يرى الكثيرون بإنّ اللاءات الثلاث التي وضعها خامنئي على فريق التفاوض الإيراني بمثابة خطوط حمراء أعاقت التوصل إلى اتفاق نهائي لحد هذه اللحظة. هذه اللاءات جاءت قبيل اسبوع من انتهاء مهلة التفاوض النووي في فيينا. الخطوط الحمراء الخامنئية هي: لا لتفتيش المواقع العسكرية، لا لاستجواب العلماء النوويين الإيرانيين وأخيراً
لا لاتفاق بدون رفع شامل للعقوبات المفروضة. لكن رغم التعقيدات التي فرضها خامنئي على المفاوضين يبدو أنّ الرئيس الإيراني حسن روحاني متفائلاً بالتوصل الى اتفاق في الفرصة المتبقية. مشبهاً مواقف المرشد في
التصالح النووي بالصلح التاريخي الذي وقعه الإمام الحسن وهو ثالث إمام شيعي مع الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان. هذا التأكيد لروحاني إن دلّ على شئ فهو تعبير صريح على أنّ المرشد رغم لاءاته إلا أنه عازم على تعبيد طريق مفاوضات الحكومة للتوصل إلى اتفاق نهائي.
بدءاً بلاءات خامنئي و تعقيداته أمام المفاوضين و جرّ المفاوضات الى الوقت بدل الضائع يبدو أنها سياسة ينتهجها النظام للإستهلاك الداخلي. مروراً بالغاء اليوم النووي الوطني في إيران فيها دلالات مرتبطة بتهيئة الشارع لمثل هذا الإتفاق الذي يصفه معارضون في البرلمان الإيراني بـ "سئ الصيت" رغم حماسة الحكومة للتوقيع عليه للتخلص من عبء العقوبات التي أثقلت كاهل الحكومة ومن وراءه الشارع الذي صوّت للمشاريع الحكومية.
إنّ فشل هذه الحكومة بالتوصل الى اتفاق يعني فقدان حسن روحاني للكثير من الأصوات التي منحت له أثناء الإنتخابات السابقة.ولأنّ خامنئي يحتاج الى شخص بمواصفات روحاني لإنقاذ النظام فيبدو أنّ لاءات خامنئي عبارة
عن مزحة لإظهار مناعة النظام و عدم رضوخه للتهديد.فبالواقع إنّ إيران تستعد لما بعد المفاوضات كما عبّر حسن روحاني عن تفاؤله بشأن نتيجة المفاوضات النووية الجارية مؤكدا أن طهران بدأت تتحضر لمرحلة "ما بعد المفاوضات". رغم لاءات خامنئي الثلاث.
التعليقات (0)