ثلاثة مواقف .. (5)
الموقف الاول
المكان: العراق
السنة: 1989
جامع من جوامع المسلمين السنة، انتقلت اليه الوهابية، هذا ما لاحظه الناس من اطالة مرتاديه للحاهم وتقصيرهم لثيابهم، وفي يوم من ايام الجمعة، انتشرت سيارات قوات امن السيد الرئيس المؤمن المناضل الصابر صدام حسين مطوقة الجامع، وبعد ان انتهت صلاة الجمعة، عبأت جميع من كانوا في الجامع داخل السيارات واقتادتهم الى المجهول،احد اصدقائي كان من بينهم. الام تبكي والاب ينتحب ولا احد يجرؤ حتى ان يسأل لماذا وكيف . .. بعد عدة شهور جاء الابن ولا احد يعلم ماذا جرى له، الرجل اصبح مجنونا بين عشية وضحاها، فيصرخ بين الحين والاخر، ولم يسلم منه احد حتى والديه، وبقي على هذا الحال ولحد الان انسان بجسد فقط بعد ان كان من العباقرة، فقد كان من العشرة الاوائل على مستوى العراق في البكلوريا، وترك كلية الهندسة قسم الهندسة المعمارية، بعد ان كان من المتفوقين فيها.
الموقف الثاني
المكان: المانيا
السنة: 2001
بدا على جاري السنغالي المسلم ابي بكر الحزن، فلم اره في هذا الموقف قبل هذا، فسألته ما بك يا ابا بكر، ماذا حدث، اجابني بنبرة حزينة، يجب علي ان اغادر هذه البلاد، وتبادر الى ذهني انه ربما، قد حدث له مشكلة مع الحكومة او مع الشرطة او ما الى ذلك، ولكنني اردت ان اقطع الشك باليقين، فبادرته الى السؤال عن السبب، فكانت الصدمة غير المتوقعة، فالسبب كان، امام الجامع الذي يصلي فيه ابو بكر! فلقد اخبره الشيخ، ان وجوده هنا في "بلاد الكفر" غير صحيح! فهناك فقط سببان لا غير لتواجد المسلم في بلاد الكفر، الاول هو كونه تاجر، والثاني هو لنشر الدين الاسلامي، وابو بكر المسكين لم يكن تاجرا ولا ناشرا للاسلام. فمكانه هنا حرام. وعندما فكرت في الامر وجدت ان الشيخ قد وجد لنفسه مخرجا من استمرار بقائه في هذا البلد الكافر! لان غرضه هو نشر الاسلام. بالمناسبة شيخ الجامع كان جزائريا والجامع مقام بتمويل ودعم كامل من المملكة العربية السعودية.
الموقف الثالث
المكان: المانيا
السنة: 2008
في احد ايام الصيف الجميلة، وانا اجلس في شقتي، فاذا بجرس الباب يقرع، شيء غريب، لم انتظر احدا، وليس عندي اي موعد، من يطرق الباب؟ فتجاهلت الجرس، لانه قد يكون من احد موزعي الجرائد او الاعلانات، يطرق على جميع الشقق ليفتح له احدهم الباب الرئيسي، ولكن الجرس ما زال يرن وكانما مجنون هومن يدق وليس بشرا عاديا، فتحت الباب وانتظرت ان يصعد الطارق وطال الانتظار لانني اسكن في احد الطوابق العليا، الى ان تفاجأت باربعة اجساد، بثياب اسلامية بيضاء قصيرة، ولحى عكشة منتفة كانها لحى ماعز مراهق لم يكتمل نضجه بعد، ومن الجهة الاخرى خرج بعض الجيران يتفرجون، بصراحة لقد صعقني المنظر، فبادرني احدهم وقال السلام عليكم، فرددت عليه سلامه، نعم تفضلوا ماذا تريدون؟ هل انت عربي مسلم؟ اجبته: وما دخلك انت؟ انت قل لي ماذا تريد، هل تعرفني؟ اجاب: لا انا لا اعرفك، ولكن من اسمك، توقعت بانك مسلم، ونحن من رجال المسجد هنا، ونريد ان ندعوك للحضور الى المسجد. فاجبته، وهل هذه طريقة حضارية لدعوة الناس؟ يمكنك ان تكتب رسالة وترميها في صندوق البريد، ثم ان الذي يريد ان يحضر سوف يحضر حتى بدون دعوة. على العموم اشكرك على الدعوة، ولكن انا لا املك من الوقت لاضيعه في مسجدكم.
هذا هو الفرق بين حرية العبادة في مجتمعاتنا العربية المسلمة، والمجتمعات الاوربية الكافرة، فعدد الجوامع بازدياد يوما بعد يوم، وحسب تقرير نشر في جريدة فيلت اونلاين Welt online الالمانية، بتاريخ 30 مايو آيار 2007، يوجد حاليا في المانيا 159 مسجدا، وهناك 184 مسجدا مخطط لها في السنوات القادمة. اما دور العبادة والجمعيات والمنتديات الاسلامية فيبلغ عددها حولي 2600. وخلال السنتين الاخيرتين تم بناء 22 مسجدا في كافة انحاء المانيا حسب المركز الاسلامي الالماني. وهنا بعض الصور لبعض المساجد في المانيا:
اول مسجد بني في المانيا في مدينة فونسدورف قرب برلين عام 1915
اقدم مسجد موجود لحد الان في مدينة فيلمسدورف في مقاطعة برلين تاسس سنة 1924
مسجد فضل عمر في هامبورك تاسس سنة 1957
مسجد بلال في آخن تاسس سنة 1964
مسجد المركز في هامبورك تاسس سنة 1977
نموذج لمسجد سندلنج في ميونخ تاسس عام 1989
مسجد ناصر في نورد راين ـ فيست فالين تاسس سنة 2007
مسجد ساليميا في جوتنجن تاسس سنة 2008
التعليقات (0)