يشكو معظمنا من نقص واضح في مفهوم الثقافة النفسية ، بصورة عامة ، او ماهية هذه الثقافة ودورها المهم في حل المشاكل النفسية التي تكمن داخل نفوسنا والتي هي نتيجة واحدة لسلوكياتنا الخاطئة وعدم قدرتنا على التعامل السليم مع مشكلاتنا الفردية والاجتماعية .
حتى اليوم يشعر البعض منا بالخوف عندما يصيبه مرض او اي عارض نفسي طارىء ، ليس خوفاً من هذا العارض بقدر ما هو خوف متأصل من نظرات وتسأولات الناس انفسهم حول نوع وماهية المرض وتحليلهم الذي لا يستند على قاعدة علمية بحتة وتوصلهم الى نتيجة واحدة غير صحيحة وهي انه أصيب بعلارض من عوارض الجنون.
هذا الخوف يدفع البعض الى كتمان سر مرضه مما سينعكس سلباً على صحته النفسية نتيجة استفحال المرض والتأخر المقصود في علاجه .
النفس كالجسد بحاجة الى فحص وتقويم شهري ومستمر من قبل الطبيب المختص او المرشد الاجتماعي لان مايصيب النفس يصيب الجسد ، والناس في الدول المتقدمة يحرصون اشد الحرص على مراعاة صحتهم النفسية باستمرار حتى وان لم يكونوا مرضى، وهذا ان دل انما يدل على مدى وعي وتقدم ثقافتهم النفسية التي يفتقر الكثيرون اليها في العالم العربي.
والثقافة النفسية تعرفنا بصورة عامة على ، علل النفس البشرية من الامراض النفسية ودراسة الاعراض والعلامات المؤشرة لجميع الافات النفسية بالاضافة الى المصطلحات النفسية المتسخدمة في هذا الميدان وكيفية تعامل المعالج النفسي مع كل حالة والعلاجات المستخدمة لهذا الغرض .
ويؤكد علماء النفس ان الثقافة النفسية هي اولى خطوات العلاج النفسي ، ونحن في العالم العربي بحاجة الى ان نثقف انفسنا بتلك الثقافة نتيجة ما يمر بها هذا العالم من صراعات واضطرابات سياسية واجتماعية واسرية تلقي بظلالها الثقيلة على النفس البشرية مما يجعلها فرسية سهلة المنال .
ونتيجة لتأخر الثقافة النفسية في عالمنا العربي يلجأ بعض من يشكون علل نفسية الى المشعوذين والسحرة الذين يصفون بدورهم طرق وعلاجات ما انزل الله بها من سلطان ، تكاد تشبه ما كان يعالج به المرضى النفسيين في اوروبا أبان القرون الوسطى ، حيث كان المريض يتعرض للضرب والركل والشتم اعتقادا منهم ان شيطاناً يسكنه وهو السبب وراء جنونه .
اذن على الجميع ان يعملوا على تثقيف انفسهم من النواحي النفسية وان يقوموا بزيارات شهرية الى الاخصائيين النفسيين من الاطباء والمختصين في علم النفس والتحدث اليهم عن قرب ومعرفة اسرار وامكانيات وطاقات النفس البشرية التي غالباً ماتبدد هباءاً ونعجز عن كيفية استثمارها لصالحنا وصالح المجتمع .
التعليقات (0)