتب رياض الوادي قائلاً :
)شلون بالله نكوم نطبخ على الشمس ومن يجي الخطار شنحطله جبس !(ومربط الفرس خبر بثته وكالة نينا ونشرته صحيفة ( الناس ) المتألقة في عددها (44) الصادر يوم الاثنين 20-6-2011 اذ يقول الخبر ان هيأة بحوث الطاقة والبيئة بوزارة الصناعة والمعادن انجزت اعمال تصميم وتنفيذ ثلاجة تعمل بالطاقة الشمسية لمدة عشرين ساعة في اليوم .
ويضيف الخبر ان الملاكات المتخصصة تمكنت بالاعتماد على جهودها الذاتية من تصنيع ثلاجة تحتوي منظومة سيطرة والواحاً شمسية تمتاز بعدم اعتمادها على الكهرباء بل تعتمد بالدرجة الاساس على الطاقة المتأتية من اشعة الشمس وان الهيأة ابرمت عقداً مع الشركة العامة للبيطرة التابعة الى وزارة الزراعة لتجهيزها بـ (44) ثلاجة وبكلفة اجمالية بلغت (195) مليون دينار كما تضمن العقد نصب وتشغيل الثلاجات في المستشفيات البيطرية في 15 محافظة فضلاً عن تدريب ملاك متخصص من وزارة الزراعة لتشغيل وصيانة الثلاجات الشمسية .
وحين دققت بالخبر طارت فرحتي مثلما طار الحلم بالحصول على الارض الموعودة للصحفيين ولو في الارض الحرام وكذلك تبدد حلم المنحة المالية وقد ظننت ان الفقير سيكون اول المستفيدين من هذا الانجاز الحضاري بوصفه اكثر المتضررين وليس المستشفيات البيطرية لان حاصل قسمة (195) مليون دينار على (44) ثلاجة يعني ان سعر الثلاجة الواحدة نحو 4،431 ملايين دينار ولو كان ربع هذا المبلغ متوفراً عند الفقير لاشترى مولدةً منزليةً جيدة وثلاجة ذات محرك له صبر العراقي وعاش عيشة سعيدة !
لكن هذا لايمنع من الابتهاج بهذا الانجاز لان العالم كله يتجه الان الى بدائل للطاقة النفطية خاصة وبلدنا يمتاز بشمس ساطعة طوال العام ومما يروى عن الشاعر جان دمو انه علق ساخراً في ظهيرة يوم قائظ ( هذا ليس وطناً بل فرناً).
التعليقات (0)