ثقافتنا و العـولمة .. حاليا ؟؟

قد تعرف العولمة لغويا بأنها عملية تهدف وترمي إلى تعميم شيء ما ,سواء كان مــــــنتوجا مـاديا أو خدماتيا , ويعنى بذلك توسيع دائرة انتشاره لتشمل العالم بأسره أما تعريفها الاقتصادي فيقتضي محو وإزالة كل الحــدود أمام التجــــارة وبالتالي تحــريرها من أي قيد . كما يقــصد بها سياسيا جعل العالم تحت نظام حضاري واحد بمعنى أخر أمركة العــــــالم .

وإذ أن العالم هو مفهوم فلسفي يصعب إعطـــاؤه مرادفا محددا فإنه من الخــطإ أن نقول أن المـــــــــقصود به هو كوكب الأرض , لكن الأمر قد يكون صحيحا , ولا يحتاج إلى كل هذا المجـــهود لأنه بكل بـساطة يفهم من السياق العام للتعاريف.

فباعتبار العالم مجرد اسم يطلق على كوكــــب الأرض, وبما أننا نحـــــن العرب على نفس الكوكب فإن هذه العمــــلية المشـار إليها في بداية النص ليسـت بمعزل عنا ولا نحن بمعزل عنها.

ومن الضروري أن نعترف ونقر بأننا معرضون لغزوها , إن لم تكن قد بدأت بالفـــــعل , أنذاك , وعندما تحاول بدء اختراقنا -نحن العرب- سنكون في ورطة حقيقة, لأننا لم نستعد لها كامل الاستعداد .

إن الإشارة بأصابع الاتهام لفئة معينة , وانــــــتظار القدر المحتـوم , يعتبر خطأ فادحا , وغباء كـــــــبيرا من الشـعوب والتي تضع كل لومها على أنظمتها السياسية المتواطئة. يجب أن نكون واقعيين موضـــــوعيين إن ســياسات أنظمتنا وحــكوماتنا لم تكن في الحقتـــــــيقة صائبة إلى حد بعيد , لكن ما العمل ؟

يجب أن نكون واقعيين إن سياسات أنظمتنا وحكوماتنا لم تكن في الحـــــــــــقيقة صائبة إلى حد بعيد , لكن ما العمل ؟

لعل الجواب عن هذا السؤال أصعب بكـــثير من مجرد طرحه فالحديث عن الثقافة العربية , أية ثــقافة؟؟ يأخذنا إلى النداء  من جــديد وطلب تجديد الثقافة العربية الاسلامية وتجديد شيء يقتضي أمرين مهمين :

أولا فهم هذا الشيء فهما شاملا بالنظر في ماضــيه من أجل ربطه بالحاضر نحو هدف يكون في الــــمستقبل .

ثانيا إعادة بنائه وممارسة الحداثة في مقتضياتها حتى يكون ملائما لما هو عليه الحال في العـــصر الحالي .

وتجديد ثقافتنا يتطلب بالتحديد نفس العناصر التي يتطلبها تجديد أي شيء كــــــــيف ما كان , لكن الشـرط المضاف هو أن لا يكون هذا التجديد من طـرف أي كان ,لأن تجديد الثقافة ليس مجرد تجربة يصح فيها النجاح كما يمكن الفــشل ,لذلك وجب أن يـكون التجديد داخليا من طرف العرب المسلمين أنفسهم.