ثقوب الغياب في الذاكرة المهشمة..

 من الامور التي افرزها تحول التعامل مع الشبكة العنكبوتية الى مستوى الحاجة اليومية الاساسية ...ذلك الاثر الواضح والبالغ الاهمية في اعادة تشكيل الكثير من المفاهيم والمتعودات  في طرق التعامل مع المعلومة والتعاطي البنائي المعرفي مع الاساليب المتبعة في تكوين الرأي العام وايجاد نمط جديد من العلاقات الانسانية ..

فالانترنيت بالاضافة لكونه ذلك الوسط المؤثر جدا في منظومة  نقل المعارف والرؤى ..فانه ساهم في نشوء ظاهرة ثقافية مهمة ومتنامية هي حركة التدوين..تلك الثورة الادبية التي استطاعت وبفترة قياسية من تخليق بيئة فكرية اقرب الى الفضاء المعرفي الاجتماعي المفتوح  من خلال تكوين اتصال مباشر ما بين الكاتب والمتلقي وتوطيدها تفاعليا وتبادليا من خلال تقنيات التعقيبات والردود..

فالمدونات.. كظاهرة ثقافية إبداعية متميزة بالجدة والريادة ..لها الفضل في نشوء حركة تحطيم التقاليد البالية للاعلام الحكومي الموجه والمسيس والمناهض لتطلعات الجماهير..وفي اطلاق كوكبة من الكتاب - لاسيما لمن يتعامل مع التدوين  بالجدية اللازمة ويمنحها الاهتمام اللائق  - الذين قدر لهم ان يكونوا في طليعة مسيرة التنوير والتحديث العربية وفي موقع الصدى والتلقي والدريئة التي تتكسر عليها نصال الاجهزة التضليلية الرسمية المذعورة من تنامي دور الكتابة الحرة الملتزمة..

فبالرغم من ان الكثير من المدونات بحكم طبيعتها الشفافة والحرة اتاحت المجال والفرصة للبعض من التقول الذي لا يمكن اطلاق صفة الكتابة عليه تحت اي من المقاييس تدنيا..ولكنها بالمقابل دفعت الى الوجود نخبة من الاقلام الفخمة والمتمكنة من الكتابة الذين يجمعون ما بين الخبرة العملية المتميزة والحس الانساني المرهف والمتمتعين بيقظة الملاحظة ودقة الوصف وصدق التصوير..والمحملين بغزارة الامتدادات السخية الفكر والتجارب الروحية..

وليس من قبيل المبالغة لو اشدنا بالمستوى الراقي والغني والمتفرد لكتاب مدوناتنا العزيزة – وقرائها الكرام - والذين يعود لهم الفضل الاول في المكانة العالية التي تبوأتها مدونات ايلاف ضمن منظومة التدوين العربية..والذين لهم من المهارة وطول الباع والتمكن ما يؤهلهم للنشر – ومنهم من هم كذلك فعلا - في ارقى المواقع والصحف الفكرية والادبية والسياسية..

ولكون اقتحام اي موضوع يجب ان يكون له ما يبرره ويسوغه..فلقد كانت هذه الكلمات ناتجة عن الالم الذي سببه ابتعاد بعض الاسماء المهمة والاقلام المتميزة من النشر في الموقع وغياب كتاباتهم عن صفحات المدونات لفترة لم نكن نتوقع ان تكون بهذا الطول..ولا نتمنى لها ان تكون اطول.. وان كنا نتفهم ان بعض النفوس قد تكون مشغولة ببعض ما يمكن ان يشكل  عازل زائف بينها وبين خيارها الوجودي في الكتابة..ولكننا نأمل ان لا يكون ابتعادهم عن التدوين ناتج عن بعض الممارسات التي تخصص بها المموهون من ذوي الاسماء المتعددة  في افشاء العناد والتباغض والمشاكلة والمخالفة في الرأي تعمدا ..وتسقط الاخطاء ..وتأول الكلام على غير معناه. ونشفق على انفسنا ان كان عزوفهم قرفا وتقززا من هجمات المغرقين بالمنقول الذين ما دخلوا مدونات الا افسدوها..فان وصول طلائع غزو الاعلانات التجارية قد يجرفنا جميعا معهم الى الغياب..

نريد من هذه الكلمات ان تكون رسالة منا الى اخوتنا في القلم وكدعوة الى الاياب الى مواقعهم واهلهم ..فقلوبنا مشرعة بالمحبة الى اتفاقاتنا واختلافاتنا وحتى ملاماتنا وليعذرني من لم اذكر اسمه وليعينوني على انفسهم لاغلاق الثقوب التي حفرها الغياب في الذاكرة المهشمة ..

الاستاذ حامد بن عقيل

الاستاذ خلدون احمد

الاستاذ زكي السالم

الاستاذ رياض الحسيني

الاستاذ خلف علي الخلف

الاستاذ امين مطر

الاستاذ سالم ايوب

الاستاذ علي آل طالب

الاستاذ فيصل عبد الحسن

الاستاذ سعد خيون

السيدة هدى العرضاوي

الاستاذ محمد الكردي

الاستاذ محمد عابدين

د. محمد سعداوي

د. ماجدة غضبان

الاستاذ حيدر البدري

الاستاذ ربيع العاملي

الاستاذ نوئيل عيسى

السيدة رؤى نزار

السيدة منال علي

الاستاذ طالب السنجري

الاستاذ جليل المندلاوي

الاستاذ عبد الحق صفاح

السيدة ازهار رحيم

الاستاذ شيرو بغدادي

السيدة سجا العبدلي

الاستاذ حسن توفيق

الاستاذ احمد حبيب السماوي

الاستاذ علي جبار عطية

السيدة ضحى رؤوف

الاستاذ خليل الفزيع

الاستاذ حسين الحرز

الاستاذ عبدالله العمري

الاستاذ عبد الهادي فنجان الساعدي

الاستاذ رؤوف السامرائي

الاستاذ سيف سيف

الاستاذ محمد حسن العمدة

ووو......

هذه الكلمات يراد لها وتطمح ان تكون ذكر طيب وعطر لزملاء لنا اسعدنا تواجدهم قربنا وتعلمنا منهم الكثير ..ونتمنى ان نقدم لهم بعض ما تكنه المشاعر تجاههم من ألفة واحترام وتقدير..ويا حبذا لو قامت ادارة المدونات الموقرة بارسال رسالة باسم ايلاف الى كل من الاخوة المنقطعين تسأل فيها عنهم وعن غيابهم ..فقد تكون هذه البادرة اكثر قدرة على تطييب خواطر من كان عاتبا منهم ولكي لا يجنح بنا الظن ان تكون بعض الممارسات الادارية قد ساهمت في انكفاء البعض منهم