مواضيع اليوم

ثلاثة مواقف .. 1

نزار النهري

2011-08-13 23:36:40

0

الموقف الاول
المكان العراق
السنة:1989
في احد الشوارع في العاصمة العراقية بغداد وفي وضح النهار وبينما كنت اسير مع احد الاصدقاء، توقفت على الجانب الاخر من الطريق، سيارة بيضاء بدفع رباعي، ترجل منها رجلان يتجاوز طول الواحد منهم المترين، يبدو انهما من قوات الامن، ولو ان احدا لا يستطيع ان يعرف هويتهما، توجهوا نحو احدى السيدات التي كانت تسير على الرصيف، وامروها بالصعود معهم، فرفضت وبدات تصرخ طالبة النجدة من الناس، ولم يتقدم اي من البشر لنجدتها، خوفا على ارواحهم، واقتادوها واصعدوها السيارة، ورحلوا. لم اشعر بذلة في حياتي بقدر ماشعرته في ذلك اليوم. مجموعة من الرعاع تسيطر على العراق بهذا الشكل المخيف، لا احد يستطيع ان يتكلم معهم، فمن يدخل دائرة المخابرات لا يخرج منها الا الى القبر او مجنونا.
الموقف الثاني
المكان تونس
السنة: 1995
كنت مع مجموعة من الاصدقاء نجلس في احدى المقاهي. صاحب المطعم كان مصريا صعيديا، حضر بنفسه لتقديم الخدمة لنا، عندما عرف اننا عراقيين، وبعد ان وصل وقت الدفع، رفض اخذ اي مقابل، وقال بالحرف الواحد، فضل العراق علي كبير، ولولا العراق لما كنت، لقد بنيت عمارتين من اموال العراق، وهذا المطعم ايضا، وانا ارفض اخذ اي مبلغ من اي عراقي اضيفه في مطعمي، ولم ياخذ المبلغ رغم اصرارنا الشديد على الدفع، وحلف بالطلاق على ذلك، لقد اخجلنا كثيرا بكرمه وضيافته. هذا من المواقف التي لا انساها ابدا، وامثال هذا الرجل قليلين جدا.
الموقف الثالث
المكان المانيا
الزمان: 2009
افتتح قبل ايام اكبر سوق للالكترونيات والاجهزة المنزلية في اوربا، عند الافتتاح، هناك عروض مغرية جدا، تصل نسبة التخفيض فيها الى اكثر من النصف احيانا، وقد يحصل الشخص على عروض وخدمات مجانية كثيرة، لذلك يتجمع الناس بكثافة لزيارة هذه الاسواق عند الافتتاح، لعدم تفويت فرصة كهذه، ولقد كنت واحدا من مئات الناس الذين تجمعوا امام الباب الرئيس قبل الافتتاح بعدة دقائق. لم تقم قوات الامن بفصل النساء عن الرجال كما يحدث في بلداننا المتخلفة (المؤمنة)، وبرغم كل هذا العدد الهائل من البشر، لم يحدث ان قام احدهم بالتحرش بفتاة او سيدة، او ان تعمد الشباب الى احداث مواجات اصطناعية من التدافع لكي يلتصقون بواسطتها بالفتيات. لقد سار الناس ببطء شديد اثناء الافتتاح، ولم يستغرق الامر اكثر من عشر دقائق حتى اصبح جميع الناس داخل السوق.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !