ثلاث بنات وثلاث شباب ...في خيمة في الصحراء..!!!!
في لليلة من ليالي الشتاء.... فيها البرد قارص ...وجاف ..فبرد الصحراء ينخر العظم ...جلس خالد مع زميليه سعود ونايف ..في خيمتهم الصغير ذات العمود
الواحد ..برواق لا يحميهم من لفيح ذالك البرد ..ولكن هم من اختاروا هذه الأجواء
بمحض إرادتهم ..!!!!
فقد كان يجمع هؤلاء الثلاثة حب الصحراء .. وعشق الصعب .. والتلذذ بها كذكريات
جميلة .. فقد بدأت الرحلة بذكريات عن رحلات سابقة .. خرجوا بها مع زملاء آخرين
في سنوات سابقة .. ولان خالد يعشق الصحراء ألي النخاع .. فأصوله تعود إليها عاش بها
أجداده .. وكان يسمع قصص معاناتهم من أبية وجلسائه ..فقد كان كثيرا ما
يحلم لو انة عاش في تلك الحقب الزمنية ..التي يقاس بها الرجال بالرجولة والفروسية
وليس كما هو ألان ..؟؟؟ طغت المظاهر على المخابر..!!!
كان الثلاثة يتسامرون والنار هي الدفء والضوء في نفس الوقت في تلك الخيمة يعكس نورها أشباه أشباح يلتفون حولها ...كان سعود ونايف يعلمون ويقرون بان
خالد رجل من طراز متميز ..فقد كان لمجالسته أبية وجدة التأثير الكبير علية حتى
أصبح يفوق سنة كثيرا خبرة ومعرفة ..وقوة تحمل مع أيمانا بالله قوي وعميق ..فهو لا يترك الصلاة أطلاقا ..ويحرص على إقامتها في وقتها .. على ان تلك ألمرحلة من العمر كان يغلب عليها التساهل عند الشباب في كل شيء..
خرج سعود من الخيمة ليحضر بعض الحطب لنارهم التي بداء عليها أنها أحست هي أيضا بذلك البرد وأثرت الانتحار على المقاومة ..لاحظ سعود ان هناك مركبة بعيدة عنهم متوقفة ..أنوارها مشتعلة ..والأنوار التحذيرية في المركبة تعمل ..من ما يدل على ان هناك خطبا ما حدث لها ...دخل سعود للخيمة يدعو خالد ونايف ليشاهدوا معه المنظر ....فلما خرجوا جميعا ..قال نايف هل تضنون أنها متعطلة ..قال سعود هذا جائز.. قال خالد بل هو ذلك بعينة ..لان في النهار لم يكن في تلك المنطقة احد وكذلك تلك المنطقة بالذات لا يمكن لأحد ان يجعلها مكان للمبيت أو حتى محاولة ذلك أنها رملية وليس بها ما يميزها ...!!
قال خالد لصاحبيه سأذهب لاستطلع الأمر ..ولن اخذ مركبتنا حتى لا أقع بنفس المأزق فانا متا كد ان عجلات تلك المركبة انغرست في الرمال وأصحابها في مأزق ويجوز ان يكون واحدا فيجب ان نساعده .....
اخذ خالد إحدى الفراء وذهب ماشيا ..في ذلك البرد ..يسلي نفسه بقراه جهرية لآيات من القران الكريم ..بصوت جميل فهو يحسن "التغني مع التلاوة "وكان الله سبحانه طوأ له الأرض فلم يحس بنفسه إلا وهو على مقربة من المركبة ..قرب منها وهو يرفع صوته تحية لمن عندها ..ولكن لا مجيب فالسيارة لا تعمل ولكن الأنوار مشتعلة
ولا مجيب ..؟؟؟
وحين وصل وجد مفاجأة لم تكن تخطر على بال ..!!!إنهن ثلاث بنات أحلى ما خلق الله من حواء ..بكامل زينتهن ..والملابس الغربية التي على أخر صيحة في الموضة وهن في المركبة خائفات مرعوبات ...وصوت المذياع في السيارة يصدح بالقران الكريم ...!!يا سبحان الله كيف ان الإنسان غالبا ما يذكر الله إلا في المحن ..!!فهن كذلك لم يجدا ما يخفف عنهن خوفهن الا آيات من القران يسمعنها ويدعون الله ....(والتقى تالي القران..مع سامعيه ) ..وكان ذالك احد العوامل التي خففت مفاجأة ألقاء ...وتدبير الخالق سبحانه ...
قرب خالد من النافذة وطرق عليها بعد ان فك لثامه ..فكان ذو وجه صبوح جميل لا يدعوك ان تخافه .. فتحت أحداهن الباب ..من مما جعل الضوء الداخلي يذوب ويتلاشى مع نور وجوههن ..ورائحة العطور تفوح كأنها جلبت من باريس ألان ليميزها حقا هذا الذي رائحته كلها حطب "وهي على كل حال ليست سيئة"ولكنها عطر البر وتغنى بها الشعار ..
قال خالد / السلام عليكم
قالت أحداهن/وعليكم السلام
خالد / ما المشكلة ولماذا انتن وحدكن
قالت /نحن ذاهبات ألي مخيم أهلنا ولكن السائق أدخلنا هنا وهي منطقة رملية وها أنت ترى السيارة عجلاتها مغروسة في الرمال ..وهو ذهب مرعوبا على رجليه لعلة يجد المخيم أو يجد مساعدة
خالد/ في أي اتجاه ذهب
قالت / من هنا ..وأشارت ألي الجنوب
خالد/ يا حول الله لن يجد هناك شيء أنها مقطعة ..
لف خالد على السيارة وجد أنها جد منغرسة في الرمال ..وما زاد الطين بله ..ان البنات تركوا الأنوار مشتعلة ومحرك السيارة لا يعمل ..!!!!
خالد / تسمحون لي ان أجرب إدارة محرك السيارة أني أظن أنة لن يعمل فالضوء الأمامي بداء يخفت " وفعلا صدق حدسه"..
خالد / اسمعن أخواتي ...أنا خالد ..وانت أخواتي ولا أكون واضح معكن ان لا فائدة من الجلوس هنا ..لا السيارة ستخرج ..ولا السائق سيعود ..وليس هنا إرسال للهاتف المحمول ..وأنا اقترح والأمر لكن ان نذهب سويا ألي خيمتي أنا وزميلي حتى الصباح ..وأعاهدكن بالله أنكن أخواتنا وأننا نخاف الله ولن يكون لكم إلا كل خير ان شاء الله ...
كان خالد يتحدث وعيناه تترامى في محتويات السيارة وكأنة مقبل على شرائها ...!!!وان ليس بها أحلى ما خلق الله من بنات بملابس تصلح للخروج ألي جادة الشانز ليزيه في باريس وليس هذه الصحراء الخاوية ..ورائحة العطور القاتلة ...على ان خالد كثيرا ما كان يقول "وهو كذلك " لزملائه وأصدقائه انه ينطبق على قول المصطفى صلى الله علية وسلم (حبب لي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة ....أو كما قال علية السلام(.
البنات كن ينظرن إلية ..بعمق وإعجاب وصل منتهاه ..حتى أني بهن
يقولن الحمد لله على هذا المأزق الذي جاء بهذا النبيل ليكون هو فارس أحلامي "كل واحدة على حدة طبعا "
قالت التي تجلس بجانبه على الكرسي الأمامي ..للبنات ما رأيكن .."...؟؟؟ على انهوا اتضح لخالد صاحب الفراسة ..أنها هي القائدة وصاحبة المشورة ...."قالوا البنات إلى تشوفينه ..؟؟ قالت هي يله كل واحدة تأخذ الجاكت وأغراضها ويله ....قال خالد ما هي أغراض ..!!شناطنا ..وشنطة الماكياج..,و..قال خالد لحظة لو سمحتي ...أولا نحن لسنا ذاهبين إلى الدسكو ..ثانيا الطريق طويل ..ثالثا لهيب النار سيسيح ماكياجكن أذا صرنا في الخيمة ارجوا ان تفرقي بين المأزق والنزهة ...هناك شرط لازم تسمعوه وتعوه ..من ألان أنا من يقول وانتم عليكم التنفيذ فقط ...كل واحدة تأخذ أغراض الوقاية من البرد ولا شيء أخر " وبنبرة حادة قال فهمتم " ....أصبن برعب جميل يا الله ..هذه الرجولة ولا فلا ..لم نسمح احد يحاكينا بتلك الحدة من قبل ..نحن نأمر فنطاع ..(شغفهن خالد إعجابا ..إلى ابعد الحدود(...
قال خالد ما سمائكم قالت التي بجانبه / أنا نوف بنت فلان ابن....قاطعها خالد "يكفي ...يكفي اسمك الأول أنا ما ني موظف في الأحوال المدنية اسمك الأول فقط..".وكان خالد لا يود ان يختلف مسار طريقة التعامل بينة و بينهن بتباهي بالأنساب .."
قالت نوف بخجل / أنا نوف وهذه أختي هند وهذي ابنة عمي سارة ...وارجوا ان تخوفني بكلامك الحاد الله يرضى عليك قل ما تريد وأنا افعل....
قال خالد / توكلنا على الله ..وقال لسارة التي كان ينقصها لباس يقيها من البرد كبقية البنات ...البسي هذا الرداء (فروه) كان يلبسها وهي من صوف وفراء الغنم يلبسها البدو في العادة....
أخذتها سارة وهي على خجل وقالت / ولكن أنت ماذا تلبس
خالد / لا عليك أنا متعود ..
لبستها سارة وكان الله البسها عشق خالد من تلك ألحظة ..انه فعلا فارس أحلامها ..أحبته ..نعم بكل جوارحها عشقته ...راحة الحطب في هذا المعطف أطيب عندها من أحلى عطور الدنيا ..شكله الجميل بملامح النبلاء ..وكبرياء العظماء ..وحياء مع شهامة ..وقدرة مع تواضع ..يا الهي انه ليس كمثل الناس ..ولقائي بة ليس مثله لقاء ..ما هذا القدر ....
قطع خالد هذا الهيام بقولة ..توكلنا على الله من هنا ..وسار الأربعة وكان خالد يسير في الأمام اقتداء بموسى علي السلام حينما جعل الجاريتين يسيرن خلفه على انه لا يعرف الطريق ....وفعلة خالد مستحضرا ذالك المثال النبوي العظيم وهو الذي يعرف الطريق ...واخذ خالد يقرءا القران بصوت مسموع وعذوبة أنست كل الفتيات ما سمعهن من أغاني وطرب طوال حياتهن .. وخاصة سارة التي كانت بداخلها دائما ..نداء الإيمان ..يفيق ويخو ..من وقت ألي وقت ...ان حلاوة القران وجمال صوت خالد .. جعلهم يعيشون دفئ وروحانية غريبة ..لا يوجد صوت ألا صوت هذا الشادي بآيات الله في هذه الصحراء ..هذا الذي كل واحدة تنظر إلية بكل إعجاب ..استحضرن ما فآتهن في السابق من القرب إلى الله ..خشعت قلوبهن ..دمعت أعينهن ..أحسن بالسكينة والطمأنينة ..أكثر من لو أنهن كن في أحضان أمهاتهن ..
وصل الجميع ألي الخيمة .. وهناك صاح خالد للشباب ..وخرج الشباب غير مصدقين أعينهم ..بل ملئ الخوف قلوبهم .. من تلك البنات الأتي مع خالد ..لابد أنهن من الجن ..معقولة .. دخل الجميع الخيمة وأشار خالد ألي البنات بالجلوس متجاورات عند النار وقال لنايف ..نريد شيئا دافئ نشربه ..نظر نايف وسعود إلى البنات ..وقد عكست النار عليهن ضوء جميل يفوق لو ان اكبر مخرجي العالم أراد ان يخرج صورة جميلة لأحلى بنات ارض ..الشعر سبغ علية ضوء النار لون قرمزي رائع..عيون وقد خط الكحل عليها ليحدد مواطن الجمال فيها .. شفاه ذابلة لا تحتاج الي ما يزينها ..القوام كل واحدة تعبر عن نوع من القوام اتعب الشعراء وصفة..كل هذا ونايف وسعود لم يتحركا بعد ..
خالد بحدة القائد /نايف أعطنا الشاي .. سعود هات حطب من الخارج وتعالوا .. نخبركم القصة .. اعلم أنكم مصدومين ..
انتظروا تكملة القصة قريبا ..
أخوكم أبو فيصل ..
التعليقات (0)