مواضيع اليوم

ثقافتنا ... وثقافتهم ..

هاشم هاشم

2010-04-24 21:20:10

0

 

 

 

البارحة أتابع برنامج عن القضية الفلسطينية في قناة الجزيرة وركز البرنامج على كلمة للسيد ياسر عرفات قوله ((القدس تبقى عاصمة فلسطين شاء من شاء وأبى ومن أبى))

 

ليصور لغة الخطاب العربي ويعيدها الى عهود الحماسة والفخر ايام العرب الخوالي والمعلقات .في البرنامج استضيف الكثير من المثقفين والمحللين والحقوقيين لابداء رائيهم في الموضوع

.
والكثير من المحللين قالوا عدم جدوى هكذا لغة في التعامل مع ثقافة الغرب, لان الغرب لا يفهم هذه اللغة ويعتبرها تحدي له او تمردا او ماشابه ذلك ,و الغرب له ثقافته الخاصة والتي يجب علينا كعرب أن نفهمها كي نحسن التعامل معهم و أكد احدهم أن المسلمين البوسنة كسبوا قضيتهم من خلال طرحهم السلمي لقضية أنهم مع الحرية ولا يريدون غيرها لكن بدون عنف ,ولو أن الفلسطينيين قالوا نفس الشيء في خطابهم مع الغرب أنهم يريدون الحرية واظهروا صور الجدار الأسمنتي الكبير الذي تحبسهم داخله إسرائيل كما يحبس الطائر في قفص لفهم الغرب هذه اللغة وتعاطي مع هموم العرب والفلسطينيون بشيء من الايجابية
الكاتب والمحلل عبد الباري عطوان الوحيد الذي له رأي مخالف فقد ذكر أن الغرب المسيحي من المنطق إن يتعامل بإيجابية مع مسيحيي الشرق وفلسطين بصورة خاصة لأنهم نفس الديانة والثقافة والمصير .
واللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية كانت ولازلت فيها أكثر من عضو في اللجنة المركزية هو من مسحيي فلسطين وكذلك كان للمطران كابوتشي حضور بارز في المشهد السياسي الفلسطيني والصراع العربي الإسرائيلي لكن الغرب لم يعر اهتمام لهؤلاء وادار لهم ظهر او كما يقال آذن من طين وأخرى من عجين
ناهيك عن كون زوجة السيد ياسر عرفات من أسرة مسيحية  وهو يحضر سنويا ميلا المسيح في بيت لحم ,فماذا كان منهم
,


 ان إسرائيل مثلاً حاصرت لأشهر كنسية المهد وقصفتها وقتلت ونفت من كان فيها مع صمت عالمي وغربي مطبق على جرائم واستهتار إسرائيل اي ان الغرب لايهمه مسلم او مسيحي تضاربت مصلحته مع مصالحهم .واي كلام غير هذا هو نوع من انواع العواطف الساذجة الرخيصة ..

 

قد يتفق البعض مع رأي الأستاذ عبد الباري عطوان وقد يعارضه البعض ويقول إذا أردت أن تخاطب الغير فخاطبهم بمثل ما يفهمون ..

.
هذا الأمر ذكرني بقصة قديمة قرأتها او سمعتها لا اذكر لكني اذكرها جيدا : في ستينيات القرن الماضي في قمة الصراع الغربي الرأسمالي – الشرقي الشيوعي (( الحرب الباردة )) صرح رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي السابق  نيكيتا خروتشييف من على منبر في احد مؤتمرات الحزب قائلا :(( سوف نُقبر العالم الرأسمالي ))


بسرعة البرق تناقلت وسائل الأعلام الخبر وزادت عليه الكثير من توابل ومقبلات الأخبار وملحه , وطبلت لحرب عالمية ثالثة على الأبواب والكثير الكثير حتى جن جنون العالم بأسره وقتها ...


اعتقد أن السوفيت وضحوا عبر قنوات خاصة دبلوماسية ربما الالتباس الوارد في الخبر
ففي الثقافة الروسية أو السوفيتية يستخدمون عبارة نُقبر او قبر الآخرين ليس بمعنى دفعهم إلى الموت أي القبر بل سنسبقهم ونجعلهم خلفنا ..


بعد ان فهم زعماء البيت الأبيض المقصود من المعنى وارتاحت أساريرهم
خرج الرئيس الأمريكي الراحل (( جون كنيدي ))((نشواناً بعد ان كان جف حلقه خوفا ورهبتاً في الايام الماضية )) في مؤتمر صحفي معقبا على خطاب خروتشيف الأخير المثير للجدل قائلا: هل سمعتم بالصحفي السوفيتي الذي يركض خلف أسوار الكرملين ويصيح (( خروتشيف مجنون .. خروتشيف مجنون ...ماذا حصل له ؟؟ استفسر جميع الصحفيون ماذا حصل له ؟
أجاب كنيدي : حكم عليه سنتين لاهانتهِ رئيس الدولة وعشر سنوات أخرى لأنه أذاع سر من أسرار الدولة ....

 

 






التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات