مواضيع اليوم

ثلاثة ألاف وخمسمائة قتيل على الأرض وتحت الأنقاض ينتظرون أن تصلهم الدعوة لحضور الحفل الختامي لعِرس ال

محمد عابدين

2009-01-20 19:05:51

0

 

 

ثلاثة ألاف وخمسمائة قتيل على الأرض وتحت الأنقاض ينتظرون أن تصلهم الدعوة لحضور الحفل الختامي لعِرس النصر

 

رغم إنه

لاخير في حسن الجسوم .. إن لم يزنها عقول

 

إلا إنه

تم بحمد الله

 

زفاف إنتصار حماس إلى العالم الإسلامي العربي

فبالرفاء والبنين

 

بدأت مراسم الفرح والزفاف بخطب نارية تلهب حماس ذوي الجسوم .. لتبدأ بعد ذلك إجراءات الزفاف على أرض الواقع ، أرض غزة حيث الدمار والخراب الذي تراه أينما وليت وجهك ، تأخذ شكلها المألوف ويتجه العريس في نهاية الحفل الختامي لعِرسه وسط هتاف المدعوين ليأخذ بيد عروسه وتبدأ الزفة .. ويبدأ معها الحضور بالهتاف والتهليل لهذا العِرس ، والمتوافدون من كل حدب وصوب يبحثون عن موقع لقدم فيما بين ما هو متوفر ومتبقي من بقايا وأطلال ، بقايا تدمير ألة الدمار الصهيونية ، كما وهناك أيضا ً خمسون الف شخص مشرد ويزيد يواكبون الحدث ويسيرون مع موكب الزفاف لأخذ نصيبهم مما  ُيقدم على موائد العرس من جثامين ألاف الضحايا والجرحى وأطلال البيوت والدور المهدمة ، ثلاثة ألاف وخمسمائة قتيل على الأرض وتحت الأنقاض ينتظرون أن تصلهم الدعوة لحضور الحفل الختامي لهذا النصر المبين وتناول كؤوس الدم المنهمر من أجساد أهليهم ، صحافة وإذاعة وتلفزيون ، محللين ومراقبين ومندوبين ومراسلين ، كاميرات تلفزيونية وفوتوغرافية موزعة في كل مكان بالحفل الكل يتسابق ويتسلق جماجم القتلى وأجساد الجرحى لتلتقط صور العريس مع عروسه وأحاديثه  ، وميكروفونات تنعق بالتهنئة والدعوات والتشكرات ، كما كانت تنعق بالتهديدات والتحريضات والوعيد ، رايات وأعلام وبيارق النصر ترفرف هنا وتهفهف هناك  .

هكذا صوروا لنا إنتصار حماس المزعوم على القوة الغاشمة منذ أول يوم لعمليات القتال .. وهكذا صدقنهم بعدما قالوا إنهم سيزلزلون الأرض من تحت أقدام الصهاينة ، وصرحوا وصرخوا وهددوا وتوعدوا وحرضوا .. فجأة وبسابق إنذار لم يلتفتوا له .. كذبهم الواقع المرير فكذبهم العالم أجمع .. بما لايدعو مجالا ً للشك لدى الجميع بأن الحياة الإنسانية عندهم لا قيمة لها ولا وزن ..  لهذا السبب لم يتحرك المجتمع العالمي إلا بعد أن إستوحشت الفاجعة قلوبهم قبل عيونهم التي تلقت صور الضحايا من الأطفال والأبرياء ، وإلتقطت أذانهم صرخات الإستغاثة ونداء الرجاء من رب العالمين بالنجاة .. وكأنهم قالوا في أنفسهم كيف لنا أن نحترم دماء لم تصونها أصحابها وقادتهم ، كيف نحترم من ينتشي بالجثث وخسران البشر والوطن ويلوح بجثامينهم أمام العالم ويستعرض الدمار الذي ألم به ، ويأبى أن يعترف ، بل ويكابر مدعيا ً الفوز ببقاء القادة أحياء يرزقون .. نعم إنهم أحياء في كامل وتمام الصحة والعافية وسيرزقون من تبرعات الشعوب .

هذا هو إنتصارهم الحقيقي .. بقاء القادة على قيد الحياة .. يعتلون كراسى السلطة .. ومنابر الكلمة .. حتى ولو ذهبت شعوبهم جميعا ً للجحيم .. وإلا فما فائدة الشعوب

 

أعلم أن

يوم العدل على الظالم .. أشد .. من يوم الجور على المظلوم

لكن بات هنالك سؤال مُعلق بالحلق يجب أن يقال مهما كانت العواقب

ُترى من الجاني الحقيقي في جريمة إغتيال غزة ؟؟

هذا السؤال يحتاج منا حضور حفل الزفاف لنتعرف على الجاني .. هذا  لو كنا نرى بعيون الأحياء ، ونحس بقلوب الثكالى والأيامى والأيتام .. لو كنا نعترف بالإنسانية وقيم الحياة كحياة !!!

فكم منا من أصحاب القلوب  يجرؤ على حضور حفل زفاف إنتصار حماس إلى الأمة الإسلامية  ويشرب من كؤس الدم ويأكل من لحم الشواء البشري لأبنائنا وينادم الجثامين ويجالس الجثث على أطلال الدور والمنازل ؟؟

سؤال مطلوب الإجابة عليه على وجه السرعة من خير أمة أخرجت للناس .

محمد عابدين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !