مواضيع اليوم

ثقافة العبيد وعقلية القطيع..!

فرقد المعمار

2011-05-17 22:14:46

0

 

واضح جدا ان لواقع الحداثة والتحديث الغربي والفعالية القوية في التأثير بحركة الحياة العالمية وبمفاصل المعيشة اليومية وحتى الدقيقة منها اوجدت واقعا مؤثرا جدا وضاغطا َ ليس فقط على ماديات الحياة واشيائها واحتياجاتها اليومية بل وصل حتى الى التاثير السحري في ثقافة المسلم وفي عقلية المسلم وفي فكر المسلم وخصوصا العربي منه حتى اوجد هذا التحديث للواقع العالمي المتحدث في كل لحظة اليوم حالة من الانسلاخ الحضاري والخرق الكبير في الجدار الفكري للانسان العربي المسلم حتى تركته آلة وماكنة وعبد ودابة جاهزة للاستحمار والاستعمار والاستخراب والركوب..!
و حتى انسلخ من ادميتة المكُرًمة التي تدفعه في ان يكون حرا ً ومعترضا وناقدا ومسؤلا بعد ان كان سيدا ومقدسا حيث فقد الثقة تماما الا ماعصم ربك بالمنهج الفعَال المؤثر الذي رفعه بالامس القريب في ان يكون سيد ومقدس ثم فقد القدرة حتى في ان يحلم بان يكون مختارا وخليفة عن الله في ارضة..!
وحتى لانبخس الناس اشيائهم فنقول ان الحضارة الغربية ولاشك قدمت على صعيد الوسائل والمكائن والاشياء والافكار والثقافة ما رجعت لهذا الانسان التكريم الذي كرمة الله عزوجل
ولكن الانسان في ثقافتنا ايضا مقدس ومكرم حيث اسجد له ملائكتة وسخر له المسخرات لتكون جاهزة في خدمتة

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ [البقرة : 34]

وهنا اود ان الفت النظر الى تلك الرسالة الدقيقة والقوية في هذه الاية الكريمة لكل من لا يكرم هذا الانسان كمخلوق بغض النظر عن ثقافته وآرائة وعقائدة واديانه ومذاهبه وكان سببا في اهانة هذا الكائن المقدس فهو بالضرورة يشترك مع ابليس في الرفض العنيف لعدم تقديس هذا الانسان ويشترك مع الشيطان نفسة في الاستكبار لأنه لم يكرم هذا الانسان ويشترك من الشيطان ذاته في ان يكون من الكافرين .!!!
وهنا نسأل السؤال الكبير :
أليس الامرالالهي الرباني في السجود لأدم أليس هو في حقيقتة تكريم وتقديس ورفعة لهذا الانسان ..؟
فلماذا يختار الانسان ان يكون في صف الشيطان ضد اخيه الانسان ..؟؟
ثم الله ربنا كرم وحمل الانسان في اليبس والبحر ورزقة من أطايب الارزاق ثم فضل الله هذا المخلوق المقدس على كثير ممن خلق تفضيلا .....
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً [الإسراء :70]
ثم الله عزوجل سخر كل شئ في هذا الكون الفسيح و هذا الفضاء الواسع و هذة الارض الطيبة وما فوقها وماتحتها والشمس والقمر والنجوم والليل والنهار والدواب كلها مسخرة لأجل هذا المخلوق المقدس

وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ [إبراهيم : 33]
وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النحل : 14]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ [الحج : 65]]
فلماذ يصر الانسان على يهين اخية الانسان ويحقر اخية الانسان ثم يقتل اخية الانسان ووالله ثم والله لايهين الانسان الا من كان فية شئ من تكبر الشيطان واستكبار ابليس
تكريم الانسان جزء مهم من ثقافتنا وهي اخلاق وانسانية وهي قبل ذالك وبعده دين ندين الله به وهي جزء من حضارتنا التي نعتز بها والتي رفعتنا كالصقور فوق قمم جبال فكر الحضارة وقمم النهضة حتى كنا نحن من نرفع من قيمة العبيد ونحررهم من مستنقعات الاستبداد لنعطيهم هذا الامل بانهم احرار وانهم ينتمون لهذه الانسانية المكرمة .!
ولكننا اليوم وللاسف نرى واقعنا ممسوخ ومشوه وهذا بلا ادنى شك يعطينا بشكل واضح مدى الانحدار المخزي والسقوط المتهاوي ومدى خطأ الاتجاه والزاوية التي حط عليها فكر حضارتنا وثقافتنا اليوم
فهو بلا شك سقوط في منحدرات ثقافية حادة ومستنقعات فكرية غصت فيها الارجل والعقول على حد سواء ..!!
اين سؤدد الفكر ..؟
اين رقي الاخلاق..؟
اين علياء الاعتداد النفسي بالكرامة ..؟
اين الثقة بثقافة النهضة ..؟؟
اين افكار الحضارة..؟؟
لماذا بعنا عقولنا المقدسة بثمن بخس واشترينا بالغالي عقلية القطيع حتى ادمنا الاستسلام والخنوع والذل فلا ثقافة الا ثقافة القطيع ولا فكر الا فكر القطيع ولا عقلية الا عقلية القطيع..!
ثم سرنا بغير تجربة وبغير علم وبلا تفكير على هذا النموذج الغربي بصورة كاملة وتامة حيث صار التقليد ديننا وثقافة العبيد ثقافتنا ومنهم استلهمنا حتى احلامنا..!!
لاشك ان ثقافة التحضر والحداثة الغربية هي اليوم لنا ازمة ..؟
نعم أزمة ومأزق يجب ان نتعلم كيف نخرج منه..؟
يجب ان نتعلم كيف نصفي الافكار في غربال الفهم الصحيح للقران الكريم ثم بعد ذاك نزاوج بين تلك القوة الهائلة الفعالة التي اوجدت هذا الواقع في عالم اليوم الحديث وبين تلك الاصالة العميقة والمطلقة الموجودة في الفهم الدقيق لمعاني المنبع الصافي والمعين الرقراق كتاب الله القران الكريم
نعم يجب ان تعترف اولا اننا نعاني من مشكلات في الثقافة وفوضى في الافكار وازمات مزمنة في النهضة ومشكلات عويصة في الحضارة ثم ليكن عندنا ذالك الامل في استعادة ذاتنا التائهة وثقاتنا الضائعة وعزتنا بما نملك من قيم وافهام وفكر وتأثير في ثقافة الاخرين .!
نعم نستطيع ذالك اذا امتلكنا ذالك العقل الناقد... ذالك العقل الحر ... لانه عقل متحرر من ذالك الاستسلام المقيت للاشياء ,
والخضوع المخزي للنماذج النمطية حيث ثقافة التبلد وشعور النقص والتقزيم والتحقير للذات وتجهيل الذات.!!
يجب ان نمتلك ذالك النقد لكل شي حتى لوكان مقدس..؟؟
يجب ان نمتك ذالك الزخم الهائل وتلك الطاقة المتوهجة في الانطلاقة الفكرية والاقلاع الحضاري ..!
يجب ان نمتلك الايمان العميق بالمبدا ..!
يجب ان نمتلك القدرة العالية في التعاون ..!
يجب ان نمتلك قوة التماسك..!
يجب ان نحكم وبقوة شبكة العلاقات الانسانية والاجتماعية ..!
واخيرا وليس اخرا ان نملئ ذاتنا بالاحترم ....
وننسلخ من فكرة الفراغ النفسي..وعقلية التجويف..! وثقافة العبيد...!

 

مدونة حرر عقلك
خطاب




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات