مواضيع اليوم

ثقافة العـنـف وبرمجة القتل..!

فرقد المعمار

2011-06-15 21:36:09

0

 

اللخبطة الفكرية وتشابك الافكار والحيره العقلية ليست سيئة دائما كما هو سائد في الثقافة التقليدية وثقافة ماوجدنا عليه ابائنا بل ممكن ان تنتج ابداعا وفكرا ناضجا بشرط ان ترتبط هذه اللخبطات والتشويش والحلقات الضائعة بجدية عميقة في الوصول للحقيقة وبلهف مضني لمعرفة شكل الفكرة الممزقة بعد لملمتها ووضع اشرطة الاصق عليها وتجرد تام من كل ثياب الا نتماءت والعصبيات لمعرفة الحقيقة حيث نعثر بالنهاية على الحلقات الضائعة من السلسله المفقوده..!
وحتى نسير في مسارات سلم الخلاص نحو الحقيقة علينا ان نتخلص من الجاذبية الثقافية المحلية (جاذبية ثقافة العبيد وعقلية القطيع) وونطلق كالصاروخ في الفضاءات الكونية حيث ثقافة الحرية والعدل والانسانية ووثقافة الطمأنينة والسلم النفسي والاهلي والفكري والتعايش السلمي والود البشري حيث السير بدون جاذبية الارض والسباحة في فضاءات التأمل والتفكر ومنطق الاشياء كاالاقمار الصناعية بعيدا عن الاحتقان القلبي وثقافة الكراهية وجرائم الكراهية والمحاولات الفاشلة في زرع بذور الافكارفي وسط التراب السبخ والمياه المالحة ؟
حتى تنبت بذور الافكار يجب تغيير الوسط الثقافي السبخ ويجب ايضا ان نرويها بالصبر والثبات وربما بالدم احيانا وليس بالماء المالح العكر
حتى نبني محيطا انسانيا حرا يجب ان نعتق عقولنا من البرمجة الثقافية التقليدية التي قيدتنا قرون فصرنا لها عبيد
يجب ان نتخلص من روح الامعيه السائدة وهي روح الجماعية السلبية ( روح عقلية القطيع) فاذا قال المجتمع قال وان قعدو قعد..! ولكن وطن نفسك على الثبات..!
يجب ان فهم ان طبيعة النفس البشرية تقوم على اعتقاد كمال الذات واحتكار الحقيقة وهذا لعمرك عين الضياع للذات وعين التيه في الضلال.!
فما نحن الا افكار قد تخطأ وقد تصيب ولايدعي احد منا بلوغ الحقيقة الا واهم.؟ وفوق كل حقيقة حقيقة اخرى وفوق كل درجة من سلم الخلاص درجة اعلى والموفق من تجرد وتامل وفكر وجرب..! والموفق اولا واخرا من وفقه الله عزوجل الى تلك اليد الحانيه التي تأخذ بنا فضاءات السؤدد وتنقلنا من علم اليقين الى عين اليقين ثم بلوغا ً الى حق اليقين..!
وكل نتيجة مرتبطة بالجودة والاتقان وبالثبات والاستمرارية وهي بدورها مرتبطة بقانونين :-
القانون الاول :- خير وابقى - حيث الخيرية والبقاء لما ينفع الناس و التجربة ذات النهايات المعقولة تمكث بالارض واما الزبد فيذهب جفاء وطبعا هذا لايعني ان لانستفيد من احسن الكلام واحسن الافكار فنحن نسمع ولكن لانتبع الا الاحسن على قاعدة الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه .!
وهذا لايعني ابدا ايضا ان لانستفيد من عمالقة الفكر والابداع الذين سبقوا عصورهم وازمنتهم ولكن هذا ايضا لايعني ابدا اننا قد نرى ما لا يرى العمالقة..؟
وكما قال اسحاق نيوتن : قال يوما أننى وصلت إلى هذه الإكتشافات, لأننى أقف على أكتاف عمالقة افذاذ سبقونى. ... قال.. ((إننا أطفال نجلس على أكتاف العمالقة فنرى ما لا يرى العمالقة)).
ولذالك اسجل : ان كانت رؤيتي أبعد من الآخرين فذلك لأني أقف على أكتاف العمالقة
القانون الثاني :- الحذف والاضافة - حيث حذف الثقافة المتخلفة وان كانت تبدو وكانها مقدسة او لبست ثوب المقدس زورا والتخلي عنها فورا واضافة ثقافة الابداع والحضارة والنهضة ...! والتجارب هي تراكم ثقافي كبير مضغوط في وحدات زمنية سحيقة والسعيد من وعظ باخطاء غيره والتعيس من لم يتعض حتى من اخطاء نفسه..!
يجب ان لانغرق في مستنقع عقلية الشيخ وثقافة الطائفة والقطيع والخضوع للاستبداد والتقليد الاعمى لثقافة المحيط الثقافي والوسط الاجتماعي يجب ان نملك تلك القوة الحيادية المركزية في ان نكون خدم للحقيقة وليس للقوة وباحثيين ومتمسكين بالفكرة والمنهج وليس الصنم.! وعباد لله وحده عزوجل وليس للبشر ولو كانوا ملائكة او رسل او انبياء او اولياء..! ونبتعد عن مفاهيم البداوه والبدائية بعبادة اله واحد في السماء او الاهين او اثنى عشر اله في الارض التي مازال بنو ادم يفعلونها الى اليوم ثم يصرخون بانهم مسلمون...! ولا استثني طائفة او مذهب او حزب اودين..!
لانريد ان نعبد اله في السماء هو الله عزوجل ثم نعبد بخاري ومسلم في الارض اونعبد اثنى عشر اماما في الارض او نعبد شيخ طائفة في الارض اونعبد رئيس دولة في الارض او نعبد زعيم حزب في الارض او نعبد درهما او خميصة او ذات اوهوى..!
نريد ان نحرر عقولنا من كل معبود مطاع في الارض وان لبس عمامة واطال لحيه..! ومن كل مستبد ظالم وان ادعى انه ظل الله في الارض...! وكل مخلوق يؤخذ منه ويرد الا الخالق الله عزوجل...! وكل كتاب ياتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه وعن شماله ويمينه ومن فوقة ومن تحته ومهما قيل وقالوا انه مقدس او اجمعت الامة على صحته , كل كتاب يعتريه النقص الا كتاب الله عزوجل لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفة فهو الكتاب المقدس وغيرة فيه التلفيق وفيه التزويرهو صناعه بشرية فيه الخطأ والنسيان والهوى والخوف والطمع والمصالح الشخصية والفئوية والطائفية والمذهبية والحزبية..!
نريد ان نكون منفتحين و لانريد ان نصاب بالصمم لانريد ان نتخدر بافكارمورفين التدجين المهلوس..!
لانريد مجتمع يتعاطى الثقافة المخدرة ويفكر بعقلية اصحاب المخدرات

نريد ان تنتشر ثقافة الود والمحبة والرحمة والانفتاح فتكون انت وانا حينئذ انسان واذا صرنا انسانين ستنفتح على الثقافة العالمية سنقرا لأي احد فلا خوف ولا سدود وبتالي نصل الى ثقافة الطمأنينة كما قال (ص) لن تراعو لن تراعو وبالتالي لاخوف من الفكر العالمي لانه بالنهاية سيصب في التسامي الانساني..! ولأنك انسان
يجب ان نفعل مصانع صناعة الانسان و نحافظ على ثقافة : ابقى انسان ايها الانسان..!

الطرح الانساني العالمي هو بالنهاية طرح اسلامي وباندماج الاثنين تكون الحضارة ومايحصل اليوم هو تفريق بينهما في الواقع الثقافي وفي الوسط الفكري التقليدي النمطي وهذا واحد من اللخبطات الفكرية الخطأ التي يتحتم ان نمزقها ..! ونمزقها من رؤسنا ..! مزق...!
انني ازعم اننا لدينا اليوم ثلاث لخبطات وخربطات يجب تمزيقها من ثقافة المجتمع السائد وهي الثلاثية الممسوخة
الثلاثية الملعونة :
1- ثقافة السرية :
والانغلاق وثقافة الرطوبة الفكرية حيث العفن الفكري وثقافة الجحور وافكار الفئران
2- ثقافة التنظيم الحزبي والسياسي في عمل نشر الافكار والمناهج..!
عكسها الانفتاح وثقافة المحبة وثقافة الاعنف وعدم الخوف والاعلان والطمأنينة والوفاق الداخلي والخارجي

3- ثقافة العـنـف وبرمجة القتل..! ورقة يجب تمزيقها من سجلات عقولنا وخلعها من ثقافة الواقع ...!

هناك فرق بين الاسلوب الانساني النبوي للتغيير والاسلوب العسكري المسلح العنيف فالتغيير المسلح يعني عضل وليس عقل وما دام التغيير في ساحة من الاقوى على قاعدة لعبة عظ الاصابع وهي ان يضع اصبع كل خصم بين اسنان الطرف الاخر ومن يصرخ اولا فهو الخاسر. اولعبة من يرمش اولا حيث يفتح كل طرف عينه في عين الاخر ومن يرمش اولا فهو الخاسر..! على هذه القاعده تكون العضلات هي من تحدد الفائز؟ في حين ان التغيير في الاسلوب السلمي الانساني النبوي يعني عقل وليس عضل وساحة العراك والحراك هي عقلية بامتياز والاقوى والبقاء لصاحب الفكرة الاقوى والمنهج الاصلح..! ولم تأت من فراغ أيضاً قصة المسيح وهو يُلقَى عليه القبض بينما يحاول بطرس الدفاع عنه فيستل السيف، فيقول له:
أغمدْ سيفك يا بطرس ولا تدافع عني لأنه مكتوب من أخذ السيف بالسيف يهلك.
هناك فرق بين الثورة الاخلاقية وبين ثورة العنف وهناك فرق بين الثورة الفكرية وثورة العضلات ..!
والافكار لاتفرض بالعضلات بل بالاقناع والصبر والثبات والتضحيات والسلمية ". وها قد ولدوا من جديد، ورأيناهم في تونس وليبيا ومصر، وهم يصنعون التاريخ ويناجزون الطغيان ويموتون بابتسامة دون أن يقتُلوا أو يمدوا أيديهم بالقتل بل مُعرِّضين صدورهم لاستقبال رصاص الطغيان انها ولادة الانسان ,, الإنسان العربي الجديد انه الخروج من الرحم المظلم..! وهو بحق انفجار اخلاقي وفكري رائع يستحق الوقوف والتأمل عنده طويلا.!
والقتال ليست حلا بل ازمة اخرى تضاف الى باقي الازمات و العنف لايحل المشاكل بل يزيدها تعقيدا ولكن الضغط بالمقاومة السلمية لغرض تفكيك الاستبداد الاحتلال وتسجيل الاعتراض سلميا ثم المقاومه بالفكرة والمنهج وبالافكار والثبات عليه هو الحل بل ان الذي يغيير الاستبداد بالعنف المسلح لايأمن ان يمارس نفس الاستبداد اذا امتلك مفاتيح القوة واستلم السلطة وذاق طعم لذة السيطرة والتحكم لانه سيغير العنف بالعنف والقتل بالقتل فالطغيات لايغير بالطغيان بل بالسلم ومنهج الااكراه والحرية والسلم ثم ان التغيير السلمي الاعنفي ابرك ونتائجها ثابته وراسخة وبعيد التاثير وذات بعد ستتراتيجي طويل المدى واقل خسائر من حيث التضحيات اذا ماقورن بالحل العنيف العسكري المسلح..! في طريقة اقصادية جدا في اجتثاث الطغيان ..!
نريد تغييرات ناعة من ذواتنا نحن نصنعها نحن نضحي من اجلها نحن فرق بين التغيير النابع من الداخل والتغيير المفروض من الخارج
وخذ مثال ابو ذر وثقافة الاعتراض السلمي الضائعة في المسلمين اليوم
في ظل الاستبداد السياسي هناك ثلاث انواع من التغيير:
انكار بالعنف المسلح وهو خطأ لانه يحول البديل االقادم الى مستبد
وهناك انعزال وهي ثقافة الزم بيتك واكسر سيفك وهذا خطا
وهناك ثقافة الاعتراض السلمي وتسجيل الموقف الاعتراضية ومثال ذالك الانقلاب الفكري السياسي الذي حصل في ظل الامويين حيث انقسم الصحابة الى ثلاث طوائف :
طائفة تريد التغيير بالسيف وتقاوم بالسيف مما ادى الى سيلان تدفق شلالات الدماء بين اكابر الصحابة حيث انزلقت الامه الى منزلقات العنف وفتن مازلت اثارها الى اليوم تدرس وتؤخذ منها الدروس على انها مثال يحتذى به وهذا خطأ حيث فقد التأريخ عذريته .!
وطائفة انعزلت الفتنة كلها على قاعدة اكسر سيفك والزم بيتك وعبد الله ابن عمر مثلا وهذا خطأ ايضا ..! لنها سلبية وهو منهج غير انساني اخرس...!
وطائفة قاومت ولكن سلميا بالاعتراض السلمي وحشد الجماهير على ذالك مع الصبر على الايذاء وابو ذر مثلا وهذا الذي ندعو اليه ..! ثم انظر عندما وصل الغرب الى سقف القوة كيف تراجع الى الاعنف في حل مشاكله الداخلية لأنه ببساطة اكتشف بعد ان ذاق طعم الدماء وشرب كؤس الموت حتى خرجت الدماء من عينيه ان العنف بضاعة ميتة في ذاتها مميتة لغيرها وان لارابح في الحرب وان المنتصر خاسر...! ولأن المنهزم ميت ولأن المنتصر في الرمق الاخيرما قبل الموت...!
وهنا اريد ان الفت النظر الى مثال يخرق العين ويصيب كبد الحقيقة اما رايت اقتراح الصحابة على رسول الله صلى الله عليه وسلم على نشر الاسلام بالسيف في مكة حيث خطر على بالهم ان التغير بالسيف سيحل المشكلة بطريقة اسرع من تحمل الاذى والصبر عليه حيث كانت تكوى جلودهم ويعذبون بالحديد والنار ويوضعون بالحصير ثم يحرقون حرقا كأنهم ولائم .! ،حينما قالوا له : يا رسول الله مرنا فلنمل على أهل منى بأسيافنا ..؟
فأجاب: لم نؤمر بقتال بعد. ثم نزل قوله تعالى: "ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة". وهنا لفتة دقيقة من قبل حامل الرسالة الى متبعيه في كل زمن ان هذا الرد النبوي يؤسس لفكرة الاعنف في التغيير فنحن في ساحة الافكار ...!!والمنهج لايفرض فرضا بالاكراه بل بتأسيس فضاءات من الحرية ليكون الاقناع والاقتناع وبكل حرية هذا الرد هو اشبه بتأسيس قاعدة نفسيه ان نتخلى عن ذالك الفرعون المتسلط الذي يحمل السيف الجاهز للقتل ونخرجه من عقولنا وثقافاتنا وهو يعني اخراج ذالك الوحش المتربص بين وجداننا الذي يريد ان ينقض وبسرعة على أي مخالف هو ببساطة يعني ان نكون انسان ونعامل الاخرين على انهم انسانيين ونساعدهم حتى يكونوا انسانيين ويبقوا انسانيين نساعدهم في الثورة على فراعنتهم..! ونكن معهم على ترويض وتقزيم وتكبيل وحوشهم .!
: لم نؤمر بقتال بعد : تعني تكتيك نفسي ذكي ومرحلي لترويض ذالك العربي الذي لاينام الا والسيف بين جوانحه والقتل بين عينيه حيث اعتاد ثقافة الحرب وان لاحل الا بالسيف..! ولا نتائج اسرع من البندقية..! حيث تحول مفهوم الغزو الى شجاعة..! والسبي الى بطولة..! والنهب الى انتصار...! حيث انغرست فكرة ان لاحل الا بالسيف ولاسبيل للخروج الا بالعنف لانها ببساطة كانت ثقافة المحيط الثقافي ثقافة المجتمع الذي يعيش فية ولأنها ايضا اسرع طريقة للحل فأما قاتل او مقتول ثم تنتهي اللعبة...؟؟؟؟
لأنه ببساطة تثقف ان لايتحمل الاخر وتبرمج ان لا يصبر عليه ولأن المجتمع يدفعه دفعا الى العنف ولأنه ما تعلم ان يروض وحشه هو اولا ويثور على فرعونه هو اولا ...! حتى يكون انسان ثم يحاول ان يبقى انسان ..!
وهنا اسجل : ان الموت في سبيل الله امر صعب ولكن الحياة في سبيل الله اصعب..! ولايلقاها الا الذين صبروا ولا يلقاها الا ذو حظ عظيم ..!


مدونة حرر عقلك
خطاب

 


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات