مواضيع اليوم

ثلاث لحظات!

علي جبار عطية

2010-09-01 06:13:28

0

علي جبار عطية
نعيش لحظة مؤكدة هي لحظة الحاضر اما لحظة الماضي فقد مضت ولايمكن ان تعود واما لحظة المستقبل فتظل مجهولة وربما نعيشها وربما نكون قد فقدنا الاحساس بالحياة وقتها وهنا يطل سؤال بعنقه وهو لماذا يجتر اكثر الناس ماضيهم ويحملونه على ظهورهم اينما حلوا بل لماذا يحملون هم غدهم الذي لم يولد بعد ولايتوقعون ان تأتي الحلول في الغد؟
من حق المرء ان يبني توقعات غده على معطيات حاضرة فبالتأكيد لن يكون الغد الا ابن الحاضر ولايمكن ان يسير الا بقدمي الواقع وهذا هو الفهم الواقعي.
اذن يمكن القول ان منبع الخوف والحزن هو القلق من المستقبل والاسف على ما لم يتحقق في الماضي فتأتي البشارة القرآنية مطمئنة (لاخوف عليهم ولا هم يحزنون) في اشارة رائعة الى ضمان المستقبل.
ومن المفارقات ان المرء وهو في سعيه لتحسين واقعه وجعله اقل الما واكثر سعادة نراه ينسى حاضره فهو في الواقع يعيش الالم والشعور بالضنك بينما يدعي انه يبغي ضمان المستقبل واي مستقبل هذا الذي يبدو مفتوحا لانهاية له وقد اصاب مثل تركي كبد الحقيقة حين قال (العمر ينتهي والطريق لاينتهي).
وهكذا يبدو من الحماقة هذا التكالب البشري على كسب المنافع المادية التي يرافقها في الغالب التنازل والتضحية بكثير من المبادئ بدعوى (تمشية الحال) في حين ان الخسائر المترتبة على هذا الاجهاد كثيرة وهناك من لايرى عائلته ساعة خلال اليوم لانه يروم تأمين مستقبلهم في حين هو فعليا اهدر حاضرهم!
وهذه من بركات شهر رمضان اذ يكون فرصة مناسبة للحظة تأمل مهمة ومحورية يراجع فيها المرء ساعات يومه ليعيد برمجتها ويحقق التوازن بين اللحظات الثلاث لحظة الماضي باخطائها وانجازاتها ولحظة المستقبل التي لم تأت بعد واللحظة الاهم لحظة الحاضر التي هي بين يديك فهل تحسن ادارتها؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !