الموقف الاول
المكان: العراق
السنة: 1994/ 1995
حجزت مع اثنين من الاصدقاء ثلاث تذاكر لحضور حفل رأس السنة الذي سيقام في فندق ميرديان في بغداد للمطرب العراقي علي محمود العيساوي، بصراحة لم نجد حجزا غيره، لان جميع الحجوز نفذت الا هذا، فقلنا لنفسنا، ان نقضي الليلة هناك افضل من لا شيء، دخلنا المكان وفوجئنا بمائدة كبيرة جدا مليئة بكافة انواع السلطات والكرزات والمزات، فقلت لنادل المطعم: نحن لم نطلب شيء، فاجابني: هذا اجباري! سواء طلبتوه ام لم تطلبوه ام لا سوف تدفعون ثمنه! بدأت الحفلة بمطربين لم اسمعهم في حياتي، فقلنا هذا شيء طبيعي فالمطرب الكبيرهو آخر من يغني في الحفل، مضت ساعة واثنتين وثلاث، ولم نر للعيساوي اي اثر. وفجأة راينا طلته البهية، وهو يسلم على بعض الحضور ويتحدث معهم، وبعدها اختفى كانه فص ملح وذاب. وبعد قليل فوجئنا وفوجئ الجميع بان الموسيقى قد سكتت! ماذا؟ الحفلة انتهت! اين العيساوي؟ فقلت لاصدقائي الان ينطبق علينا المثل "رضينا بالبين، والبين ما رضا بينا"، هم الناس بالخروج ولم يتكلم منهم احد وكانما شيئا لم يكن ولكنهم لم يتوقفوا عن الهمس فيما بينهم، فازداد غضبي، وفي لحظة .. وبدون ان اشعر، صحت : هذا ضحك على الناس! فلم ار الا والقاعة فارغة وعم الهدوء المكان، وتقدم الينا اثنان طول وعرض كما يقولون، فتكلم معي احدهم ودار بيننا الحديث التالي:
ـ ماذا تقصد؟
ـــ اقصد، اين العيساوي، لقد اشترينا التذاكر ولم ياتي المطرب، ماذا تسمي هذا؟
ـ الم تر العيساوي؟
ـــ نعم رأيته يتكلم مع بعض الجمهور
ـ اذن لماذا تقول لم ياتي؟
ـــ ابتسمت، وقلت، انا اتيت لاسمع العيساوي وليس لارى سحنته.
ـ لقد اتصل الاستاذ ـ يعني به عدي صدام حسين ـ من فندق المنصور ميليا، وطلب منه الحضور ليغني هناك فاعتذر عن الحفل.
ـــ لماذا لم تقولوا هذا من الاول؟ لقد استمتعنا كثيرا بالحفل، سنة حلوة سعيدة ونراكم العام القادم.
الموقف الثاني
المكان: فرنسا
السنة: 1999
وانا في احد قطارات مترو الانفاق في باريس، صعد رجل يحمل بيده الة موسيقية وبدأ يعزف قطعة موسيقية، كان عزفا عاديا.. بعد ان انتهى من العزف .. خلع قبعته مارا على الركاب وهو يبتسم، دفع له من دفع ووقف هو جانبا. وبعدها بلحظات .. صعد رجل آخر، يحمل كمانا، وبمجرد ان سار القطار .. بدأ يعزف .. وكان عزفه اكثر من رائع .. فلقد اطرب جميع من جلس هناك، فصفق له الجميع بحرارة بعد ان انهى مقطوعته الموسيقية. واخرجوا له النقود .. ولكني فوجئت بان الشخص الذي عزف اولا، لم يزل موجودا.. وكان يسمع العزف .. فاخذ جميع ماكان بقبعته من نقود واعطاه للعازف الجديد.
متحف اللوفر في باريس
الموقف الثالث
المكان: المانيا
السنة: 2007
كنت مسافرا في القطار، جلس امامي رجل اسمر، شعره مجعد، حواجبه ثخينة، انفه كبير، تعلوه شامة كبيرة، وجلست بجانبه فتاة، واضح من لهجتها، انها المانية، ودار بينهم حديث طول الطريق، ولكنني لم انتبه لمعظمه، لانني كنت مشغولا بقراءة احد الكتب، من بين الحديث الذي دار علمت انه مصري، ولقد اثار انتباهي هذه المقتطفات من كلامه، مصر هي اكبر واغنى وافضل الدول العربية، نحن اقدم بلد في العالم، الناس في مصر تتكلم اللغة العربية الفصحى، ولا توجد دولة عربية غير مصر تتكلم اللغة العربية الفصحى.
التعليقات (0)