مواضيع اليوم

ثقافتنا الوعظية .. من يعظ من ؟!! 

تركي الأكلبي

2014-08-16 11:45:18

0

ثقافتنا الوعظية .. من يعظ من ؟!! 

الوعظ مفهوم ديني بحت ، يقوم به علماء الدين المتخصصين ، ويعتمد على الاستدلال بالآيات والاحاديث الصحيحة وربط مقاصدها ودلالاتها بمعطيات الواقع بهدف تصحيح مسارات أي اختلالات تطرأ على علاقات المجتمع الإسلامي الدينية والاجتماعية .

إلا أن ما يحدث كمظهر من مظاهر التحول في المجتمع السعودي هو تحول أكثره إلى (وعاظ) سواء في ذلك الشيخ والمسؤول والإعلامي والبرامج الإعلامية الموجهة والكاتب والصحفي والموظف وحتى الأشخاص "العاديين" وكذلك أساليب التعليم و"تبرير" بعض 
القرارات ! 
ويمارس الوعظ والأساليب الوعظية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والمجالس الخاصة ومكاتب الموظفين وحتى على قارعة الطريق !

كل ما تسمعه وتشاهده وتقرأه وتتلقها بالمجمل في مختلف الوسائل الإعلامية والمنبرية يقدم لك كوعظ وبإسلوب وعظي ، ولا غرابة في ذلك فقد تشكل وعي المجتمع خلال العقود الثلاثة الماضية على نوعين من الوعظ : مباشر وهو الوعظ الديني التقليدي وهو كالسيل ينحدر من الأعلى إلى الأسفل ولا يفعل العكس ولذلك فقد فعاليته وتأثيره . وغير مباشر وهو كل تفاعل مع الآخرين بكل الوجوه وسواء كان نقداً أو رأياً أو خطابا (ثقافي أو فكرايا أو ديني ) ، أو كان رسائل تستهدف تشكيل وعي المتلقي وتزييفه . 

إذاً هي ثقافة ترسخت في الوجدان المجتمعي ، ومن المؤكد أن  "الصحوة" التي استطاعت تمرير أهدافها السياسية للعامة في ثياب الوعظ الديني ليست هي من أسس هذه الثقافة ألا أن كثافة وتنوع أشكال المواعظ "الصحوية" وتعدد منابرها كان له الأثر الواضح في استخدام الكل للاسلوب الوعظي ، وتحول أكثر العامة لواعظين وخاصة عبر تقنيات مواقع التواصل الاجتماعي وعلى الأخص تحول خدمة "الواتساب" إلى منبر للوعظ كأحد مظاهر التغيرات الفكرية في المجتمع السعودي وامتلاك الجميع للمعلومة . 

في المجتمع السعودي الكل يعظ الكل وقليل من يعظ نفسه ! ولكنه وعظ أو أسلوب وعظي امتزجت دوافعه ومسوغاته: من التديين للإستقطاب ، إلى تشكيل وصياغة الوعي ، إلى الوصاية ، إلى تعويض فقدان الانتماء والتعبير عن الذات والمشاركة الإيجابية المنتجة . 

لهذا السبب - برأيي - ظلت قضايا ومشكلات الوطن بلا حل ، وظلت المنهجيات العلمية بعيداً عن الممارسة والإنتاج .. 

تركي سليم الأكلبي 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !