مواضيع اليوم

ثقافة القشور

شيرين الالفى

2010-03-07 12:30:17

0

رجل وسيم ,يرتدى أفخم الثياب,واحدث الموديلات,ويحمل أغلى الهواتف المحمولة,واذا جلست معه تجد عقله فارغ وليس لديه اى ثقافه واى فهم ولا يقرأ وليس له اهتمامات محترمة.
إمرأة (شيك) وترتدى ثياب أنيقة ,واحدث صيحات الموضة والعبايات,واذا خاطبتها تجدها قمة فى الجهل ولا هم لها الا الشراء والبحث عن المقتنيات الغاليه .
رجل يرتدى ملابس توحى بأنه متدين ويتكلم بكلمات دينية ,ويدَّعِى التدين,واذا حاورته وتكلمت معه وتناقشت معه فى كتب الأولين والآخرين تجده يقول: لك شيخى فلان قال كذا وانا لا أقرأ ولا أحب القراءة ونسى ان الله تعالى اول ما قاله لنا فى القرآن :"أقرأ" ونسى ان القرآن يمتلئ بالآيات الداله على التفكر والتعقل .
للأسف تتميز بلادنا العربيه بظاهرة غاية فى الخطورة وهى من أسباب تخلفنا,وهى حب المظاهر والحكم على الاشياء من خلال مظهرها,وهذا الحب وهذه الظاهرة امتدت لكل الطوائف وكل المجالات.
وثقافه القشور هذه اذا اعدناها الى اصلها وجدنا انها من النفاق فقد قال تعالى:"واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم"
وعلى النقيض نجد من نطلق عليهم لفظ الاجانب من غير المسلمين لا يهتمون ابدأ واطلاقا بهذه المظاهر بل بالعكس ,فهم يتصرفون ببساطة وتلقائية ,وتجد أحدهم يحمل تليفونا محمولا من اقدم الموديلات,وتجدهم يخرجون احيانا يرتدون فى أرجلهم (شبشب).
واذا تساءلنا لماذا ؟........لماذا يتسم العرب بحب المظاهر ؟
الاجابه تكمن فى ضعف الثقة بالنفس الناتج عن الخواء الداخلى وللاسف اصبحت نقطة الضعف هذه ظاهرة وانقلب الامر الى مجرد تقليد وتنافس على اقتناء اغلى الاشياء والتظاهر من خلال ذلك بالتميز.
حتى انه احيانا كثير تمتد هذه الظاهرة الى الفقراء ,فلن انسى ابداً الخادمه التى تصر على حمل تليفون محمول بكاميرا ولا ترضى عنه بديلا وتتحمل ثمنه بالتقسيط ,كل هذا من اجل المظاهر.
وفى بعض الدول العربيه يتحمل الناس الديون برغم ان دخولهم عاليه جدا ايضا من اجل ارتداء اغلى الثياب وركوب اغلى السيارات حتى ان بعض دول الخليج تجد انه من العيب عدم تغيير السيارة كل عام.
وفى المقابل تجد العرب خاضعين للغرب عن طيب خاطر ,ولا يحاولون تطوير انفسهم الا من رحم الله.
وترجع هذه الظاهرة ايضا الى ضعف الايمان ,وفيها نفاق كما قلنا ,فاذا ذهب الايمان من القلب حل محلة النفاق على قدر ذهاب الايمان.
ويرجع علماء النفس هذه الظاهرة الى عقدة نقص او ضعف الثقة بالنفس وهذا يؤيد ما قلناه .
وامتدت هذه الظاهرة لتشمل الاطفال,فأنا اعرف العديد من الاسر التى تصر على تعليم ابنائها فى احدى المدارس الدولية والتى يئن الطلبه منها ومن ادارتها المتعسفة من الفساد الاخلاقى بها كل ذلك ليقال ابنائى فى مدرسة كذا.
وهكذا استبدل الناس المملوء بالفارغ والثمين بالغث ,فإن عود القمح المملوء تجده منحنى بينما عود القمح الفارغ تجده منتصب.
وتجد ان الانسان المثقف والعالم مثلا من اشد الناس تواضعاً فى اغلب الاحيان ,وذلك لانه واثق من نفسة لا يحتاج الى تجميل المظهر,وانا هنا لا اعنى اهمال المظاهر بل ارفض جنون المظاهر مع خلو الجوهر.

اسأل الله تعالى ان يجعلنا ممن امتلت قلوبهم بالايمان وعقولهم بالعلم.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات