المواقف التي انا في صددها اليوم، تختلف عن باقي المواقف التي طرحتها، فهذه المواقف لا تخص زمنا معين عشته، بل هي نماذج حياة تتبع في معظم الدول الاوربية، هذه الدول التي يتهمني البعض بانني عبد لقوانينها، وانا اقول، افتخر ان اكون عبدا لهذه القوانين، وافضل ان اعمل كعامل نظافة هنا على ان اعمل مديرا عاما في احدى الدول العربية التي لا تعرف ما معنى انسان.
الموقف الاول (احترام الذات)
كل شخص الماني يبلغ من العمر 18 عاما فاكثر، له الحق في الانتخابات التالية:
1. انتخابات المجلس البلدي Gemeinderat
2. الانتخابات المحلية Kommunalwahl
3. انتخاب العمدة Bürgermeisterwahl
4. انتخاب رئيس الدائرة Landratswahl
5. انتخاب برلمان المقاطعات Landtagswahl
6. انتخاب البرلمان Bundestagswahl
7. انتخاب البرلمان الاوربي Europawahl
ولاداء هذه الانتخابات على الناخب الالماني زيارة مركز الاقتراع اربع مرات خلال اربع سنوات تقريبا، اي بمعدل مرة في السنة تختلف اوقاتها حسب المقاطعات.
هناك الكثير من الالمان ليس لهم علم بالسياسة ولا يهمه ان فاز هذا الحزب او ذاك، ولكن مع هذا يذهب الى المركز للادلاء بصوته حتى لو وضع ورقة فارغة في الصندوق، هذا هو احترام الذات، احترام المبادئ التي اقيمت عليها دولة المانيا.
الموقف الثاني (احترام العملة)
ربما تجد رجلا (شيك) ومحترم جدا، يقف امامك ليدفع ما اشتراه، قد يكون المبلغ كم مئة يورو، يدفع المبلغ وينتظر ان تعيد له البائعة الباقي، وقد يكون سنتا او كم سنت، قد نضحك عليه، ونقول عنه "بخيل"، ولكن عندما نعرف لماذا فعل ذلك، سوف نضحك على انفسنا، بضعة سنتات لا تعني شيء، وربما لا تجد شيئا هنا قيمته سنتا، ولكنه اذا احتقر هذا السنت سوف يحتقر عملته، ويحتقر اقتصاده، يسمي البعض هذا السنت (سنت الحظ).
الموقف الثالث (شعور بالمسؤولية)
قد تسير في شارع نظيف جدا، وتجد شخصا غير مهذب، يرمي اوساخا في الشارع، لكنك لا تتدخل خوفا من ان تلقى ما لايرضيك، وكانك انت المذنب وليس هو! نفس الموقف قد يتكرر في القطار او الحافلة، ولكن بشكل آخر، شخص يجلس على الكرسي ويضع حذائه على الكرسي المقابل، الناس هنا لا يسكتون، ويقومون على الفور بنهر المخالف، الذي يخجل على الفور من فعلته ويعتذر ويصحح خطأه.
التعليقات (0)