خطاب الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله حمل معاني و نقاط كثيرة , وكي لا يُفهم خطأً مضمون تحليلنا , ان ما حدث على الحدود اللبنانية الأسرائيلية هو مؤسف خاصة باستشهاد صحفي و جنود من الجانب اللبناني و نرجو للجرحى الشفاء العاجل .. الخطاب عزز استقلالية حزب الله عن المسار السياسي للدولة اللبنانية حين يقحم سلاح حزبهِ في مناوشات او اي مناوشات اخرى يتعرض لها الجيش اللبناني مستقبلا و هو يعلم جيدا انه اذا ما تتدخل عناصر حزب الله في احتكاك عسكري سوف لن تسكت اسرائيل و يتطور الأمر إلى جر لبنان لحرب اخرى و دمار اخر, حيث الجيش الأسرائيلي كانت هذه المرة ردة فعلهِ محدودة كون الجيش اللبناني هو الذي كان يقف امامه و ليس ميلشيات حزب الله..
النقطة الثانية يتحدث السيد نصرالله عن تهدئة على الساحة السياسية اللبنانية بسبب وعد عربي على اخراج لبنان من ازمتهِ و يتحدث و كأنه لا يثق بتلك الوعود و انهُ كان على وشك ان يزعزع ذلك الهدوء لولا وصول بعض القادة العرب للبنان و طرح مبادرتهم على الدولة اللبنانية, و يشير في خطابهِ انه سينتظر عما ستسفر عنها من نتائج , اي انهُ لن يتنازل من تأزيم الوضع ثانيةً و انه أجل الأزمة لأشعار أخر.
النقطة الثالثة التي اطلقها السيد نصرالله , مسألة اتهامهِ لأسرائيل بقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري و انهُ سيقدم دلائل حسيّة تؤشر على ا ن اسرائيل هي التي اغتالت الرئيس الحريري كما سمعنا منهُ انها دلائل حسيّة , اي ليست ثبوتية , وهنا يأتي امر اخر يحسب ضد السيد نصرالله وهو لماذا استخدم هذا الدليل الحسي اعلاميا و لم يقدمهُ للدولة اللبنانية عبر القنوات الحكومية كي تستفاد منها الحكومة و بدورها ترفعا للمحكمة الدولية ؟ , و لماذا يريد ان يتصرف كأن يكون هو جهة مستقلة عن الحكومة أو فوق شرعيتها و مؤسساتها ؟ و في هذه الحالة اذ ا ما حصلت الجهات الرسمية اللبنانية على تلك المستندات التي وعد بكشفها في خطابهِ القادم و ارسلتها للمحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في مقتل الشهيد رفيق الحريري و تطلّب الأمر ان يحضر شهود من حزب الله للمحكمة الدولية للتحقيق في تلك المستندات , فهل سيقبل السيد نصرالله بحضور الشهود؟ خاصة ان الأمر يتعلق بأثباتات حسية تحتاج للتحقيق بها و مناقشتها.
حتى خطابهِ القادم ننتظر تلك الأثباتات الحسية , من يدري ربما حجرة عمياء تصيب هدف غير مرئي و يرتاح الشهيد الحريري بتربتهِ و لبنان ينهض من غفلتهِ .
التعليقات (0)