تمهيد
تقديم أو بيان اجتماعي لثقافة المقاولات: تمهيد ثقافة الجودة بحسب Iso و Izo.
I- مفهوم غامض
II- حقل تطبيقي واسع
III- الحقل الذي يشمل أيضا المؤسسة
IV- مصطلح في البدء ذو جذور أمريكية
V- مقاربة منتقدة
VI- الثقافة المؤسساتية من منظور علم النفس الاجتماعي
VII- قراءة تحليلية
I- مفهوم غامض
هناك بداهة تفرض ذي بدء: أن تأويلات الثقافة أحدثت عدة غموضات، كما نتج عنه الكثير من التأويلات الممكنة خلال العقد.
في سنة 1952 A. L.KROEBER و C.KLUCKHOHN في الثقافة: منظومة نقدية من المفاهيم والتعاريف كلها تدور حول هذا السؤال الصعب وهي تحصي المنشورات المتخصصة المكرسة لهذا المجال منذ 1971 (تاريخ ظهور كتاب Primitive culture لمؤلفه TALOR)، أزيد من 300 تعريف مختلف عن الثقافة.
عالموا أصول الأعراق البشرية الأنثروبولوجيين وعلماء الاجتماع وعلماء النفس قد استخدموا المفهوم بطرق مختلفة، الأمر الذي أسهم في عدة دلالات أكثر غموضا، ومما لا شك فيه أن التأويلات المتعددة تعزى أو ترد إلى البعد الكوني للذات الشمولي للمفهوم نفسه والذي هو في نفس الوقت عام وخاص، ومن هنا لا يمكن أن يحصل على تعريف متفق عليه، أيضا ليس هناك اتفاق مشترك فيما يخص تعريفا أو تصورا بسيطا لأنه كيفما كان معناه، الثقافة لا تتطور. الكلمة "الثقافة" مجردة لا تقبل تخصيصا أو تعريفا إجماعيا. هذا الخلط لا يؤخذ في اللغة نفسها ولكن في الاستعراض الدلالي ألا كما هو معروف منذ بداياته.
ثورته تطوره يشهد على عدة تغيرات في الأصل الاسم يستدعي المعالجة المخصصة للأرض، وبالتالي يثبت صحة النشاط الذي يسببه من طرف الرجال هو يعني العلاقات المباشر للأفراد بالأرض وتحديدا الحالات المتعددة الطبيعية، في التوجه الثقافة تقترح قرارا إنسانيا نهائيا وماديا يترجم السلسلة الطويلة الموحدة للحاجات والعمل. الفوائد وطريقة نيلها، وهو يشهد إذا على إرادة إنسانية محضة لطرح محتوى جوهري وترجمته في شكل خارجي معدل ومنشأ من طرف الإنسان. بواسطة الثقافة، الإنسان بتملصه من الطبيعة (لأنه بهذه الوسيلة يظهر شروطه وحالته الخاصة في الواقع الطبيعي)، يخرج سلعه عن طريق عمل إبداعي متواصل الذي بدوره يخلق قرارات ضد الطبيعة التي تصبح "قوة القانون" الإنسان يختبر إذن إحساس المعرفة في كل ما يخص استعمالها، في كل ما يخص المجال ومخلوقاته المحضة.
في القرن 18 موازاة مع مفهوم الحضارة المرتبطة به، عرف مفهوم الثقافة امتدادا في معناه VAUVENARGUES و VOLTAIRE قسموا وظائفه وربطوا به معنى فلسفيا عرف صدى ذو نظرة تفاؤلية ومثالية للبشر، في هذا القبول الحديد، الثقافة قلصت العالم للإنسان وأكدت أسبقية تفوق العقل الإنساني. بهذه الكيفية أنشئ العالم بني ونظم موافقة العقل الإنساني وجهز انفصاله عن الطبيعة: العالم هو نتاج البشر أمر البشر لا ينتمي مطلقا إلى أمر الطبيعة أو الإله، أيضا، "العالم الاجتماعي هو أكيد صنع الإنسان" [G.VICO]. بهذا تميز الثقافة الجهد من أجل إنتاج شكل انطلاقا من شكل أولي معطى حتما الوعي لا يستطيع سوى الرفض لطبيعة جاهزة لأننا لا نأمل إلا لما هو ليس بالجاهز. ما ينقص وجود الغيب هو العقدة. من هذا الرفض السلبي ستتفجر الثقافة. مع ذلك، التعريف الذي من خلاله تكون الثقافة هي ما يضيفه الإنسان إلى الطبيعة يظهر استحالة الفصل بين الاثنين –الثقافة والطبيعة- مادام التعريف يجمعهما إذا كانت الثقافة تستلزم الإبداع إذن الاختلاف سيكون معيارها أيضا، تجديد الثقافة والإنسان يوجهنا إلى الوسائل التي بواسطتها يتجمل البشر، في الوسط الاجتماعي يهذبه، تنتابه بمراقبته، بلغته التي تمنحه التواصل التفكير فيها وإنتاج تصورات عقلانية أو أيديولوجية في نفس الإطار الغموض الذي تكتنفه الثقافة يفضي إلى أنها في حاجة إلى مراقبة الحوافز الشهوات وبالتالي تحديد الاستقلالية، التي تسمح بحرية محضة، عند القاعدة، ملاحظة القانون المسطر الإنسان في هذا النفي من المعطى الداخلي والخارجي يحرث الأرض وبتثقف بعمله: أنه معنى للعالم المحدث في كتابة حياته الخاصة.
في كتاب "نقد العقل الخالص"، Kant يعلن أن "الواقع ما له عيني فعلا لا يتعدى أقل بساطة". الإنسان يدرس هذا المجال الممكن وعن طريق عمليات يقوم بها وتنجح، إنه يثبت تمكنه من الطبيعة وبالتالي انفصاله عن اعتباره، وحتى تعبيره الخاص" الشكل المتراص للطبيعة يضمن للإنسان ذكاءا وتركيبا، بهذه الكيفية الثقافية تحرر منه الاحتمالات الخارجية كل يكتشف حدوده ويتعرف على نفسه وعل فضاءه على هذا النحو، كل من يبدي حدا من التمكن" المثقف والمادي يعتبر مثقفا كما أشار إلى ذلك Hobbes" الثقافة هي ترويض العقول أذواق الثقافة هي مصدر القدرة.
أيضا هي ليس لها نتيجة سوى العمل الإنشائي للإنسان على الطبيعة، ولكن العمل الثابت لتجاوز شخصيته والجهد العقلاني والذاتي لنفسه، إذا كان هذا النشاط يتوقف عند الأفراد فيما بينهم ويهتم بالنظام، (يتغير ذهنية الإنسان أو العقل الإنساني)، يظل في مجمله وفي أساسه وذي طبيعة اجتماعية.
II-حقل تطبيق واسع
الرابط بين فرد حضاري وفرد مثقف تقلص بالنسبة للفرد هو تبني سلوك الذي يبرهن هذا التمكن من النفس من طرف الحكمة العقل الإنسان يستمد أيضا الاحتمالات والواقع الخارجي بعيدا تعريفه للواقع، إنه يميز نفسه عنه ويفصلها عنه عن طريق الثقافة أنه يشهد قدرة عن نقد الذات وعلى التمييز.
هذا التفوق في العقلانية البشرية المتصور القرنين 17 و18 عرف بعض العثرات، خاصة من طرف إثبات أيديولوجية الإنسان الطبيعي، هذا التوجه يقول الإنسان الطبيعي يسترجع فعلا التأثير لأنه كما قال Diderot، الإنسان الطبيعي وجد للقليل من التصور وكثير من الفعل".
مع نشر التقنيات موازيا التكنولوجيا الحديثة، الثقافة أصبحت بسرعة شيئا علميا وعرفت توليدا نظريا جد واسع عن طريق علم الأعراق البشرية بمعنى علم الإنسان، برزت الثقافة كمظهر لدراسة التطبيقات الإنسانية، تفسيرا وبحثا لمعناها الخفي والعميق. أيضا، حسب التوجهات النظرية الحالية، الثقافة عرفت شكلا متنوعا، بالتركيز على الفرد دون الجماعة، ينشر المفهوم في الحقل الاجتماعي أيضا لتسمية عامة ل"الحضارة" و"الإرث الاجتماعي"، استعمال مفهوم "الثقافة"، في هذا المنحى ظهر أولا في انجلترا، ألمانيا في بداية القرن19 وبعد ذلك في فرنسا في القرن 20.
إذن، الثقافة تعطي معنى لقالب المجتمع تلتقي العلاقات الاجتماعية التي تسبب نماذج من النزاعات وتولد ما يسميه علما الانثربولوجيا "القاعدة الشخصية" من جهة أخرى يدخل خلط بين المفهوم المقدم للحضارة والآخر المقدم للثقافة. وهذا المفهوم للشخصية جزء من السؤال لأنه إذا كان هناك تمييز، سيمكن تجليه في العقل الذي يدخل فيه كل من المفهومين. الحضارة أيقظت مظهر جد جامعي، بينما الثقافة هي جد شخصية: هي تعكس مجموعة من العمليات الشخصية التي تنتقل وتبرز حسنات قيم معينة التي تميز مجموعة، جماعة.
تجسيدا للمنحى الإنساني، تشغل الثقافة أكبر موقع في مجتمعنا الحالي التي بصفة عامة تجلت في الفن، الأدب، العلم وتمظهرت في التنظيمات والمؤسسات.
إنها مرجع جد متداول يكتسب مظهرا متحركا في صورة تطورات علمية، تقنية والتي يشهدها عالمنا: ألا نتحدث عن "ثورة ثقافية" أو "انتقال ثقافي"؟.
هذه النظر المختصرة والسريعة للتحركات والمسافات المتقدمة لتطور مفهوم الثقافة تجد اليوم صدى مدويا من طرف علوم التنظيم المكرسة لأنماط التنظيم الإنشائي والوظيفي في (مقاولات سواء كانت صناعي أو خدماتية).
III-حقل يعطي مفهوما موازيا للمقاولة
المقاولة ليست مدخرة من طرف هذه السيطرة الثقافية، إنها تتجلى في المواهب الجديدة والمركزة، الامتياز والخبرات، الإنسان، وحوافزه يصنعونه من خلال الفائدة من أجل المدينة مع تدرجات المقاولة المقيمة مواجهة مع التهميش، المشاكل القطاعية، التنمية المحلية.
في زمن مختصر، رأينا ظهور مختلف المواضيع والمفاهيم الجديدة: مشروع المقاولة، الإدارة المشتركة، الجودة الأخلاق والتي تستند إلى إبداع جديد هو "المقاولة"، من خلال تاريخها وقيمها ومن جهة عامة وتركيبية لثقافتها من الآن فصاعدا، فكرة النزاهة والسؤال حول نواة المقاولة تركز في مساحات غير عادية تسيطر فيها بمجمل الكلام: الاقتصاد، المالية، التقنية، التجارة، الصناعة بين المسؤولية القاطعة الاقتصادية والمسؤولية الإنسانية والاجتماعية. المدراء يتفحصون من الآن فصاعدا أدوارهم، حوافزهم تطبيقاتهم، وقيمهم.
مواجهة مع التعطش والأسئلة المفتوحة والجد معقدة عن سابقاتها في غابر الأزمان، مدراء المقاولات يعيشون بتألم الأوامر المتعلقة بالفعالية التامة عندما استلزمت ثقافتهم الوظيفة تهميش "حالات نواتها" أكثر من ذلك الحواسب، الآلات، علوم المناهج والمعدات التقنية الحديثة بدت تجيز قوانينها الخاصة، النظامية الميكانيكية موازاة مع "علوم الإدارة" التي أعدت الأشخاص.
من هذا الجانب، أصبح ضروريا صقل أنماط الفهم للمقاولة في جوانبها ووظيفتها. التزاما بالتجسيد ل"منحى الإنسان" انظر مقاربات الفلسفة ومدير المقاولة (Castonberger) تحت عنوان: « l’homme moderne et son éducation » 1962). أصبحت الثقافة عنصرا من جواب الأسئلة المتعددة هذا الوضع الجديد مواجهة مع المفهوم المعطي والمكتسب في أوساط التنظيمات المقاولاتية والذي سمح بظهور ثقافة المقاولة.
تقدما مع الزمن اكتشف أن المقاولة في وظيفتها وتحت استقلالية حركية الأشخاص وحركية تقريرات هؤلاء، بدا أن المقاولة أنشأت هذه التقريرات وأعطتها معنى، وجهزت بنياتها زيادة على ذلك "بالتجسيد"، وملكت (المقاولة) روحا ذاتية، من خلال ثقافة خاصة. هذا وبفضل تغير المعنى الاجتماعي والاقتصادي، عرف تطورا مهما، أكثر من هذا بروز أسئلة المفهوم، من خلال مختلف الهموم التي تشكل مصدر قيم الإنسانية وارتهان المسؤوليات، استلزمت اكتشاف من يدير، إنه إعطاء المعنى.
إنه من الأسباب التي من خلالها بحث مدراء المقاولات تطوير منظور المقاولة المهيأة له أي منظور ثقافي أو تثقيفي المقاولة هي فعل الأخذ والعطاء هي فعل الإنسان بامتياز نتبادل ماهو مشقة لقيم أفراد مدينة أو مجتمع ما.
التبادل سوية هو اتخاذ السبيل الجماعي من أجل النجاح وهو مار ب:
• الغاية: المخلف، التناسي، الربح.
• الواقعية: خلية اجتماعية مدمجة داخل وسط كذلك اجتماعي الذي يجب تسخيره وتدبيره وتسييره.
• النموذجية: الوظائف الأدوار، البنيات المكيف لها، العمليات.
بسبب الحاجيات المعقدة المتغيرة، باستمرار للسوق، والوسط المباشر والغير مباشر، الفكرة المتعلقة بالمقاولة تطورت، مرورا بشكل بدائي إلى شكل معقد أي إجمالي ومجمل. حملت هذه المقاربة الجديدة صانعي القرار إلى خلق مناخ، مجال للتواصل جديد حتى الآن. إذن أصبحت حلول المشاكل وأساس الاستراتيجيات تطرح بشكل آخر بالنسبة لكل مقاولة. كيف يمكن إدارة مقاولة بصفة موافقة، ملائمة وجيدة بالنظر إلى مميزاتها؟ كيف يمكن التحكم بالمفهوم في الفعل عن طريق بنيات ووظائف والتي يجب إيجاد وحدتها في المقاولة، في تعدد الفاعلين، في الأنشطة ووسائل التأثير والوقت الممنوح الذي يتناقض عادة؟ كيف يمكن التحكم بنظام المعلومات الملائم والذكي؟ وبالتالي الحل العملي لإدماج تعريف الغايات الإنسانية والوسائل الفعالة والقادرة على الوصول إليها في عدة أبعاد، في بعد ثقافي.
مفتاح كل مسؤولية، الفهم التوجيه، التأثير هم الملفات الثلاثة التي من خلالها ينشأ فن المقاولة، لا تكفي العقلانية وحدها لشرعنة التأثير وإدارته، في مواجهة تعقيد السوق، أنماط التواصل، التسيير الكبير لمعطيات خارجية وداخلية للمقاولة، كل تأثير لكني يكون من الآن فصاعدا متحكما فيه لابد أن يكون مرتبطا بمفهوم، محدد ومعقول، قبل أن يتوغل فيه. لهذا لابد من معرفة هذه الكلمة "مفهوم" التي تمنح نفسها وسائل فكرية وتأثيرية لتطوير وامتلاك مستوى جديد من التحكم في المقاولات البشرية. بيد أن ثقافة المقاولة منحتها أول جواب حقيقي وكامل، موافق وعملياتي، إنها هي التي سمحت بإنشاء تصور المقاولة المواطنة وتكريس تصور ومناهج لجعلها قيد البناء. الإجابة عن الأسئلة الملقاة على عاتق المقاولة، يتطلب استدعاء مستوى جديد لتطور الإدارة، جد معمق، إجمالي مدمج، والذي يوجد في هذا: "ثقافة المقاولة".
التعليقات والعناوين العدة التي ظهرت في هذه الفترة لدى الصحافة المكتوبة قالت: النتيجة الغير مباشرة لتحديث متسارع من Poste إلى مرورا ب EDF، يخشى مليونان من الموظفين ثقافة المقاولة المفروضة باسم المنافسة من طرف Bruxelles (libération, 19 novembre 1992). أو بمناسبة تقديم منتوجات جديدة وتقنيات حديثة جديدة في مجموعات PAS وFIAT، الصحافة عنونت "الفلسفة الجديدة الصناعية والاجتماعي « PEUGOT »، زيادة على ذلك تعليقا صغيرا في ثقافتها "التقليدية" (le monde, 29 octobre 1992).
من المهم إلقاء نظر على مصدر هذا التطور الثقافي المطبق في عالم الأعمال، وأيضا في الكتابات النظرية وفي مقاربته المادية.
IV- مصطلح في البدء ذو جذور أمريكية
لقد غيرت وعرفت ثقافة المقاولة بأنها واجهة جديدة في الولايات المتحدة في بداية الثمانينات، هذا عن طريق العديد من الكتابات والتي أحدثت الشيء الأهم. بداية تم تعريف ثقافة المقاول كوسيلة نجاح وعرفت وكما يلي: "نموذج أساسي للارتقاء لمجموعة معطاة للاكتشافات والإبداعات والتطورات بتعلم كيفية مواجهة المشاكل التكيف الخارجي والاندماج الداخلي، والذين اعتبروا كفاية لاعتبارهما صالحين وبالتالي منهجين للأعضاء الجدد كوسيلة جد صحيحة للإدراك والتفكير موازاة مع المشاكل".
من الواضح جد أن هذا التعريف ليس إجماع الآراء الخاصة بعلماء الاجتماع التنظيمات، مع ذلك يبقى مرجعا يستشعر أنه كسلاح فعال ضد الهموم اليومية للمقاولة، ثقافة المقاولة تخصص لنفسها وسائل تحقيق والتي برزت لتعيد نفسها إلى الأصل، تثبت وتراقب هذه الوسيلة الجديدة للعمل.
V-مقاربة منتقدة
لم تترك ثقافة المقاولة شخصا لقد أثارت في نفس الوقت الانتباه والتعظيم والخشية بإحداث من جهة أخرى نشاطا مركزا ذا طبيعة أساسا للنتائج التي عادة غير متساوية. أيضا، هناك أدب سخر بطريقة إيجابية وغير إيجابية هذا الرأي الجديد، سلسلة من الندوات والملتقيات تعقد هذه الأيام في سبيل تحرير هذا التصور الجديد إلى الحداثة. علاوة على ذلك، هذا الافتتان والإعجاب المفرط، الوضع المعادي استثير من جهته وخاصة في أوربا، في فرنسا. في النهاية، هذه الحيرة يمكن أن تجد تعبيرها في تغليق في قصة مكتوبة خلال الحرب العالمية الثانية في ساعة انحناء القيم الإنسانية.
هذه المساءلة، وهذا المحضر يطرح نقطة أساسي لرد الفعل حول الواقع حول ثقافة المقاولة، الأمثلة المادية التي تستهدف الأنظار وجودها قبل أن تعلن ذلك. يكفي لذلك فحص البنيات التنظيمية للمقاولات والاستناد إلى نصوص داخلية، سواء بالنسبة ل Schneider قبل الحرب العالمية الأولى أو اتفاقية برنامج EDF في نهاية الستينات، حيث حددت المهمة ونظام قيم المقاولة.
Jean Mayon، مدير مساعد العلاقات الاجتماعية في Renault عام 1953. استدعى إلى استعمال الإدارة العامة، التنظيم العام بنفسه والجانب المادي والمعنوي للموارد البشرية، في هذا الصدد ظهر حقيقة ليست فقط التوظيف المتدرج للعلاقات البشرية، ولكن أيضا السطور الكبيرة لمن هو من الآن فصاعدا يمتد كدائرة اختصاص المقاولة خصوصا. أشهر أنه يجب دائما أن نطمح إلى العمل لكي يصبح العمال سعداء بأن يكونوا في مصلحة. وواثقين بأن يكونوا جزاء منها أيضا لمصلحة الإدارة، لا يجب إخفاء أي حدث خاص به. نجاحاته خصوصا في المنافسات والسياسات ونجاحات التقنية التجارية أيضا يجب استعمالها لتنمية حركة المقاولة العامة، ويجب أن تطمح للعمل على معرفة ما تنشره الصحافة الكبرى وله علاقة مباشرة بالإدارة... (التقنيون، المنافسات في جميع الرياضيات،...).
الثقافة ليست مذكورة بالتأكيد إنها تبقى ضمنية. بالمقابل في صدد نقل صورة موضوعية للمقاولة لصانعي القرار، تعرف المقاولة تعبيرا قويا في الولايات المتحدة، ما يشرح الموقف السلبي والدفاعي الأوربي، بخصوص المبادئ الثقافية المطورة في USA في النهاية، تظهر كقراءتين محددتين أخذتا شكل جانبين أطلنتيين.
في الولايات المتحدة، الثقافة تقدم كمتغير داخلي للمقاولة وأخذ مميزات ملازمة للإدارة الأمريكية كما استلزم كل هذا (يمكن قراءة هذا الموضوع Novotny ، Américain vs Européen management philoshophy، Harvard Bisness review(March- April 133-140 ; 1964..
المقاربة التدبيرية الأمريكية المقاربة التدبيرية الأوربية
المستقبل
الحركية
الحيوية
التنظيم التاريخ
الهوية
الاتفاق
السلوك = النتيجة السلوك = السبب
= الثقافة البناءة = الثقافة الحقيقية
USA، الخلفية تجيب على مستلزمات الآتي، بينما في فرنسا هي تنتج عما كان؛ هي تصطنع كل يوم، حسب توجيه ضمني ثقافة تقارب من خلال الزاوية السببية. تماما في أول المقاربة، الخلفية تشكل التأثير، أما الثانية، تجسد السبب. هذا المنطلق، يعطينا انطباع بتواجد نظرة متعاكسة ومتناوبة لثقافة المقاولة، يوجد بذلك:
الثقافة "البناءة" الممدوحة من طرف الإدارة الأمريكية.
الثقافة "الحقيقية" المقدمة من طرف الإدارة الأوربي.
كل واحد من هذه النماذج ينسب إلى ثقافة المقاولة عدة سطور مفردة ويصنع تمحيصا وتعدادا للعناصر المشكلة لهذا المظهر يهم كثيرا من القياس حيث كما أشار إلى ذلك S. Moscovici (1976، 171) "المظهر الاجتماعي يبرره حيثما هنا خطر على الهوية الجماعية، حيث أن التواصل المعرفي يكتسح القواعد المتقاضى معها من طرف المجتمع).
VI- الثقافة المؤسساتية من منظور علم النفس
مواجهة مع علم النفس وخاصة نظرية التمثيل الاجتماعي، النافذة التي تحدثها المقاربات الثقافية والتثقيفية للمقاولة هي synallagmatique في القياس حيث ثقافة المقاولة تذكير بتمثيل المقاولة. الثقافة تخدم ليس فقط أخلاق الشخص، ولكن الوسط بين الموضوع وبيئته، هي ليست مصورة كمحتوى ممثل، ولكن كـ"أمر يعطي للأفراد الإمكانية لتوجيه أنفسهم في بيئة اجتماعية، مادية والهيمنة عليها". من هذا المنطلق، هي تضمن "التواصل بين أعضاء مجتمع انطلاقا من زمن للتبادل ورمز آخر للتسمية والترتيب بكيفية جيدة أقسام عالمهم، من تاريخهم الفردي والجماعي".
بالنسبة إلى Serge Moscovici، التمثيل الاجتماعي هو نظام من القيم، من المفاهيم ومن العمليات المرتبطة بأشياء اجتماعية والتي تسمح باستقرار إطار الحياة، توجيه الإدراك وصنع الأجوبة هو وسيلة خاص لتقسيم الأشخاص والخلفيات.
Claudine Herzllich في 1969 أشار إلى أن: "التمثيل الاجتماعي يؤثر في نفس الوقت على الحافز والجواب (...) هو يوجهه في سياق ما يضعه ذاك" بالنسبة إلى Vigaicomo (81) التمثيلات الاجتماعية نماذج شارحة للعلاقات تفوح من هذا النموذج تترك المفهوم في الغموض. وتعلمنا من هذا أنه لا شيء هو أجنبي بالنسبة للتمثيل الاجتماعي.
نتيجة لهذا التقرير، يحدد ويترجم التمثيل المجموعات الاجتماعية داخل التنظيم. أيضا، الأساس هنا تحديد ما إذا كانت ثقافة المقاولة نفسها تشكل شكلا من التمثيل الاجتماعي، لمجموعة جد معينة من الأشخاص ومميزات جد محددة، مثل الزوار والتلاميذ، أي جزءا من الشعب ليس دوما بين جدران المقاولة.
من هذه الناحية، الفرضية الأساسية هي: يبدو أن التمثيل الاجتماعي للثقافة سابقا هي تمثيل للمقاولة وان التمثيل الاجتماعي لثقافة المقاولة من جانبه هو الانشقاقات داخل المقاولة، وعادة ما تكون الثقافة ليست بالشيء الجيد المتداول داخل التنظيم، وهذا مضان لما حمله مفهوم الثقافة.
أيضا هل من المهم إعداد حقل للتمثيل، وفيه نبين وجوده أو عدمه ومحاولة فهم أنه تحت الإشراف، فضلا عن ذلك وضحنا في إطار التدخل خصوصا مع الزوار، هل بإمكاننا الوصول إلى الإحاطة بتطور وحركية المستعملة في هذه الحالات... بينما كلف الزائر بتدخل مباشر في ثقافة المقاولة، لكي ننظر كيف ستتحقق التشكيلة والحالة الجيدة البيداغوجية للتمثيل الاجتماعي للمقاولة لأنه كما أشار إلى ذلك S. Moscovici, sonimage kenpublic, la psychanalyse, paris, POF, 1962, 2e éd, 1976, p 41.
"كيفما كان تطلع العلوم، يجب دائما تكييفها لكي تكون جزءا من الحياة اليومية للمجتمع البشري، ولكن يوجد سبب وجيه وسوسيولوجي ومباشر يجب لمجتمعاتنا التنبه إليه خاصة وإعطاءه مكانا خاصا وهو ما يتعلق بالضروريات والتطبيقات التي يمكن تطبيعها كالعلم والتربية والفن والدين كلها جزء لا يتجزأ من الضروريات والتطليعات الوظيفية للمعلمين والمهندسين والفنانين وبريد التحدث عن الوظائف حيث الأعضاء هم ممثلوها وهم في عملها يملكون المشاركة في خلق التمثيلات".
وتكملة لذلك، الكاتب يساءل نفسه، "من هم المعممون العلميون، الفنانون الثقافيون، المكونون الكبار، الخ، ليسوا سوى ممثلين للعمل، للثقافة للتقنية من طرف العامة، في سياق ممكن، من طرف المجموعات المبدع العلم، الثقافة، التقنية؟ ماذا يفعلون من غير ذلك مع الأسف، عادة من دون الارادة والمعرفة غير المشاركة في إنشاء التمثيلات الاجتماعية؟".
وللاستنتاج:
"في التنامي العام للمجتمع، لا تستطيع وظائفه التطور، القوة ستبقى في معرفة التحديد لتطبيقاتها وبالتالي توليد بيداغوجية للتمثيلات الاجتماعية".
من خلال تمثيله الاجتماعي، يمكن المساءلة عن واقع هذه الثنائية واستقلاليتها من خلال المجموعات الاجتماعية، يمكن أيضا ملاحظة خلفياته داخل وخارج المقاولة والمساءلة حول درجة تكييفه، حسب تراتبية معينة هذا ما تحقق من اجله هذا العمل. تعمقا في المقابلات، الغرض من هذه الدراسة تحديد الإدراك الثقافي للمقاولة والتضاد الملازم له.
VII- قراءة وتحليل
أضحت ثقافة المقاول من الأسس المهمة في بناء مقاولة، ذات بعد استراتيجي، حيث التسيير والتدبير العقلاني الذي يهدف إلى الإنتاجية بأقل تكلفة، وتعتمد هذه الثقافة على مجموع من المهارات والقدرات التي يتم تحفيزها من أجل بلور وأجرأة الأهداف التي تعتمدها كل مقاول في الوصول إلى نتائج.
إذا كانت ثقافة المقاولة تهيمن في بعض المقاولات الغربية فماذا عن ثقافة المقاولة في المجتمعات العربية؟ عن أي ثقافة نتحدث اليوم هل عن الثقافة العولمتية؟ أم عن الثقافة الحداثية؟ أم عن الثقافة العلمية؟.
إن ثقافة المقاولة يمكن أن نستمد فلسفتها انطلاقا من التأويلات التي أعطيت لمجموعة من المنظرين في عالم الاقتصاد، فمع التحولات الاقتصادية التي يعرفها العالم، اصحنا نتحدث عن مفاهيم التدبير والتحفيز والترشيد وعن ثقافة المقاولة، والثقافة التنظيمية وبالتالي أصبحنا نتحدث عن التموقع الإستراتيجي داخل المقاولة حيث هو الكفيل بمعرفة ماذا يقع داخل المقاول بعيدا عن التسيير البيروقراطي. فثقافة المقاولة تحيلنا إلى أن المقاولة يتم تدبيرها انطلاقا من العلم والمعرفة حيث هذه الأخيرة انعكاس لطريقة التفكير داخل المقاولة ومدى استحضار الأبعاد التي لها علاقة بالثقافة كالأخلاق والقيم والبناء والتشييد والمشاركة التي تنبني على التشاور والحوار والانفتاح على ممكنات أخرى، حيث عدم اختزال الثقافة في المعارف والمعلومات فقط، وإنما التعاطي مع التقنيات الجديدة، وفهم محيط المقاولة وقراء علمية التحولات التي يعرفها النظام الاقتصادي العالمي، وتكييف المقاول مع السوق خصوصا في عالم يتحرك وفق ميكانيزمات وآليات تخضع لصورة التي تحرك الاستهلاك وتوجه المستهلك نحو الخضوع لمنطق السوق.
إن ثقافة المقاولة تجعلنا نسير المقاولة انطلاقا من إيماننا بثقافة التسيير والتدبير، وبالتالي فكل مقاولة لها فلسفتها التي تحركها، لكن ماذا عن هذه الثقافة (ثقافة المقاولة) أمام الثقافة الموحدة والمنظمة التي يفرضها النظام العالمي المعولم.
إن ثقافة المقاولة لا يمكن فصلها عن النسق الثقافي لمجتمع ما، حيث يمكن لنسق الثقافي العام إذا كان جيدا أن يؤثر على التنظيمات المقاولاتية حيث من المستحيل أن تنجح مقاولة ما في مجتمع مضطرب من الناحية الاقتصادي والاجتماعية والسياسية، وبالتالي فكلما كان هناك بناء اقتصادي ذاتي، وهنا استقرار اجتماعي، واحترام القوانين ككل بالثقافة الديمقراطية حيث حضور الحق والواجب الأخلاقي بلغة إمانويل كانط، فمثلا هل يمكن أن تحظى ثقافة المقاول داخل المقاولة العائلاتي التي هي امتداد للأب والأم والأبناء، حيث حضور ثقافة الطاعة وعدم الخروج العصيان حتى يتجنب العامل داخل المقاولة من السخط الأبوي.
عن التأسيس لثقافة المقاولة في العالم العربي يحتاج إلى مجهود فكري من أجل بناء اقتصاد يعتمد على المبادر والتخطيط الإستراتيجي.
التعليقات (0)